أفرزت الحياة المعاصرة أسلوباً حياتياً جديداً في عالم ترفيه المرأة السعودية، ففي ظل غياب الأندية النسائية والصالونات الثقافية .. ظهرت ما تسمى بالمقاهي النسائية والتي تقتصر على النساء فقط ، فيما تديرها وتشرف عليها سعوديات، وقد انتشرت هذه المقاهي في الآونة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً، كما لاقت تلك المقاهي إقبالاً منقطع النظير من جانب السعوديات اللاتي وجدن فيها متنفساً جديداً لقضاء أوقات فراغهن بصحبة قريباتهن أو صديقاتهن أو زميلاتهن في العمل أو زميلات الدراسة، .. كل ذلك لا بأس به بيد أن هناك جوانب سلبية في الجانب الآخر تمارس بعيدا عن أعين الرقابة .. مزيدا من التفاصيل في متن هذه المادة : متعة وخصوصية كانت بداية الحديث مع المواطنة بشائر الأبيض التي تحدثت حول الجوانب الإيجابية لتلك المقاهي فقالت :» أقصد المقاهي النسائية دائماً برفقة زميلاتي في العمل، وذلك لأي مناسبة كانت سواء احتفالا بترقية إحدى الزميلات، أو أعياد الميلاد، وكذلك الاحتفال بمناسبات أخرى في جو من المتعة والخصوصية والراحة التامة، فالقائمات على المقهى سعوديات لطيفات في التعامل ويقدمن الخدمة على أكمل وجه « . بعيداً عن الروتين وفي رأيها اتفقت فخرية الدوسري مع مواطنتها بشائر إذ قالت :» أؤيد توفر مقاهي خاصة بالنساء وتشرف عليها مواطنات، فانتشارها بشكل كبير دليل على نجاحها، ذلك لأنها تصنع فرص عمل للسعوديات، فضلا عن أن المرأة السعودية تبحث بطبعها عن الخصوصية، ومما لا شك ستوفر هذه المقاهي احتياجات المرأة في هذا الجانب، حيث تقضي المرأة السعودية وقتا ممتعا وجميلا خارج المنزل .. وبعيداً عن الروتين برفقة الصديقات « حرية وتوفير وفي رأيها تعتبر المواطنة نرجس العمري هذه المقاهي ملاذاً للمرأة السعودية وحلاً عاجلاً بسبب ضيق المسكن والمسئوليات الملقاة على عاتقها في العمل والمنزل، تقول نرجس :» أنا موظفة ولدي أطفال، ولا أملك خادمة، وشقتي صغيرة لا تكفي لاجتماع الأهل والصديقات، ولكي لا أحرم من جمعتهم أقوم بدعوة صديقاتي إلى هذه المقاهي، حيث نشعر بالحرية لاسيما كون القائمات عليها نساء فقط، فلا نضطر إلى أن نتبادل أطراف الحديث بعباءاتنا، كما أننا ننعم بقدر كبير من الأريحية، حتى لو كانت هذه الضيافة على حسابي الخاص .. فإنني بذلك وفرت على نفسي الجهد وعناء الطبخ، كما استطعت أن أوفر مكانا لائقا وجميلا للصحبة وقضاء أمتع الأوقات معهن « فعاليات للأطفال أم سلطان عبرت عن مدى ارتياحها لتوجه رجال وسيدات الأعمال في استثمار هذه المشاريع التي تخدم المجتمع، وأضافت أم سلطان :» هناك مقاه نسائية فكرتها جميلة جداً، حيث تقدم المأكولات الخفيفة والمشروبات المتنوعة في جو جميل وهادئ ومرصع بالإنارة الجميلة، إذ يتميز بديكوراته التي تلفت الأنظار وتشد الانتباه لاسيما الأطفال، وكذلك فإن المقهى يقدم إلى جانب المأكولات والمشروبات وجبات مخصصة للأطفال، بالإضافة إلى بعض الأنشطة الترفيهية للأطفال .. مثل الرسم على الخزفيات الأمر الذي ينمي في الأطفال قدرات الرسم والتلوين، كما تربط الترفية بالتعليم، فالأطفال يبقون في طاولة مخصصة لهم يتناولون وجباتهم ويقومون بالتلوين، ونحن النساء نبقى قريبين منهم في طاولتنا وننعم بهدوء وراحة واطمئنان « مخرج من الرقابة وتشير نورة حمود طالبة بالمرحلة الثانوية إلى أن المقاهي النسائية المغلقة مفيدة للبنات من حيث هروبهن عن رقابة الأهل، وحول ذلك تقول نورة :» هذه المقاهي وفرت لنا مخرجا من رقابة البيت والأسئلة والتحقيقات التي لا تنتهي، خاصة أن الكثير من المقاهي يتوفر فيها إنترنت، كما أننا نرتاد هذه المقاهي للاحتفال بالأعياد، فهناك تباع الهدايا الخاصة بالمناسبات وحفلات التخرج فيما يكون لنا جونا الخاص الذي لا يسمح به في منازلنا بسبب رقابة الأهل وتشددهم ومنعهم لنا من بعض الاحتفالات « مشاكل المقاهي ومن الجانب الآخر تبين فاطمة الغامدي صاحبة مقهى نسائي أبرز المشاكل التي تواجههن في المقهى فتقول :» من أهم المشاكل التي تواجهنا في المقهى هي وجود البنات «البويات»، وذلك لأنهن يشكلن مصدر إزعاج وقلق للزبونات، فبعض النساء لا يفضلن البقاء في مكان يشعرن فيه بوجود شلة مشاكسة أو أشخاص شواذ، ونحن بدورنا نمنع دخول هذه النوعية من الفتيات، وكذلك نمنع التصرفات غير الأخلاقية التي ترتكبها بعض الفتيات مثل الصراخ والرقص، فنحن نوضح لهن ضرورة احترام المقهى وأن المقهى مكان محترم ينبغي لزبائنه أن يكونوا محترمين كذلك، وقد حدثت بعض المشاكل من فتيات مزعجات في المقهى، بينما قوبلن بالتوبيخ من زبونات أخريات ملتزمات، حيث باشرن بتقديم النصيحة ولكن قابلنهن البنات بالسخرية والتجاهل»، وتضيف فاطمة :» أما فيما يخص الأسعار، فهناك قائمة واضحة بالمأكولات والمشروبات والأسعار، أما بالنسبة لأجر البنات العاملات فهن يستلمن أجرا شهريا وقدره 3000 ريال، وتكون مواعيد دوامهم من الساعة الرابعة وحتى الساعة الحادية عشر ليلاً، ويخضعن لدورات تدريبية وتأهيل في فنون التعامل والكياسة واللباقة مع الآخرين، وكذلك في كيفية تقديم الوجبات، كما تم أيضا تصميم لباس موحد لهن، هناك أيضا مقاه نسائية تتبع لمشاغل نسائية غير منفصلة عنها، وهذا توجه جديد لبعض أصحاب المشاغل النسائية لجذب النساء « سياحة ومشاركة من جهته أشاد مسئول الرقابة والجودة بالهيئة العامة للسياحة والآثار عمر المبارك بدور المرأة في مساهمتها لتأخذ دورا مهما في المشاركة بالدخل مع الرجل، وقال المبارك :» من الجيد أن تشارك المرأة السعودية الرجل بعمل شريف، وليصبح لديها دخلا جيدا وهي بذلك تحتاج إلى توظيف المورد المالي لصالح الاستثمار وتناقش صديقاتها لتكون هناك شراكة فيتحسن الاستثمار، ومن ثم يتم فتح قنوات لتوظيف السعوديات، والمقاهي النسائية هي شأن وزارة التجارة والصناعة من حيث إعطائهم التراخيص لافتتاح هذه المقاهي، وأيضاً دور البلديات في عملية الرقابة والنظافة والأسعار، ولقد باتت المقاهي النسائية مكانا مفضلا يقصده السائحون أثناء رحلاتهم السياحة، وهيئة السياحة تشدد دائماً على أن تنطبق عليها مقاييس الخدمة والجودة، وتهمنا أن تكون الأسعار مناسبة لمدى الخدمة والجودة المقدمة « الرقابة : هيئة الأمر ترصد التجاوزات والأمانة تمنع المشاغل النسائية من مزاولة نشاط آخر شدد مدير عام المديرية العامة لصحة البيئة بأمانة المنطقة الشرقية خليفة السعد على تطبيق قرارات منع المشاغل النسائية من مزاولة أي نشاط آخر بموجب الترخيص الصادر تتضمن منع مزاولة بعض الأعمال التي ليس لها علاقة بالمشاغل النسائية مثل المساج أو بيع مواد غذائية أو المستلزمات الطبية أو فتح مقاه أو محلات للخياطة، والمشغل المخالف سيطبق عليه مخالفة بعد أن يعطى مهلة لتعديل وضعه أو سيتعرض للعقوبة والغرامة المالية وإغلاق المحل»، وعلى الصعيد الأمني لهذا الموضوع تحدث المقدم زياد الرقيطي الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية فقال :» من الصعب ملاحقة ومتابعة الأماكن الخاصة بالنساء والعائلات ورصد المخالفات والتجاوزات التي تحدث فيها في مناسبات الحفلات أو مناسبات أخرى، والأمر يرجع إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «،