استشهد فلسطينيان في غارة إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، أمس، بعد عمليات إطلاق صواريخ متكررة من الجانب الفلسطيني، غداة يوم من احتجاجات على القرار الأمريكي إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، في حين رفض الرئيس الفلسطيني لقاء نائب الرئيس الأمريكي عند زيارته للمنطقة المقررة يوم 19 من الشهر الجاري. ومن العاصمة المصرية القاهرة، رفض وزير خارجية فلسطين اي دور أمريكي في مفاوضات السلام مع الإسرائيليين، مطالبا كافة الدول برفض قرار ترامب وحماية حقوق الفلسطينيين، وذلك في تجديد لموقفها الرسمي بعدم قبول اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لاحتلال، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها. وفي مؤتمر صحافي عقد أمس، كشف وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، د. رياض المالكي عن اجتماع لنظرائه بمنظمة المؤتمر الإسلامي يعقد الأربعاء المقبل، وأوضح أن إسرائيل حاولت الضغط على دول أخرى لنقل سفاراتها إلى القدس، لافتا إلى أن قرار ترامب يجرد الولاياتالمتحدة من دورها في عملية السلام. وأضاف المالكي: «قرار ترامب ليس له أي توابع لحقوق الشعب الفلسطيني؛ وهو باطل قانونيا وسياسيا ولن نتعامل معه»، مشيرا إلى أن الإعلان لن يغير من حقيقة أن القدس هي جزء من الدولة الفلسطينية. وشدد الوزير الفلسطيني، بضرورة تحرك عربي و إسلامي عاجل ضد قرار ترامب، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة أصبحت طرفا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.وفي انتفاضة جمعة الغضب، ضد القرار الأمريكي، وإثر صدامات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، استشهد فلسطينيان وأصيب 1114 آخرين، لترتفع اليوم حصيلة الشهداء إلى أربعة، بعد استشهاد فلسطينيين بغارات لطائرات الاحتلال على القطاع، في وقت اشتدت فيه المواجهات بالقدسالشرقية، مع اعتقالات واسعة في صفوف المحتجين. ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، عولجت 954 إصابة ميدانيا، في حين نقلت 160 إصابة إلى مستشفيات الضفة وغزةوالقدس، وأوضحت أن إصابات الضفة والقدس بلغت 935، أما غزة فوصلت إلى 179 وأن مجمل الإصابات في قطاع غزة وضعها خطير، فيما وصفت باقي الإصابات بالطفيفة وعدد منها بالمتوسطة. هدية للتطرف من جهته، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، السبت: «إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل بمثابة هدية للتطرف». وأضاف قرقاش، خلال حوار المنامة، وهو مؤتمر أمني منعقد في البحرين: إن مثل تلك القرارات تعتبر هدية للتطرف، مشيرا إلى أن المتطرفين سيستخدمون ذلك لتصعيد لغة الكراهية. وفي السياق، أكد مستشار الرئيس الفلسطيني، مجدي الخالدي، السبت، أن محمود عباس لن يلتقي نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، الذي سيزور المنطقة في النصف الثاني من ديسمبر الجاري، بعد قرار دونالد ترامب بشأن القدس. يذكر أن مسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية، كانوا قد أشاروا سابقا إلى أن بنس ليس مرحبا به في الاراضي الفلسطينية. وقال الخالدي لوكالة فرانس برس: «لن يكون هناك اجتماع مع نائب الرئيس الأمريكي في فلسطين». خطوط حمراء وأعلن ترامب لدى اعتباره القدس عاصمة إسرائيل عن جولة بنس الذي يفترض أن يصل الى المنطقة في 19 من الشهر الجاري. كما ذكر الخالدي أن «الولاياتالمتحدة تخطت الخطوط الحمراء بقرارها المتعلق بالقدس». وقال أمين سر منظمة التحرير، صائب عريقات: إنه «لا حديث مع الطرف الأمريكي حول عملية السلام في حال عدم تراجع الإدارة الأمريكية عن قرارات الرئيس ترامب حول القدس». ولفت عريقات إلى «أن جلوس أي فلسطيني مع أي طرف أمريكي حول عملية السلام سيكون بمثابة اعتراف بقرار ترامب». إلى ذلك، من المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا، للنظر في التطورات الخاصة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما تعقد «لجنة مبادرة السلام العربية» اجتماعها أيضا بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء باللجنة برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، للنظر في التطورات الخاصة بالقدس في ضوء إعلان الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. متابعة المستجدات وقال الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي، أمس :«إن اجتماعي وزراء الخارجية العرب الطارئ ولجنة مبادرة السلام العربية يأتيان في ضوء الانشغال العربي بمتابعة المستجدات بعد إعلان الرئيس الأمريكي أن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس». وأشار أبو علي، إلى أن الموقف الأمريكي يمثل اعتداء على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والأمة العربية وانتهاكا جسيما غير مسبوق للمواثيق الدولية وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي. ووقع ترامب في 6 ديسمبر قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، في خطوة أثارت غضب الدول العربية والإسلامية ولقيت رفضا دوليا، ويشكل وضعها أحد أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل. عدم تأهيل بدوره، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، أن الولاياتالمتحدة لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وصباح السبت، قال الاحتلال الاسرائيلي في بيان: «ان الطيران الحربي استهدف منشآت لمنظمة حماس في قطاع غزة، ردا على صواريخ أطلقت على جنوب اسرائيل طوال يوم أول أمس (الجمعة)». وبعيد ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، استشهاد فلسطينيين اثنين في غارة اسرائيلية فجر أمس، على موقع لكتائب عز الدين القسام، جناح حماس العسكري وسط قطاع غزة. إعلان مخالف وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت مقتل فلسطينيين اثنين بنيران الجيش الاسرائيلي مساء الجمعة في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. وجرت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية على حدود غزة وفي القدس ومدن أخرى في الضفة الغربية المحتلة، بعد تجمعات احتجاجا على اعتراف الرئيس الامريكي بالقدس عاصمة للدولة العبرية. في غضون ذلك، اكدت الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي ان الاعلان الامريكي حول القدس مخالف لقرارات الاممالمتحدة، وسط ترحيب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ب «الإجماع الدولي الواسع والمندد بالقرار الامريكي». وخلال الجلسة الطارئة للمجلس، قال المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف في كلمة عبر الفيديو من المدينة المقدسة «ان القدس هي القضية الاشد تعقيدا في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي». واضاف: «ان المدينة المقدسة تمثل رمزا للديانات الاسلامية والمسيحية واليهودية»، مشددا على «ان التفاوض بين الطرفين وحده هو الوسيلة لتقرير مصير المدينة المقدسة». القدسفلسطينية وأكدت السويد وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، في بيان لسفرائها إثر الجلسة «ان اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل لا يتطابق مع قرارات مجلس الامن الدولي»، مشددة على ان القدسالشرقية جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة. لكن السفيرة الامريكية نيكي هايلي، قالت: «إن بلادها تبقى ملتزمة بعملية السلام في الشرق الاوسط»، وأوضحت أن ترامب لم يفعل سوى الاعتراف بالواقع القائم، طالما أن مقار الحكومة والبرلمان موجودة في القدس. وأعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب رفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، خلال زيارته المقررة لمصر، صاحبه رفض آخر من البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، الذي اعتذر أيضا عن اللقاء. .. واعتقال محتجين رافضين للقرار الأمريكي بالقدس (أ ف ب)