تشكل الإجازة الصيفية كل عام سوق نشطة للأفلام الهوليودية المقرصنة وغيرها من مختلف البرامج الحديثة وتبرز في مدينة الرياض ظاهرة انتشار تلك البسطات في الصيف الذي يمثل موسماً كبيراً لأولئك الباعة المتجولين. ففي الوقت الذي ضاق بهم المقام إثر الحملات التفتيشية المفاجئة سرعان ما تحول نشاط الباعة المتجولين في الرياض إلى نشاط ليلي بعيداً عن الأعين متوجهين صوب مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي يرتادها فئة الشباب التي تشكل الرقم الصعب كأهم زبائن لجديد هوليوود. وكشفت اليوم في جولة ميدانية وسط مدينة الرياض عن تحول مفاجئ في نشاط باعة الأفلام الجائلين التي تعرض أنواعا مختلفة من الأفلام العربية والأجنبية المقرصنة بعد أن كان الباعة الجائلون يتواجدون من فترة ما بعد العصر إلى العاشرة مساء تحولوا وبشكل مفاجئ بعد أن تم تضييق الخناق عليهم إلى عرض بضائعهم منذ العاشرة مساء حتى الثانية عشرة منتصف الليل، فيما اتجهت الأغلبية منهم نحو المطاعم والمقاهي واستمر قسم آخر منهم إلى مواصلة البيع بالتواصل مع زبائنه عبر الهاتف الجوال. وكشفت الجولة الميدانية ل «اليوم» عن التوجه نحو الهجرة الجماعية للباعة بعيداً عن محال الأسواق والمولات والأسواق التجارية التي تشهد جولات تفتيشية مفاجئة إلى مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي، إذ باتت أكثر أماناً من الجولات التفتيشية وأفضل تسويقاً نظراً لتواجد أعداد كبيرة من الشباب في مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي وهم من يمثل الرقم الأصعب في القوة الشرائية لجديد الأفلام العربية والأجنبية. اليوم التقت مع حسين مختار أحد المشترين أثناء ارتياده لأحد مطاعم الوجبات السريعة لتناول وجبة العشاء مع أصدقائه وبعد الخروج يقوم بشراء ما يرغب في متابعته من الأفلام الأجنبية والعربية الجديدة من بسطات العارضين الذين يقومون بعرض بضاعتهم أمام أشهر المطاعم والمقاهي في مدينة الرياض. وعلل ذلك بعدم وجود أماكن ترفيهية خاصة للشباب بحيث أصبح الخروج مع أصدقائه لتناول طعام العشاء في أحد المطاعم روتيناً يومياً، عقب ذلك يعود أدراجه نحو منزل أحدهم للاستمتاع بأحد الأفلام العربية أو الأجنبية، فيما عبر إبراهيم حسن ل «اليوم» عن انزعاجه من عملية الغش والتدليس التي يتخذها بعض الباعة ديدناً خاصاً بهم ببيع أفلام مصورة عن طريق السينما، بينما يوهمون الزبائن بدقتها العالية في تناقض واضح لما يدعونه. أحد الباعة المتجولين تحدث ل «اليوم» وذكر أن عملية بيع الأفلام عملية مربحة كثيراً فكل ما يتطلبه الأمر هو تحميل الأفلام الجديدة من بعض المواقع الإلكترونية ونسخها بواسطة أجهزة خاصة ومن ثم طباعة الصور الخاصة بالفيلم ثم عرضها على الزبائن وبيعها بأسعار زهيدة تتراوح بين الخمسة والعشرة ريالات للفيلم الواحد. فيما عبر آخر عن استيائه من بعض زملاء مهنته الذين يقومون بترويج وبيع الأفلام الإباحية، وأضاف أن البطالة والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها هي من قادته إلى سلوك هذا الطريق، متعهداً بأن يترك هذا المجال في حال حصوله على أي وظيفة، وأضاف أنه لا يشعر بالراحة أبداً في ذلك كونه يمارس مهنة صاحبها أشبه ما يكون بالمطارد. وذكر آخر أنه يسعى إلى التكسب والربح جراء هذه العملية عبر نشر رقم هاتفه في المنتديات والمواقع المهتمة بالأفلام ويتلقى اتصالات يومية من الباحثين عن الأفلام، ففي اليوم الواحد قد يصل حجم مبيعاته إلى 300 ريال وأكثر. وذكر أن الطلب على الأفلام يرتفع خلال الإجازة الصيفية تحديداً وبكميات كبيرة، مبيناً أن عملية البيع لا تقتصر على المدينة فقط، بل إلى كافة المدن من خلال إرسال الطلبات عبر البريد. من جهة أخرى عبر عدد من أصحاب محلات بيع أشرطة الفيديو عن تذمرهم من انتشار بيع الأفلام بطرق غير مشروعة ما أدى إلى عزوف الكثير عن الشراء ونتج عن ذلك تكبدهم لخسائر فادحة لا تقدر بثمن، وأكدوا عزم البعض منهم إغلاق بعض المحال نتيجة لذلك.