شنت القوات السورية اليوم الخميس حملة اقتحامات ومداهمات بينما تواصلت الاشتباكات بينها وبين المنشقين في عدد من مناطق البلاد، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن 12 مدنيا قتلوا اليوم الخميس في أعمال عنف في مناطق عدة من البلاد. وفي ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة أحمد الخطيب: "وصلت تعزيزات للقوات النظامية بعد منتصف الليل إلى دوما، وبدأت الاشتباكات قرابة الساعة الثانية، واستمرت ساعة ونصف تقريبا قبل أن ينسحب عناصر الجيش الحر إلى البساتين المجاورة". وأضاف الخطيب أن عملية اقتحام دوما "هي الرابعة خلال 3 أشهر"، موضحا ردا على سؤال أن "القوات النظامية تجتاح المدن بأعداد كبيرة من الجنود والآليات، وتتمركز في الشوارع الرئيسة متجنبة دخول الأحياء، ولا تلبث أن تعود وتنسحب منها لتنفذ عمليات في مدن أخرى تشهد احتجاجات". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في أحياء دوما، لافتا إلى أن "أعمدة الدخان تتصاعد من مبنى بمحيط الجامع الكبير" للمدينة التي تقع على بعد كيلومترات من المدخل الشمالي للعاصمة. وأشار المرصد إلى أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين أثر استخدام الرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية النظامية وعن أعطاب ناقلة جند مدرعة. ونفى ناشطون ومراقبون أن تكون القوات السورية باشرت انسحابها من مناطق ريف دمشق التزاما بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "لا يمكن الحديث عن انسحاب للقوات النظامية في منطقة من مناطق الريف (التزاما بخطة أنان) فيما هي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في مناطق الريف الأخرى". وأضاف أن "المطلوب انسحابات فعلية وليس انسحابات إعلامية". وأفادت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في حرستا. وذكرت في بيان أن الاشتباكات "استمرت طيلة الليلة الماضية وحتى صباح اليوم إثر استهداف الجيش الحر لأربعة قناصين من قوات النظام". وفي العاصمة، قتل شابان بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس في حي كفرسوسة إثر إطلاق القوات الأمنية الرصاص على سيارة كانت تنقلهما. وشنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر، الذي شهد الأسبوع الماضي تظاهرات واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، مع دخول مدرعات وعربات مصفحة وانتشار كبير لقوات الأمن. وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر اليوم الخميس بين القوات السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في محيط بلدتي عندان وحريتان. وأشار إلى "نداءات عبر مكبرات المساجد تدعو عناصر الجيش النظامي للانشقاق والدخول إلى البلدات، فيما قتل 3 عناصر من الجيش إثر استهداف سيارة عسكرية في ريف حلب الشمالي". واستمرت الاشتباكات والقصف على مداخل بلدة عندان التي تعرضت لقصف بالقذائف في ظل محاولة القوات العسكرية السورية اقتحامها. وأودت أعمال العنف بحياة نحو 170 شخصا منذ يوم الإثنين الذي أعلن فيه عن موافقة دمشق على تطبيق خطة المبعوث الخاص كوفي أنان "فورا". وتقضي خطة أنان بوقف العنف من جميع الأطراف تحت إشراف الأممالمتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة إنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.