استمرت العمليات العسكرية أمس الأربعاء في مناطق عدة من سوريا من الحدود التركية (شمال غرب) حتى محافظة درعا (جنوب) على الحدود الأردنية، وفق ما ذكر ناشطون. ونفت المعارضة السورية أمس ما تردد من تقارير حول بدء القوات النظامية الانسحاب من بعض المدن الهادئة في أنحاء البلاد، قبيل حلول الموعد النهائي لتنفيذ وقف إطلاق النار، بحسب خطة السلام التي تدعمها الأممالمتحدة. وقتل 18 شخصًا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: «حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات للقوات النظام. وكانت السلطات السورية أبلغت مجلس الأمن بأنها بدأت تطبيق خطة موفد الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان لا سيما منها مسألة سحب القوات العسكرية من الشارع، على أن تنتهي من ذلك بحلول العاشر من أبريل. وقال عبد الرحمن: إن «الدبابات تدخل إلى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها، هذا لا يعني انها انسحبت». وأشار إلى حصول اقتحام صباح أمس لقرية المزارب على الحدود الأردنية السورية في محافظة درعا. وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان فجر أمس أن «اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر وجيش النظام على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر» في مدينة حمص في وسط سوريا. كما «تتعرض قرية الزعفرانة بريف حمص لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف ما أدى إلى سقوط جرحى واشتباك بين القوات النظامية والمنشقين، وتدور اشتباكات عنيفة في مدينة القصير وبساتينها بين مجموعات مسلحة منشقة والقوات النظامية التي تحاول السيطرة على المدينة. وفي محافظة إدلب، قصفت القوات الحكومية مناطق قريبة من الحدود التركية، حيث تختبئ عناصر الجيش السوري الحر. وذكر مجلس قيادة الثورة في حماة أن قوات النظام «اقتحمت مدينة اللطامنة في المحافظة من أربعة محاور وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي». وخرجت مظاهرات مسائية الثلاثاء في أنحاء البلاد لدعم المدن والمناطق المنكوبة، مطالبة بإسقاط الطاغية الرئيس بشار الأسد. وقرب دمشق، قال نشطاء سوريون: إن القوات النظامية شنت هجومًا أمس الأربعاء، استهدف الثوار على أطراف العاصمة. وقال النشطاء: إن القوات احتشدت منذ ساعات الصباح الأولى على أطراف مدينة الزبداني، وسمع دوي نيران المدافع الرشاشة في أنحاء المنطقة. ولم ترد تقارير فورية حول سقوط ضحايا. وقال الناشط هيثم عبد الله: إن القوات السورية اجتاحت مناطق في ريف دمشق بحثًا عن منشقين، واعتقلت العديد من المدنيين في منطقتي حرستا وعربين القريبتين بعد ليلة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال عبدالله: «ليس هناك ما يدل على انسحاب فعلي.. بل على النقيض لقد عززوا انتشار القوات في كافة أنحاء دمشق». وارتفعت حصيلة قتلى الثلاثاء إلى حوالى ثمانين شخصًا بينهم 58 مدنيا في أعمال عنف في أنحاء البلاد، بحسب المرصد. من جهة أخرى، أكَّد مصدر إعلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق أن «رئيس اللجنة جاكوب كلينبرجر زار محافظة درعا صباح أمس الأربعاء متفقدا الأضرار التي خلفتها دوامة العنف في تلك المناطق المنكوبة». وقالت مصادر مواكبة للزيارة: إن « كلينبرجر زار كل من منطقة الصنمين وقرية الشيخ مسكين وعددًا آخر من المناطق ليس بينها المناطق الأشد تضررًا من العنف». واصطحب كلينبرجر معه بضع شاحنات من المساعدات الإنسانية ليتم توزيعها على السكان المتضررين. إلى ذلك، أكَّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأربعاء أن المعارضة السورية «لن تستطيع الحاق الهزيمة» بقوات الرئيس بشار الأسد حتى لو تم تسليحها إلى أقصى حد ممكن، حسبما نقلت عنه وكالة انترفاكس. وقال لافروف خلال زيارة إلى العاصمة الاذربيجانية باكو «من الواضح وضوح الشمس انه حتى لو كانت المعارضة مدججة بالسلاح فإنها لن تتمكن من الحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمارًا متبادلاً».