إن الأخبار التي تطلُّ علينا بين حين وآخر تأتي لتهدئة الأسواق، فالوضع العام ليس بجيد ولكن التحسُّن من الأسوأ إلى السيئ أصبح أمرًا جيدًا يتفاعل معه السوق على أنه خبر رائع خصوصًا مع توقعات فئة كبيرة من الاقتصاديين أن الأزمة لم تنتهِ بعد، ولا يزال العالم يعيش في ارتداداتها ومع أي خبر جيِّد نشاهد أن ردَّة الفعل تأتي أكثر من المتوقع، والخوف هنا أن تكون المستويات الحالية تقع في مناطق التشبُّع الشرائي الكبير مما يدفع بها إلى عمليات تصحيح تتناسب بشكل أو بآخر مع الصعود الكبير، فكما نرى أن مؤشر الداو جونز قد خسر خلال الأزمة ما يزيد على خمسين بالمائة من قيمته قبل الأزمة المالية، ولكنه عوّض الكثير منها وها هو يقترب من جديد من تلك المستويات، فهل الأوضاع الحالية تماثل لما كانت عليه قبل الأزمة من الناحية الاقتصادية.. هذا ما يجب بحثه من خلال الاقتصاديين المتخصّصين في الاقتصاد العالمي. اليورو مقابل الدولار الأمريكي على الرغم من صعود اليورو خلال الأسابيع القليلة الماضية أمام الدولار الأمريكي لأسبوعين متتاليين إلا أنها لم تكن شفيعة له خلال الأسبوع الماضي حيث كان الزوج يسير في مسار جانبي طيلة أيام الأسبوع إلا أنه فشل في تحقيق أي إغلاق يومي فوق حاجز المقاومة الرئيسي الواقع عند مستويات 1.3170 والمتمثل بحاجز 38.2 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري ليبقى دون هذه المستويات إلى أن أغلق جلسته الأخيرة عند مستويات 1.3145، ولكن ما يدفع المتعاملين للتخوّف من الدخول بأوامر بيعية في الوقت الراهن هو الإغلاق الإيجابي للشمعة الشهرية الأخيرة، حيث إنها تشير إلى أن الصراع الذي كان دائرًا بين البائعين والمشترين انتهى لمصلحة الأخير، حيث كسب في نهايتها ما يقارب ال 150 نقطة بعد هبوط عنيف خلال الشهرين الماضيين، وهنا ما أود التركيز عليه أن الشراء في الوضع الراهن قد يكون قرارًا خاطئًا حيث إننا في مسار تصحيحي هابط ودون مستويات مقاومة شرسة وحتى البيع عند هذه المستويات محفوف بالمخاطر، حيث إن احتمالية الصعود أعلى المقاومة واختراقها أمر ليس مستحيلًا في ظل الاندفاع الأخير وعلى الراغبين في الدخول البيعي أن يأخذوا احتياطاتهم بوضع أمر لوقف الخسارة فوق حاجز المقاومة الحالي، حيث إن البعض من التحليلات توحي بأن يرتفع اليورو خلال الفترة القادمة جراء بعض التطمينات القادمة من أوروبا حول السياسات الاقتصادية ولكن ما يجب الانتباه إليه خلال تداولات الأسبوع القادم هو قمة وقاع الأسبوع الماضي المتمثلة بمستويات الدعم الأول عند 1.3025 ومستويات المقاومة الواقعة على قمة الأسبوع الماضي عند 1.3226 نقطة، حيث إن اختراق أو كسر أحد هذه المستويات سوف يدفع بالسعر بالتوجّه في ذاك الاتجاه. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بعدما ارتدّ الدولار الأمريكي من مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له أمام الين الياباني عند مستويات خط الميل السعري الهابط، وذلك خلال الشهر الماضي وأنهى تداولاته عند مستويات 76.25 افتتح شمعة الشهر الحالي عند ذات المستويات وانطلقت إلى مستويات الإغلاق الأخير عند مناطق 76.54 وهو متجه إلى مستويات المقاومة الأولى حاليًا عند مستويات 77.27 ين لكل دولار أمريكي، والتي إن اخترقها فسوف ينطلق بقوة إلى مستويات المقاومة التالية عند مناطق 79.50، حيث إن حدث ذلك فإنه سيقوم بتأسيس قاعدةٍ لموجة تصحيحية للموجة الأخيرة الهابطة وهو ما يوحي بانطلاقة إلى مستويات المقاومة الرئيسية الأولى الواقعة على بُعد ألف نقطة من هنا عند مناطق 87 ينًا لكل دولار والواقعة على حاجز 23.6 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري ويدعم ذلك مؤشر ال MACD الذي أسّس على الإطار الأسبوعي نموذجًا يطلق عليه Positive Divergence ولكن يتبقى له أن يقطع المؤشر خط الصفر صعودًا وهو ما لم يتحقق إلى الآن وبكل الأحوال فإن أي أمر شرائي في الوقت الراهن يجب أن يترافق مع أمر لوقف الخسارة أسفل مستويات القاع الأخير عند مستويات 75.56 تحسُّبًا لأي كسر محتمل، حيث إن الزخم الصاعد بشكل عام ضعيف وهو ما قد يدفع المتعاملين للتخلي عن فكرة الدخول الشرائي مما يرفع العرض عن الطلب فيتحقق الكسر بسهولة وبانزلاقات سعرية جيدة. مؤشر الداو جونز الأمريكي ارتفع مؤشر الداو جونز الأمريكي خلال تداولات الأسبوع الماضي إلى مستويات القمة السابقة والتي تعتبر مقاومته الأولى والواقعة على مناطق 1868 نقطة، حيث قطعها بفارق نقطة واحدة فقط قبل أن يعود إلى مستويات إغلاقه الأخيرة عند 12838 نقطة، ويأتي هذا الارتفاع الأسبوعي الأكثر من واضح ليضيف إلى المؤشر مكاسب بلغت قيمتها 179 نقطة وهو ما نسبته 1.4 بالمائة من قيمة افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 12659 نقطة، والتي بدأ من عندها بشكل متذبذب إلى أن انطلق بشكلٍ واضح خلال اليوم الأخير من التداولات ليصل إلى تلك المستويات وبهذا الصعود العنيف المتزامن مع الارتداد الضعيف للمؤشر جراء ارتطامه بمستوى المقاومة فإنه من المحتمل أن يتم اختراق المقاومة خلال تداولات الأسبوع القادم لينطلق إلى مستويات 13038 نقطة والتي تعتبر مقاومة فرعية إن اخترقها فسوف يكون متجهًا إلى مناطق المقاومة الأشرس عند 13923 نقطة، والمتمثلة بأعلى إغلاق شهري على الإطلاق وهو ما يجب الانتباه إليه عند وصول المؤشر إلى تلك المستويات، حيث إن الارتداد منه الأكثر ترجيحًا خصوصًا أن المؤشر ارتد من هذه المستويات لما يزيد على الخمسين بالمائة أثناء الأزمة المالية التي عصفت بالعالم أجمع، والتي كان منبعها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلى الرغم من تعافي المؤشر إلا أن غالبية الاقتصاديين لا يزالون عند توقعاتهم بأن الأزمة لم تنتهِ بعد رغم ارتداد المؤشرات إلى مستوياتٍ قريبة مما كانت عليه قبل بداية الأزمة وهذا ما يدفع المتعاملين في شتى فئاتهم من الخوف من الدخول الشرائي أو البيعي على حدٍّ سواء. الذهب بالرغم من ارتفاع أسعار أونصة الذهب في بداية تداولات الأسبوع الماضي ووصولها إلى مستويات 1763 دولارًا إلا أن اليوم الأخير كان كفيلًا باسترجاع مكاسب الأيام الأربعة السابقة وتحقيق تراجع إضافي عنها بما مقداره أحد عشر دولارًا حيث أغلق الذهب تداولاته الأخيرة عند مستويات 1724 دولارًا محتفظًا بمستويات الدعم الرئيسي الحالي عند مناطق 1714 دولارًا والواقعة على حاجز 23.6 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي ليعطي إيحاءً إيجابيًا للمتعاملين حول ثبات السعر في موجته الصاعدة ولكن بالرغم من ذلك فإن من الحكمة أن يترافق أي دخول شرائي عند هذه المستويات بأمر لوقف الخسارة أسفل مستويات الدعم الرئيسي الحالي ولو بدولار واحد، حيث إن كسر المستوى من الممكن أن يدفع به إلى مستويات الدعم الثاني الواقع على مستويات 1673، والمتمثل بنقطة التقاء السعر مع خط الميل السعري الصاعد، والقادم من بدايات العام 2010 إلى الآن ولكن ما يجب علينا الانتباه إليه أن السعر يسير في موجةٍ تصحيحية للموجة الأخيرة الصاعدة التي سار بها الذهب خلال الفترة الماضية والتي بدأها مع فشله في تجاوز مستويات القمة الكبرى عند 1921 دولارًا للأونصة وبما أننا تحدّثنا عن مستويات الدعم الرئيسية فلابد لنا أن نذكر أن مستوى المقاومة الأول يقع عند 1802 دولار، ومن ثمّ مستويات القمة المذكورة والتي إن تمّ اختراقها فسوف تدفع بالسعر للوصول إلى ما فوق الألفي دولار للأونصة في وقت قريب. [email protected]