عندما اقر مجلس الوزراء قبل أيام قرار حق المرأة الاقتراض من الصندوق العقاري، إذاً تبين أن ظروفها تجعلها المسؤول المباشر عن عائلتها، شعرت بالانتشاء، ورحت اطرق الأبعاد الاقتصادية، وأخوض في التحليلات لأرى مؤشر النمو الاقتصادي، ينادي من بعيد بأهمية التنمية العقارية، وإشراك المرأة بها لاعتبارها شريكا مهما في المجتمع. في السابق، كان لا يحق للمرأة فيه أن تأخذ قرضا من الصندوق، إلا بكفيل، وخطوات طويلة، إلى أن يصل الأمر أحيانا لعدم محالفة الحظ لها، وحاليا اختلفت المسألة كما وكيفا، فمن حيث الكم، أرى أن نسبة المستفيدات من الصندوق العقاري، ربما تصل إلى مستوى لا يمكن مقارنته مع السابق، وأما من حيث الكيف، فإن سوق العقار سيشهد حراكا فعليا خصوصا أن المرأة لا تحبذ إلا العقار؛ فالقرض هو قرض سكني يمنح لها العيشة الكريمة، ويوفر لها السكن التي من الممكن أن تستفيد منه، في بوابات عدة بحسب تفكيرها، فبدلا من أن تطرق أبواب المحسنين وتبحث عن فاعل خير، يسدد لها الإيجار الذي وصل سقف الغلاء فيه إلى أعلى مستويات، فالقرض يضمن لها ولأبنائها - ربما القصر - حياة كريمة. لو ربطنا العوامل المحيطة بالمتغيرات لوجدنا أن أهمية القرض العقاري، بعد الكشف عن الظروف الحقيقية للمرأة ومدى حاجتها له، سيرفع من حجم الأداء الاقتصادي إلى أعلى مستويات. القرار يضمن التلاحم الاجتماعي، والاستقرار الأسري، فذلك العاملان لهما تأثير على النمو الاقتصادي، ففي حال توفر السكن، تجد المرأة وأبناؤها، متنفسا للبحث عن عمل يدر لهم دخلا شهريا، بدلا من أن يكون الدخل إيجارا للمنزل، فدورة الحياة بالنسبة للأرملة أو المطلقة أو غير المتزوجة، صعبة للغاية، والمحيط الاجتماعي يرهقها نظرات لا داعي لها، فتشعر المرأة بأنها حبيسة ورهينة للظروف، فعندما تتلاشى اكبر عقبة وهي عقبة السكن، ستصبح ذات فكر، وربما تطرق أبواب الجمعيات الخيرية، للعمل كأسرة منتجة بدلا من أسرة محتاجة، ولو ربطنا العوامل المحيطة بالمتغيرات لوجدنا أن أهمية القرض العقاري، بعد الكشف عن الظروف الحقيقية للمرأة ومدى حاجتها له، سيرفع من حجم الأداء الاقتصادي إلى أعلى مستويات، وسيتضح ذلك لاحقا، ولاسيما أن الأسرة تصبح أكثر فاعلية وإنتاجا، ولا يكون شغلها الشاغل الإيجار السنوي للمنزل، الذي أربك آلاف الأمهات الأرامل والمطلقات ومن تعثرت بهن الظروف. لو فكرنا سويا، وقمنا بتسليط مجهر التشريح على القرض العقاري، لوجدنا أن سوق العقار سيشهد نقلة نوعية، ذات توجهات حديثة، تبدأ بفكرة بسيطة وتنتهي بتنمية شاملة، فتوفر السكن يرفع من قيمة الفكر الاقتصادي والعمل التجاري للمرأة، وسنرى النتائج سويا.