كلما قرأت عن قضية عضل أو حرمان من ميراث أو زواج بالاكراه أو غيرها من ألوان العنف ضد المرأة تأكد لي أن السبب دائما هو ما يكتنزه كل الأطراف من رصيد عائلي حتى لو غاب عنه الحب والتفاهم فهو موجود كولاء بلا روح ولاء يتحول الى قيد في المعصم أو طوق حديدي حول الرقبة.. الظالم والمظلوم يستندان على ذلك الرصيد العائلي الظالم يهدد به ويتوعد والمظلوم يخاف من فقده حتى وإن لم يكن جوهريا في حياته!! غريبة هذه الأواصر (الرحيمة) التي خلت من أدنى درجات الرحمة بل وتحولت إلى وسيلة مثلى للاستغلال والابتزاز، غريبة هذه الأواصر (الرحيمة) التي خلت من أدنى درجات الرحمة بل وتحولت إلى وسيلة مثلى للاستغلال والابتزاز، فكل من تطالب بحق شرعي لها فهي إما عاقة أو فاسقة مطرودة من جنة العائلةفكل من تطالب بحق شرعي لها فهي إما عاقة أو مطرودة من جنة العائلة! كثيرات يعشن تحت سطوة تلك العلاقات الأسرية البعيدة تماما عن جوهر روح الأسرة التي يفترض ان يشيع فيها الحب والحنان ورعاية المصالح فكيف ان نستنكر على هؤلاء ان يفترسوا حقيقة الدين بمخالب الطمع، كيف لأب ان يتهم ابنته بالعقوق ويذيقها من المر ما شاء لأنها تريد ان تتزوج وهو يريد مالها، كيف لاخوة يحرمون اختهم من الميراث حتى لا يستمتع به زوجها الغريب، كيف لأسرة تطلق ابنتها من زوجها لأنه غير مكافئ لهم في النسب، وهل سمعتم يوما عن رجل اجبر على تطليق زوجته لأنها لاتكافئه في النسب ان احدا لن يجبره على طلاقها حتى لو كانت فاسقة.. ولو حدث واستولى احدهم على ميراث آخر لقامت الدنيا ولم تقعد في المحاكم ولتقطعت الاواصر الى الأبد، لأنهم ذكور فيما بينهم، ولكن كلما كان الطرف المتضرر امرأة، سيحدث كل شيء غير متوقع مهما كانت درجته في حدة الظلم.وعندما أرى الأفلام الأجنبية وأرى شروخا عائلية مخيفة أدرك انه لا فرق إلا أننا هنا نحسن التمثيل ونتقن تعذيب النفس من اجل الآخرين حتى لو كانوا لا يستحقون منا ولا حتى كلمة طيبة.اشكال للأسرة هذا أخ وتلك أخت وكان الله بالسر عليما.فلا ود أو علاقة اخوة كما يجب ان تكون فان لم يكن الطمع هو السبب فالسلبية والجبن والتقليدية هي السبب، هذه الارصد العائلية الوهمية هي سبب الكثير من الكوارث على المستوى الذاتي والاجتماعي وهي كلها بعيدة كل البعد عن جوهر الاسلام ونحن في الوقت نفسه نركع ونسجد ونؤم الناس للصلاة ونقدم النصائح ونقرأ القرآن الكريم فاذا كان الامر فيما بيننا وبينهم ظهرت حقائقنا البشعة وتسلطنا البشري العجيب من منطلق السلطة فقط.. يا للأسف.