قال عدد من المسؤولين والخبراء العرب في الشؤون السياسية: إن القمة العربية القادمة بالرياض تعد نقطة فاصلة في تاريخ القضية الفلسطينية، إذ يعول عليها في وضع خريطة جديدة فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي. وشدد الخبراء في «مؤتمر الحوار القومي.. الطريق إلى الدولة الفلسطينية» بجامعة عين شمس المصرية، على أن قمة الرياض قد تشهد تحديد ملامح أكثر وضوحا لقضية السلام في الشرق الأوسط، خصوصا بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. تبني مبادرة وقال السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح: إنه يتمنى أن تتبنى القمة العربية في الرياض مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في القمة العربية ببيروت عام 2002، والتي تنص على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967، وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل. وشدد اللوح على أن القدس تواجه تهويدا غير مسبوق يستهدف الأرض والمقدسات الدينية، إضافة إلى التخطيط الفاضح لتغيير المعادلة الديمغرافية، لافتا إلى أن إسرائيل تستهدف تقطيع أوصال المناطق الفلسطينية بدليل وضع حواجز لتقسيم الضفة الغربية إلى 96 قطعة جغرافية، كما تنتهج تضييق الخناق على أبناء الشعب الفلسطيني وفرض أبشع صور العنصرية وانتهاك حقوق الإنسان بمصادرة الأراضي وحرق المزارع وبناء مستعمرات جديدة، فضلا عن القتل والترويع، مؤكدا أن الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الفلسطيني سنويا تبلغ 9 مليارات دولار بسبب الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن ما تمر به المنطقة العربية من حروب وخلافات تؤثر بشكل مباشر على القضية الفلسطينية، إذ لم تعد في صدارة اهتمام العرب، متمنيا أن تعود كما كانت القضية العربية الأولى خصوصا بعد قرار ترامب المشؤوم. فرصة مهمة من جهته، قال الخبير الإستراتيجي اللواء محمد عبدالمقصود: إن القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة الرياض فرصة مهمة للعرب من أجل التأكيد على التمسك بحل الدولتين، وبلورة موقف عربي موحد يشكل قوة ضغط على صناع القرار في المجتمع الدولي، مطالبا بضرورة وقف الانقسامات بين الفصائل السياسية الفلسطينية، وتوسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وتشديد الخناق على القرار الأمريكي لإجهاض نقل السفارة الإمريكية من تل أبيب إلى القدس وهذا يطلب الاستمرار في الحشد الدولي. مسارات جديدة وفي السياق، طالب خبير الشؤون السياسية والأستاذ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة د.طارق فهمي بالبحث عن مسارات جديدة لتقديم حلول للمفاوض الفلسطيني تتضمن أجندة بها أولوياته لاسيما بعد الموقف الأمريكي الأخير الرافض للوجود الفلسطيني، لافتا إلى أن المرحلة الراهنة تحتاج إلى تسوية تشمل كافة الأطراف وتعي جيدا ترتيبات الأمن الإقليمي، مطالبا بموقف عربي جديد برؤية أكثر نضجا وإدراكا لتغير موازين القوى في العالم. وعلى ذات الصعيد شدد نائب رئيس جامعة عين شمس د.نظمى عبدالحميد على أهمية إيقاظ الوعي العربي بالمخاطر المحيطة بالقضية الفلسطينية ودعم متخذي القرار الفلسطيني والعربي بأفكار عملية مبتكرة لحل المشكلة بما يتماشى مع الوثائق الدولية، لافتا إلى أن الهدف من انعقاد هذا المؤتمرهو إلقاء الضوء على واقع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ودراسة الحلول المقترحة لحل القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، مثل الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وقال مقرر المؤتمر د.إبراهيم البحراوي: إن من أهداف المؤتمر الاستفادة من الخبرات الفلسطينية حول كيفية التأثير السلمي الإيجابي في الرأي العام والسياسات الإسرائيلية وتقييم التوجهات السياسية الإسرائيلية تجاه حل الدولتين.