صعدت القوات السورية عملياتها العسكرية والامنية في مناطق عدة في البلاد رغم زعمها عن بدء سحب قواتها، فيما ينتظر المبعوث الدولي كوفي عنان وقفا شاملا لاطلاق النار خلال الساعات ال 48 التالية للعاشر من ابريل. فقد اعلن احمد فوزي المتحدث باسم الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان في مؤتمر صحافي في جنيف ان السوريين «يقولون انهم باشروا سحب قوات من بعض المناطق». واضاف «اننا بصدد التثبت» من هذه المعلومات، موضحا ان «ما نتوقعه في العاشر من ابريل هو ان تكون الحكومة السورية انهت سحب قواتها» من المدن. وتابع «اعتبارا من هذه اللحظة تبدأ فترة 48 ساعة سيحصل خلالها وقف كامل لجميع اشكال العنف من قبل جميع الاطراف، بما يشمل الحكومة السورية والمعارضة السورية». وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه انه «غير متفائل» بشأن تطبيق النظام السوري خطة عنان. ميدانيا زعمت صحيفة الوطن نقلا عن مصدر مسؤول عن انسحاب «وحدات من الجيش من بعض مناطق ريف دمشق كالزبداني». لكن عضو تنسيقية الزبداني عبد الله عبد الرحمن قال ان «هذا الخبر غير صحيح فالجيش ما زال يقيم حواجزه التي تقطع اوصال المدينة». واضاف «اذا كان الجيش لديه مئتا آلية في الزبداني ونقل منها بضع آليات الى مناطق أخرى، فهذا ليس انسحابا» مشيرا الى تعرض مناطق مجاورة للزبداني لقصف مدفعي. من جهته، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس «لا يمكن الحديث عن انسحاب للقوات النظامية في منطقة من مناطق الريف فيما هي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في مناطق الريف الاخرى». واضاف ان «المطلوب انسحابات فعلية وليس انسحابات اعلامية». وبالتزامن مع ذلك، وصلت تعزيزات للقوات النظامية بعد منتصف ليل الاربعاء الى دوما في ريف دمشق، بحسب عضو مجلس قيادة الثورة احمد الخطيب. واضاف الخطيب ان «اشتباكات بدأت قرابة الساعة الثانية (23,00 تغ)، واستمرت ساعة ونصف تقريبا قبل ان ينسحب عناصر الجيش الحر الى البساتين المجاورة». واوضح المصدر نفسه ان «القوات النظامية تجتاح المدن باعداد كبيرة من الجنود والاليات وتتمركز في الشوارع الرئيسية متجنبة دخول الاحياء ولا تلبث ان تعود وتنسحب منها لتنفذ عمليات في مدن اخرى تشهد احتجاجات». وقال المرصد ان «اعمدة الدخان تتصاعد من مبنى بمحيط الجامع الكبير» لهذه المدينة التي تقع على بعد كيلومترات من المدخل الشمالي للعاصمة. وشنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر الذي شهد الاسبوع الماضي تظاهرات واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، مع دخول مدرعات وعربات مصفحة وانتشار كبير لقوات الامن، بحسب المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي. وفي ريف حلب (شمال)، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان «الحملة العسكرية المتوقعة لاخضاع ريف حلب بدأت بقوة». واضاف ان «الحملة بدأت ليلا بقطع كافة وسائل الاتصال عن ريف حلب الشمالي (عندان وحريتان وبيانون ..)، ثم انطلقت التعزيزات العسكرية من محيط مدينة حلب الى الريف». واشار الى «وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر وانشقاقات في صفوف الجيش النظامي» لافتا الى حركة نزوح كبيرة عن المناطق الساخنة. وفي ريف درعا (جنوب)، اقتحمت قوات عسكرية قرية كفرشمس وقامت بحملة مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات. وقد اسفرت اعمال العنف الخميس عن مقتل 14 شخصا في مناطق عدة في البلاد، بحسب بيانات متلاحقة للمرصد. وقتل مواطن في حي باب هود في حمص (وسط) واربعة آخرون بينهم طفلان اثر قصف تعرضت له مدينة الرستن (ريف حمص). كما سقط قتيل في مدينة دوما (ريف دمشق) اثر اصابته برصاص قناصة فيما قتل شابان بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في العاصمة اثر اطلاق القوات الامنية الرصاص على سيارة كانت تقلهما. وقتل جنديان في استهداف سيارة عسكرية بعد منتصف الليل في قرية النعيمة التابعة لريف درعا (جنوب)، وقتل ثلاثة عناصر من الجيش اثر استهداف سيارة عسكرية في ريف حلب (شمال). وفي ريف ادلب (شمال غرب)، سقط مقاتل من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اصابته برصاص قناصة فجر امس في مدينة خان شيخون، بحسب المرصد. فرار أكثر من 40 الف سوري من البلاد وقال مسؤول تركي امس الخميس ان العنف أدى الى فرار أكثر من 40 الف سوري من البلاد هربا من عنف قوات الجيش السوري والشبيحة بينهم 900 وصلوا الى تركيا في الساعات الاربع والعشرين الماضية. ويمثل هذا العدد ضعف متوسط معدل التدفق في الايام الاخيرة. وقال المسؤول «توجد زيادة في معدل التدفق عبر ريحانلي وان العدد بلغ 800 الى 900 امس - الاربعاء -.» وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في لندن «السلطات السورية قالت انها ستفعل ذلك بحلول العاشر من ابريل.» وأضاف «لا توجد علامة على انهم يفعلون ذلك حتى الان. الهجمات على المواطنين والمدنيين في بلدهم مستمرة وعمليات الاغتيال والقمع والتعذيب من جانب النظام مستمرة.»