إطلاق خادم الحرمين الشريفين مسمى قمة القدس على القمة التاسعة والعشرين لاجتماع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، يحمل عددا من الرسائل ويؤكد حقائق ينبغي أن يدركها القاصي والداني، أولها مواقف المملكة الثابتة من القضية الفلسطينية التي تتمثل في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وأن هذا الموقف غير قابل للتعديل ولا التغيير، وهو ثابت ثبات الحق الفلسطيني نفسه، وإدانة قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية نقل سفارتها إلى القدس، ولا شك أن ذلك ينبع من كون القدس والمسجد الأقصى ليس حقا للشعب الفلسطيني فقط بل للأمة الإسلامية كلها. كما أن هذا الموقف يلقم كل المدعين والمفلسين حجرا يخرس ألسنتهم التي تحاول النيل من مواقف المملكة الثابتة وجهودها التي أسفرت عن إعلان موقف عربي موحد من القضية الفلسطينية إلى جانب ما أعلن عنه -حفظه الله- من دعم مادي للمحافظة على الأوقاف الإسلامية في القدس، ودعم وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين «الانروا» باعتبارها تجسيدا للقضية الفلسطينية وحق اللاجئين في العودة لوطنهم والتعويض عن معاناتهم وتشردهم. ذلك كله يؤكد أن مواقف المملكة هي مواقف تاريخية لم تتغير منذ عهد الملك المؤسس وعهود أبنائه من بعده -يرحمهم الله-، وهي تزداد وثوقا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي عرف عنه دائما دعمه لقضية الشعب الفلسطيني ومناصرته لقضيته العادلة من خلال رعايته للجان الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني طوال عقود. أما قضية الحلول المطروحة للقضية الفلسطينية فالمملكة تؤكد أن أي حل ينبغي أن يأخذ بالاعتبار الحقوق الفلسطينية الشرعية وقرارات الأممالمتحدة ومبادرة السلام العربية التي تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 م بما في ذلك القدس التي هي عاصمة فلسطين، وأن ما عدا ذلك فهو أراجيف وإشاعات ومحاولات لإضعاف التضامن العربي والإساءة لمواقف الدول الداعمة للشعب الفلسطيني المناصرة لحقوقه المشروعة . هذه المواقف من القضية الأساسية للأمة العربية والمواقف التي اتخذتها القمة من قضايا المنطقة الأخرى، وفي مقدمتها الخطر الإيراني والتدخل الذي تمارسه إيران في دول المنطقة بشكل سافر ومعلن، وكذلك الدعم الذي تقدمه لعصابة الحوثيين الطائفية في اليمن وتزويدها بالصواريخ الباليستية التي توجه للاعتداء على المملكة، وتهريب السلاح عبر الموانئ البحرية ومحاولات التأثير على الملاحة الدولية في الممرات البحرية في المنطقة، وتأييد الإجراءات التي تتخذها دول التحالف العربي لإيقاف التدخل والعدوان.. كل ذلك يؤكد أن قمة القدس وما صدر عنها من المواقف أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة ستظل دار العرب التي تجمعهم وتجمع كلمتهم على الخير للأمة ولشعوبها -بإذن الله-.