توقع الكثير من المتعاملين أن يكون العام 2011 جيدا من الناحية الاقتصادية وأن يخرج الاقتصاد العالمي من عنق الزجاجة بعد الأزمة المالية التي شهدها في العام 2008 والتي أدخلت العالم في مرحلة مخيفة يبدو أننا لا نزال تحت تأثير ارتداداتها. حيث رأينا ارتفاعات كبيرة في الذهب على الرغم من التراجعات الأخيرة له وهذا يدل على مخاوف كانت متأصلة في نفوس المتعاملين دفعتهم لتأمين أموالهم من خلال تحويلها إلى الملاذ الآمن وقد تكون التراجعات المذكورة نوعا من جني الأرباح إلا أنها مؤشر أيضا على بداية تحسن بعض الاقتصادات حول العالم وذلك قد لا يكون بسبب نجاحهم بالإصلاح فقط بل بسبب تدهور الأوضاع في أماكن أخرى حول العالم مما يعطي تلك الاقتصادات ميزة تنافسية مما يؤدي إلى حصول ذلك التحسن. اليورو مقابل الدولار الأمريكي أغلق اليورو شمعته الشهرية الماضية عند مستويات 1.2932 أمام الدولار الأمريكي كاسرا حاجز الدعم الرئيسي السابق والواقع على مناطق 1.3170 والمتمثل بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والممتدة منذ بدايات العام 2002 ميلادية والتي كانت عند مستويات 0.8562 إلى مستويات القمة الكبرى لليورو في الشهر الرابع من العام 2008 والتي جاءت عند مناطق 1.6019 وبعد التذبذب الواسع النطاق الذي شهدته الأعوام الثلاثة الماضية إلا أن إغلاق الشمعة الشهرية عند هذه المستويات يدفع بالمتعاملين للخوف مما هو قادم حيث بات يستهدف اليورو في تداولاته مناطق الدعم الرئيسي الأول له عند مستويات 1.2291 والواقع على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه مبدئيا ولكن خسارة اليورو خلال العام الماضي قد تؤثر سلبا على التوجهات العامة للزوج خلال العام القادم حيث كانت بلغت قيمة التراجعات 412 نقطة وهو الفرق بين الافتتاح السنوي والإغلاق وهو ما نسبته 3 بالمائة تقريبا وهنا يجب علينا أن نكون أكثر حذرا في تعاملاتنا مع الزوج خلال الفترة القادمة خصوصا وأننا نرى من خلال البيانات الاقتصادية أن وضع دول اليورو سيئ وقد تؤثر هذه البيانات على حاملي اليورو مما يدفعهم للتحول تدريجيا إلى الدولار كونه الأقل خطورة وذلك حسب اعتباراتهم الشخصية والتحليلية وعليه فأحجام العروض قد تتعرض إلى الارتفاع مما يؤدي إلى تراجع المشترين إلى مستويات دعم أبعد مما هي عليه الآن الأمر الذي قد يخلق حالة من الانزلاق السعري ولكن التذبذب العرضي المذكور أعلاه قد يحمل في طياته ارتفاعات كنوع من التصحيح إلى أعلى بالنسبة إلى الأطر الزمنية الأقصر. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني على الرغم من الارتفاع الذي حققه الدولار الأمريكي أمام اليورو إلا أنه لم يكن شفيعا له أمام الين الياباني الذي تراجع أمامه في العام الماضي بما قيمته 362 نقطة تقريبا بما نسبته 4.4 بالمائة من أسعار افتتاحه السنوي عند مستويات 81.21 ين لكل دولار حيث حاول الدولار الصعود إلى أعلى ولكن ارتطامه بمستوى المقاومة العنيف والمتمثل بخط الميل السعري الهابط والذي تلامس معه السعر عند مستويات 85.51 والتي كبحت صعوده الأمر الذي أدى إلى تراجعه لمستويات القاع الأدنى في أكثر من عقدين من الزمن والتي تحققت في الشهر العاشر من العام 2011 وذلك عند مناطق 75.56 حيث صمدت لأكثر من ثلاثة أشهر وعلى ما يبدو أن التذبذبات الحاصلة طيلة الفترة الماضية هدفها تضييق المسافة بين الدعم ومستوى المقاومة الأول المتمثل بخط الميل السعري المذكور أعلاه وعليه فإن اختراقه سوف يفتح الباب على مصراعيه للصعود إلى مستويات قد تصل في هدفها الأول على الإطار الزمني الشهري إلى مناطق 87 ين لكل دولار والواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على ذات الإطار وعليه فإن أي أمر شرائي يجب أن يترافق مع أمر لوقف الخسارة يأتي دون مستويات القاع الحالي ببضع نقاط ويتحدد هدفه لكل متعامل حسب قناعته فلكل واحد منهم قناعته وأسلوبه في المتاجرة فبعضهم يخرج من بعض العقود ويحتفظ بالباقي وبعضهم يراقب سلوك السعر وعند رصده لفشل في تجاوز مستوى معين يخرج من عقوده والآخر يحدد هدفا واضحا بعيدا وينتظره إلى أن يتم تحقيقه ومع هذه الاختلافات فإن ما يجب الانتباه له أن الدولار الأمريكي في مسار هابط وبزواية شبه حادة أمام الين منذ منتصف العام 2007 والتي خسر من حينها إلى يومنا هذا ما يقارب الأربعة آلاف وثمانمائة وخمسين نقطة فهل يبدأ قريبا خلف هذا الهبوط الكبير موجة تصحيحية. الجنيه الاسترليني مقابل الين الياباني أغلق الجنيه الاسترليني شمعته الشهرية الأخيرة أمام الين الياباني عند مستويات 119.60 ليحقق بذلك أدنى إغلاق شهري منذ أكثر من عقدين من الزمن حيث ان الإغلاق الماضي والذي كان قبل ثلاثة أشهر من الآن جاء عند مستويات 120.25 على الرغم من الانخفاض الذي حصل حينها إلى مستويات القاع الأدنى حاليا و الواقع على مناطق 116.82 ين لكل جنيه استرليني إلا أن الارتداد إلى مستويات الإغلاق المذكور أعلاه كان بسبب دخول شرائي جيد كبح الهبوط وأدى إلى صعود السعر إلى مستويات 127.30 حيث بدأ بعدها مسلسل التراجعات خلال الشهرين الماضيين الأمر الذي دفع بالسعر إلى حدوث الإغلاق الأخير الذي يوحي بشكل كبير إلى أن الشمعة الشهرية القادمة ستكون من مبدأ الاحتمالات سلبية وتستهدف مستويات القاع الحالي على أقل تقدير هذا إن لم يتم كسر المستوى والذهاب أبعد من ذلك وهنا يجب التنويه على أن خسارة الجنيه الاسترليني أمام الين الياباني بلغت خلال العام الماضي ما قيمته ستمائة وثلاثة وسبعون نقطة وهو ما نسبته 5.3 بالمائة من سعر افتتاحه السنوي السابق عند مناطق 126.33 ين حيث رغم وصوله خلال تداولات العام الماضي إلى مستويات 140 ين إلا أنها لم تكن شفيعة له للوصول حتى إلى أقرب مستويات المقاومة وهي مناطق 150 المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري وعليه فإن أي أمر شرائي يجب أن يحمل في طياته إجراءات احترازية تحسبا لأي انزلاق سعري نتيجة كسر الدعم فيما لو حدث. الذهب انخفض سعر أونصة الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بما يقارب ال 49 دولارا بعد افتتاحه عند مستويات 1607 دولارات والتي كانت فوق حاجز الدعم حينها والواقع على مستويات 1586 دولارا والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي ولكن شمعة الأسبوع ما قبل الماضي كانت تأكيدا لكسر خط الميل السعري الصاعد وعليه فإن تداولات الأسبوع الماضي كانت ذات اتجاه سلبي مدعومة بذاك الكسر وهذا ما أدى إلى كسر الدعم المذكور أعلاه وتحويله إلى مقاومة حالية بالإضافة إلى انخفاض السعر إلى مستويات 1522 قبل أن يرتد في نهاية التداولات إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مناطق 1558 دولارا ليكون بذلك قد أنهى عام 2011 بارتفاع بلغ 140 دولارا بنسبة وصلت 9.8 بالمائة حيث ان أسعار الافتتاح السنوي كانت عند مناطق 1418 دولارا . إن دخول السعر في موجة تصحيحية واسعة النطاق بعد فشله في تجاوز مستويات 1921 دولارا وهي القمة الكبرى لأسعار الذهب والتي تحققت في شهر سبتمبر أدى إلى ما نراه من انخفاض إضافة إلى توقع استمرار الموجة الهابطة إلى مستويات قد تستهدف مبدئيا مستوى الدعم الرئيسي الأول والواقع على مناطق 1482 دولارا والمتمثل بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة المذكورة أعلاه يليها مستويات 1379 دولارا والواقعة على حاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة ولعل انتهاء الموجة التصحيحية يتوقف عندها.