●● لست صاحب هذا العنوان، ولا أحد هنا توجه إليه هذه الكلمات، ولكنها صحيفة برازينى اليونانية اليومية التى خرجت شأن العديد من صحف البلاد تخلط بين انتصار المنتخب على روسيا وبين الأوضاع السياسية والاقتصادية، فكان الفوز اليونانى على الروس هو المفتاح الذى دفع الباب الموصود أمام الرأى العام هناك للتعبير عن الغضب الشديد من أسلوب تعامل أوروبا مع الأزمة المالية اليونانية.. وقد تنوعت عناوين الصحف فى الصياغة، لكنها اتفقت على نقد الأوروبيين: وكتبت «سبورت داى»: «هكذا يتأهل المدينون لك.. استعدى يا أنجيلا».. الصحيفة تقصد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لموقفها المتشدد من الديون اليونانية وإجراءات التقشف التى أصابت المعاشات.. ●● تبدو ساحات كرة القدم الآن مثل حلبات للصراع الحضارى والوطنى فى كثير من الدول، بما فيها دول الدرجة الأولى. لكن هذا يكون له سقفه وحدوده بينما تخلط الدول الأخرى بين انتصارات اللعبة، وبين انتصارات الجيوش، ومن يراقب وجه يورجوس كاراجونيس قائد المنتخب اليونانى الذى يبلغ من العمر 35 عاما، فور أن سجل هدف فريقه الوحيد فى المرمى الروسى سيرى أمامه ملامح وجه سبارتاكوس المصارع الذى قاد ثورة عبر حلبات الكوليزيوم ثم خاض الحرب برفاقه: فاسيليس توروسيديس وكيرياكوس بابادوبولوس وسوكراتيس باباستاثوبولوس ويورجوس تزافيلاس كوستاس كاتسورانيس ويورجوس ساماراس وديميتريس سالبينجيديس ويانيس مانياتيس ثيوفانيس جيكاس.. (هذه أسماء تكتب ولا تقرأ). ●● روسيا التى خسرت مباراة واحدة أمام إيران ضمن 16 مباراة متتالية، فوجئت بجيش المناضلين اليونانيين، الذين لعبوا كأنهم يخوضون معركة من معارك بلاد الإغريق. وهى المرة الثانية التى يفوز فيها الفريق اليونانى على نظيره الروسى خلال 11 مباراة. وكان منتخب اليونان الفائز باللقب قبل 8 سنوات فى مفاجأة مذهلة، مرشحا للخروج من الدور الأول فى هذه البطولة، لكن الفريق يلعب بروح قتالية مذهلة أجبرت الجميع على احترامه.. ●● قبل مباراة هولندا والبرتغال التى أقيمت مساء أمس، طرحت صحيفة أو يوجو البرتغالية سؤالا على القراء: هل ترون أن رونالدو يستحق أن يخوض تلك المباراة مع الفريق أم يستبعد؟ ●● جاءت الإجابة مفاجئة: أنه لا يستحق. ويفضل أن يلعب مكانه سيلفستر فاريلا صاحب هدف الإنقاذ فى الدنمارك. وكتبت الصحيفة تقريرا عن سلوك رونالدو لحظة تسجيل فاريلا هدف بلاده. حيث كان رونالدو هو اللاعب الوحيد الذى عجز عن تهنئة زميله، ربما بسبب الغيرة، هكذا كتبت الصحيفة، كما تحدث الكثير من مشجعى الفريق عن إسراع رونالدو بالتوجه إلى غرفة الملابس عقب انتهاء مباراة فريقه أمام ألمانيا، ولم يذهب مع زملائه لتحية جماهير البرتغال. ●● يضحك الرأى العام فى البرتغال على كارتون يتكرر كثيرا فى وسائل الإعلام هناك ويشير إلى حلم لاعبى إسبانيا برفع كأس أوروبا للمرة الثانية على التوالى فيما يظهر رونالدو وهو يحلم برفع حذاء هداف كأس الأمم.. ●● المعنى واضح.. إنه نموذج للاعب فى مملكة أنا.. الذى لا يرى سوى نفسه، ولا يحب سوى نفسه، ولا يعترف سوى بنفسه.. صحف البرتغال خرجت قبل مباراة هولندا بمانشيت يبدو واحدا: رونالدو أنت مدين لنا..!