لا يزال العالم أجمع يقبع تحت الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي وخصوصا رياح الخطر القادمة من أوروبا والتي تربطها علاقات اقتصادية بمعظم إن لم يكن جميع دول العالم حيث أصبح اليورو كعملة يعتبر عملة رئيسية تقترب من قوة الدولار الأمريكي ولكن الهزات التي تعرض لها مؤخرا قد تدفع البعض من دول العالم من عدم الاعتماد على اليورو بشكل كامل بل تبيع بضعا مما لديها لتنويع احتياطياتها الأمر الذي يساعد بلا أدنى شك على هبوط اليورو أمام العملات الرئيسية ولكن قد يصعب التنبؤ بذلك وأين ومتى ولكن التحليل الفني قد يساعدنا كثيرا في تحديد أفضل أماكن البيع والشراء والابتعاد عن الصداع الذي ينتج عن الإبحار في أسباب وتداعيات ونتائج الأزمة الاقتصادية الحالية وهذا للمهتمين بشكل خاص لمتداولي العملات. اليورو مقابل الدولار الأمريكي انخفض اليورو بشكل واضح أمام الدولار الأمريكي خلال تداولات الأسبوع الماضي كاسرا مستويات الدعم الرئيسي الأول الواقع على حاجز 1.3170 المتمثل بمستوى 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والتي بدأت منذ بدايات العام 2008 إلى أعلى نقطة حققها اليورو في الربع الأول من العام 2008 عند مناطق 1.6019 ويأتي الكسر الأخير ضربة موجعة لليورو خصوصا بعد أن هبط إلى ما دون مستويات ال 1.3000 وتحديدا إلى مناطق 1.2945 قبل أن يرتد في اليوم الأخير من التداولات إلى مستويات الإغلاق الأخير عند 1.3036 ليكون بذلك قد أعطى نظرة سلبية للمتعاملين حول التوجه القادم لهذا الزوج. إن الدعم الرئيسي الأول حاليا يقع عند مستويات 1.2598 المتمثل بحاجز 76.4 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي يليها مستويات 1.2291 الواقعة على حاجز 50 بالمائة من الموجة الرئيسية الصاعدة على الإطار الزمني الشهري المذكور أعلاه .. إن مؤشر ال MACD يعطي انطباعا سلبيا هو الآخر كونه يسير بشكل هابط وواضح وحتى لو كان هناك ارتداد إلى أعلى فلا بد أن يعود إلى مستويات القاع الحالي وبالرغم من ذلك فإن اليورو في طريقه إلى الهبوط أمام العملات الرئيسية المختلفة وليس أمام الدولار فقط فما نراه ليس نابعا من قوة الدولار بل من ضعف اليورو بسبب الأزمات الإقتصادية التي تلحق بدول الاتحاد الأوروبي واحدة تلو الأخرى ولا يستطيع أحد أن يعلم نهايتها أين. اليورو مقابل الين الياباني انخفض اليورو مجددا أمام الين الياباني إلى مناطق أدنى مستويات له خلال العقد الماضي والتي كانت قبل شهرين من الآن عند مستويات 100.74 ين لكل يورو حيث وصلت تداولات الأسبوع الماضي إلى مناطق 101.03 قبل أن يرتد قبيل الإغلاق إلى مستويات إغلاقه الحالي عند 101.42 لينهي تداولات أسبوعه الأخير خاسرا مئتين وواحد وخمسين نقطة وهو ما نسبته 2.4 بالمائة من سعر افتتاحه الأسبوعي عند 103.93 ويعتبر هذا الهبوط هو الأخطر حاليا حيث إنه ومع اقتراب السعر من مستويات الدعم الرئيسي إلا أنه لم يرتد بشكل لافت وهو ما يعطي انطباعا سلبيا حول كمية العقود الشرائية التي تتمركز عند الدعم لتحافظ عليه مما يدفع المتعاملين للتخلص من عقودهم الشرائية والتي تتم ببيعها الأمر الذي يزيد من الضغط العام على الزوج وعليه فمن المتوقع ألا يصمد الدعم طويلا لذا فإن أي أمر شرائي يجب أن يترافق مع أمر لوقف الخسارة يكون دون مستويات الدعم الرئيسي الحالي عند مستويات 100.73 بقليل وذلك تحسبا لأي انزلاق سعري قد يحدث فيما لو تم كسر هذا المستوى وهنا تجدر الإشارة إلى أن المعطيات العامة توحي باستمرار تراجع اليورو بشكل عام أمام العملات الرئيسية وهو ما ينعكس أيضا على وضعه أمام الين الياباني ومن الواضح أيضا أن مؤشر ال MACD لم يعط أي إشارة عكسية إلى الآن بل ذاهب في تقاطع سلبي دون مستويات الصفر وهو ما يزيد من احتمالية استمرار التراجع. ولن يكون هناك أي توجه إيجابي للزوج قبل اختراق مستويات المقاومة البسيطة الأولى الواقعة عند 111.57 وإلى ذلك الحين يجب أخذ الاحتياطات الضرورية مع أي دخول شرائي. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني لم يتغير الكثير في تحركات الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث لا يزال في ذات المسار العرضي الذي يسير به منذ النصف الثاني من العام الحالي ولم تكن تداولات الزوج خلال الأسبوع الماضي واسعة بل كانت محصورة ضمن نطاق ضيق بلغ ثمانية وتسعين نقطة فقط وهو ما أثمر عن إغلاق عند مستويات 77.80 ين لكل دولار وهو الأمر الذي يؤخر اتخاذ قرار الدخول الشرائي لأسبوع أو أسبوعين آخرين حيث إن أي قرار شرائي يجب أن يكون إما من مستويات الدعم الرئيسي الحالي المتمثل بالقاع الحالي عند مستويات 75.56 مع التأكيد على أمر وقف الخسارة الذي لابد أن يكون متواجدا تحسبا لأي انزلاق سعري نتيجة كسر المستوى أو بعد اختراق السعر لخط الميل السعري الهابط والقادم من منتصف العام 2007 إلى يومنا هذا يتلامس مع السعر خلال تداولات الأسبوع القادم عند مستويات 78.50 تقريبا وعليه يجب الانتباه جيدا عند وصول السعر إلى ذلك المستوى وما تجدر الإشارة إليه أنه فضلا عن اختراق خط الميل السعري الهابط إلا أن اختراق مستويات 79.53 يعتبر أمرا إيجابيا ومن الواضح أيضا أن البعض من المتعاملين يعتبرون أن سلوك السعر الأخير يذهب في كونه تشكيل لقاع موجة صاعدة تستهدف مبدئيا مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند مستويات 87 ينا لكل دولار والواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي لا أعتقد بأي شكل كان أن يصلها السعر قبل شهرين من الآن على أفضل تقدير. الذهب انخفض سعر أونصة الذهب بشكل لافت خلال تداولات الأسبوع الماضي خصوصا بعد كسره لمستوى الدعم الرئيسي حينها في شمعة الأسبوع ما قبل الماضي والتي أغلقت عند مستويات 1710 دولارات للأونصة أي بفارق أربعة دولارت عن مستوى الدعم الرئيسي الواقع عند مستويات 1714 دولارا والمتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق إلا أن الإغلاق حوّل الدعم إلى مقاومة وبالتالي فإن افتتاح شمعة الأسبوع الماضي أسفل مستويات المقاومة أعطى المتعاملين انطباعا سلبيا كون السعر في موجة تصحيحية أساسا وهو الأمر الذي أدى إلى تراجعه إلى مستويات 1560 قبل أن يرتد في اليوم االخير من التداولات إلى أسعار إغلاقه الأخير عند 1597 دولارا لكل أونصة ليكون بذلك قد أنهى تداولاته بخسارة وصلت إلى مائة وخمسة عشر دولارا وهو ما نسبته 6.7 بالمائة وهو انخفاض لافت يجب الانتباه له جيدا ولكن الأمر الذي ساعد في تهدئة روع المتعاملين هو ارتداد السعر في نهاية التداولات وإغلاقه فوق حاجز الدعم الأول حاليا والواقع على مناطق 1586 دولارا والمتمثل بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه وعليه فإن أي عقد شرائي حاليا يجب أن يترافق مع أمر لوقف الخسارة أسفل المستوى المذكور ومن الأفضل أن يكون دون مستويات ال 1560 دولارا وما أريد التأكيد عليه بأنني لا أزال على قناعتي التي ذكرتها في تحليل الأسبوع الماضي حول وجود السعر في مسار تصحيحي واسع النطاق.