بلغت القيمة السوقية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بنهاية العام الماضي 124.8 مليار ريال، في الوقت الذي يُعدُّ فيه القطاع ثالث أكبر قطاع مدرج في سوق الأسهم من حيث القيمة السوقية مستحوذًا على ما نسبته 9.5 بالمائة منها. وبنهاية 2011 قفزت مبيعات القطاع بنسبة 6.7 بالمائة بالمقارنة مع إجمالي مبيعات القطاع للعام 2010، حيث بلغ إجمالي مبيعات القطاع في العام الماضي 83,2 مليار ريال بالمقارنة مع ميبعات بقيمة 77,9 مليار ريال في 2010، وبالرغم من ارتفاع قيمة المبيعات خلال العام الماضي إلا أن صافي الأرباح سجّل تراجعًا بنسبة بلغت 7.41 بالمائة لتصل الى 10,7 مليار ريال بالمقارنة مع 11,5 مليار ريال في 2010، ويأتي هذا التراجع في الأرباح المجمّعة للقطاع إثر انخفاض أرباح شركة الاتصالات السعودية ومواصلة شركتي زين السعودية واتحاد عذيب تسجيل خسائر إذ إن الشركتين لم تدخلا نقطة التعادل بعد بسبب المصاريف التشغيلية للشركيتين، فيما كانت شركة اتحاد الاتصالات «موبايلي» الوحيدة في القطاع التي تمكّنت من تسجيل نمو سنوي في أرباحها للعام 2011 بالمقارنة مع العام الذي سبقه، ويتبقى أخيرًا الشركة السعودية للاتصالات المتكاملة التي لم تبدأ بعد تشغيلها التجاري فهي ما زالت في مراحل التأسيس لذلك لم تعلن الشركة عن أي بيانات مالية منذ إدراجها للسوق السعودية حتى الآن. يتأثر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بالموسمية بشكل طفيف ويأتي التأثير الأكبر على أرباح القطاع من التنافس القائم بين الشركات المشغّلة في المملكة خصوصًا في قطاعي الجوال والنطاق العريض والانترنت وهذا ما جاء في مصلحة المستخدم وبالعكس على الشركات المشغلة التي أصبحت مطالبة من قبل مستثمريها لإيجاد بدائل استثمارية مجزية تحمي الشركات المشغلة من أثر المنافسة عليها وتراجع هوامش الربحية فيها. وخلال العام 2011 سجّل الربع الأول من العام أدنى ربحية للقطاع بالمقارنة مع بقية السنة، حيث بلغ صافي الربح للربع الأول 1,9 مليار ريال وكانت مبيعات القطاع خلال تلك الفترة هي الأدنى خلال العام، حيث بلغت 19 مليار ريال، في حين أن الربع الرابع من نفس العام شهد أعلى المبيعات بالمقارنة مع فترات السنة بعد أن قفزت مبيعات الربع إلى 22,8 مليار ريال، كما أن صافي الربح للقطاع في الربع الرابع كان الأعلى في 2011 بعد أن تجاوز صافي أرباح القطاع الربعيه 3,7 مليار ريال. وقد تمكّنت شركة اتحاد الاتصالات «موبايلي» خلال الربع الرابع من العام الماضي من تسجيل نمو في مبيعاتها يوافق متوسط نمو مبيعات القطاع، حيث نمت مبيعاتها بنسبة بلغت 7.5 بالمائة بالمقارنة مع الربع الثالث من نفس العام بزيادة 1.2 بالمائة عن متوسط نمو مبيعات القطاع البالغ 6.27 بالمائة. في ظل الثورة التكنولوجية، فمن المتوقع أن تتعرّض هوامش الربحية للقطاع إلى ضغوطات كبيرة نظرًا لمقارنة تكلفة خدمات الاتصالات عبر الانترنت والنطاق العريض بالمقارنة مع خدمات الاتصالات العادية الأرضية أو المتنقلة ففي الفترة الحالية ومع تحسّن هوامش الربحية بعد زيادة الاعتماد على خدمات النطاق العريض بنوعيه، فإن كل مائة ريال يدفعها المستخدم تكلف شركات الاتصالات ما يقارب 56 ريالًا في التشغيل والتكاليف البيعية ومع احتدام المنافسة بين المشغّلين فإنه من المتوقع ان تواصل أسعار خدمات الاتصالات تراجعها لتضغط بدورها على أرباح هذه الشركات. جميع الشركات المشغّلة في المملكة تنجح في تحقيق إجمالي دخل مقابل مبيعاتها باستثناء شركة اتحاد عذيب التي تواجه ارتفاعًا في تكاليف البيع لديها أما شركة زين فإنها تحقق أرباحًا تشغيلية مقارنة بمبيعاتها إلا أن مصاريفها الأخرى خصوصًا تكاليف الرخصة تتسبب في تآكل أرباحها وهو ما يجعلها منذ الادراج في دائرة الخسائر، ولهذا لوحظ في السنتين الأخيرتين تحرُّك شركات الاتصالات نحو اللحاق بركب التقنية وتطوير خدمات الانترنت للمحافظة على التنافسية بينها ولتلبية احتياجات المستخدمين التي بدأت في التطوّر بشكل سريع في السنوات الأخيرة رغم أن لهذه الخدمات أثرًا إيجابيًّا على هوامش ربحية القطاع إلا أن التنافس سيكون له أثره عليها أيضًا وكما كان الاتجاه نحو خدمات النطاق العريض السلكية واللا سلكية فإنه في الفترة الأخيرة أيضًا لوحظ سباق الشركات نحو خدمات قطاع الاعمال والتي تحقق لشركات الاتصالات عوائد مجزية بالمقارنة مع الخدمات المقدّمة للمستخدمين الافراد. وبنهاية الربع الثالث من العام الماضي بلغ عدد مشتركي النطاق العريض في المملكة 2,13 مليون مستخدم وبنسبة انتشار بلغت 30.6 بالمائة أي أن بين كل 3 أفراد يملك فرد واحد اشتراكًا في خدمات النطاق العريض تشمل خطوط النطاق العريض خدمات «الدي إس إل» والتوصيلات اللا سلكية الثابتة «الواي ماكس» وكل أشكال الخطوط السلكية لخدمات النطاق العريض في حين أن الاشتراكات الأكبر في النطاق العريض جاءت في الاشتراكات عبر الاتصالات المتنقلة كشرائح البيانات مثلًا وهي التي سجّلت نموًّا ملحوظًا خلال العام 2011 بالمقارنة مع الأعوام السابقة بعد الاتجاه الكبير نحو الهواتف الجوالة الذكية والأجهزة اللوحية حيث بلغ عدد مشتركي النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات المتنقلة 11,5 مليون مشترك أي أن 20.5 بالمائة من مستخدمي الهواتف النقالة يملكون اشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات المتنقلة وبحسب تقرير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات فإن نسبة انتشار الاشتراكات بالنطاق العريض بلغت 40.5 بالمائة من سكان المملكة العربية السعودية وهذا ما يفسّر الانتشار السريع لخدمات الانترنت في المملكة حيث بلغت نسبة انتشار الخدمات 46 بالمائة، وبلغ عدد مستخدمي الانترنت في 13 مليون مستخدم. محلل أسواق المال