كانت خطبة الجمعة في بيت الله الحرام عن الحب وإشاعته بين الناس فهو السبيل لإصلاح الكثير من خلل النفوس والقلوب والعقول. فبالحب تعالج الكثير من أمراض البشرية التي صارت تجرنا إلى الفرقة والنزاع بعد تفضيل الذات والقناعات الخاصة سواء ما اتصل منها بالدين أو الحياة. ما أكثر الآيات القرآنية التي وردت فيها معاني الحب وصوره ليعلمنا الله ما يحب لنا وما يكره منا.. آيات لم نعد نعمل بها للأسف أمام أثر وقوة الاطماع الشخصية والحزبية والمذهبية وصار كل من يخالفني في واحد منها عدوًا لي أسيئ إليه بما اوتيت من قوة وانا اردد الله اكبر.. الله اكبر. لا يطلب الإنسان شيئا الا ويجعل التدمير والقتل سلمه للوصول الى حق كان يطلبه أو باطل، ليتنا نتحرى معاني الحب في القرآن ونقترب مما يحبه الله لنا وفينا ونتجنب مالا يحبه ونتبصر تلك المعاني الجميلة وأثرها على العالم أجمع غاب الحب وغاب اللطف وغابت النوايا الحسنة وتوقعها من الاخرين عند كل من يدخل تحت ما وصفه سبحانه وتعالى قائلًا (ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله) ولم يعد بيننا اليوم اصنام واوثان نتعامل معها ونحبها كانداد لله وانما هناك بشر مثلنا بما فيهم من اطماع وضعف بشري ومع هذا يأتي الاضعف منهم ليتعلق بهم ويحبهم كحبه لله أو اشد، فان قال لهم ايمنوا فعلوا وان طلب منهم ان يشملوا فعلوا.. بلا وعي ولا ادراك للمخاطر التي تترتب على هذا الاستسلام حتى يتحقق قوله تعالى (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) فليتنا نتحرى معاني الحب في القرآن ونقترب مما يحبه الله لنا وفينا ونتجنب مالا يحبه ونتبصر تلك المعاني الجميلة واثرها على العالم اجمع فالله ذكر في آياته الكريمة انه يحب المحسنين ويحب الصابرين ويحب المقسطين ويحب المتقين ويحب المطهرين. ان ما وراء هذه المفردات من قيم اخلاقية اوسع من ان تحويه هذه الزاوية ولكن فكروا وتدبروا فيها وفيما لا يحبه الله، لا يحب المعتدين، لا يحب الخائنين، لا يحب المستكبرين لا يحب المفسدين، لا يحب الظالمين.الا يكفينا ما عانيناه من تلك المشاعر العابسة كالقمطرير والتي اغتالت معاني الجمال والحب في نفوسنا واوهنت الإيمان فينا فالرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه)، فأين نحن من هذا كله.بالحب نقترب من الله وبلا حب يجافينا الله. [email protected]