لم يعد المشغل كما كان قبل 20 عاماً. حين كانت المشاغل تعرف بأسمائها. إذ أضحى وجوده في الحي أو الشارع، من الأهمية، كمحل البقالة ومغسلة الملابس، والمطعم، والحلاق! يبدو هذا الانتشار أمراً غريباً، ألهذه الدرجة تُقبل النساء على تفصيل الملابس وتسريح الشعر ورسم الوجوه وعمل «المونيكير» و«البوديكير»؟ بحيث لا يخلو شارع أو تجمع سكاني من وجود مشغل! عندما يعرف السبب يبطل العجب كما يقولون، إذ لم تعد مهمة المشغل الخياطة وقص الشعر وتصفيفه، فكثير من المشاغل أضافت إلى خدماتها ما يخطر على البال وما لا يخطر، فهذا المشغل يقدم «الأرجيلة» والمعسّل لزبوناته، وذاك يحوي صالوناً للتجمع والدردشة، وآخر يحوي أجهزة كومبيوتر وإنترنت، ورابع تميز بجلسات «مساج» وحمام مغربي... وقائمة الخدمات لا تنتهي. باختصار، تقبع وراء واجهة مشاغل عدة في السعودية نوادٍ رياضية ومقاهٍ وأماكن للترفيه. تأمُّها الفتيات والنساء لقضاء أوقات ممتعة والاستمتاع بخدمات حُرمن منها، سواء لأسباب اجتماعية أو لأن القانون لا يسمح لهن بذلك. ومن المعلوم أن النوادي الرياضية النسائية كانت معدومة إلى نحو العام، كما أن المقاهي لا تضع مكاناً خاصاً بالنساء، وإنما للعائلات، وهو ما جعل الإقبال على هذه المشاغل كبيراً، وبشكل يومي، إذ يبدأ الدوام من الساعة التاسعة صباحاً وينتهي قبل منتصف الليل بساعة أو أقل.