العقل يبحث عن الماضي ويخاطر لأجل المستقبل، الماضي بأحزانه وموجته بالحياة، أو المستقبل الذي يستحيل التركيز عليه لأسباب كثيرة. صراحة، تنازل عن رواسب عقلك حينما تكتب وتخطط. تخلص من فكرة إنك أسير لعقول الناس، فعندما تبدأ في مرحلة تنظيف الرواسب المتراكمة بعقلك وتتخلص من عقول البشر ستتغلب على مواجهة الطبيعة باتباع طرق ناجحة واستثارات ذهنية تؤدي إلى تجسيد الواقع الحقيقي للإنسان. فعندما أتنازل عن هوجاء العقل وعواطف الفكرة المتناقضة من رواسب الماضي واستحالة المستقبل.. أكون أنا.. إنسان!! فلو استطعنا أن نفصل بين العقل والوعي لتمكنا من اتخاذ القرار الصحيح، وهو أن تسير الذات الواعية بشخصيتها الداخلية من غير ثوبها اللماع، فأحلامنا تقودنا إلى رحلة طويلة المدى، وحيث إن الأرواح تسكن في مناطق مظلمة وخطيرة والتي تسمى «اللا وعي أو العقل الباطن» فهذه المنطقة أشبه بالمناطق المهجورة التي يستخدمها العقل بفتحها حينما يشاء وإغلاقها وقت ما يشاء. فعندما يحرك العقل أفكاره وأحلامه ولا يستطيع أن يوقفه، يصل الإنسان إلى عالم من العجائب والغرائب لتصبح أحلامه جزءا من حياته الواقعية إن استعان بالوعي. استعن بحواس عقلك الواعي بتفكير صائب وأحلام لامعة باستخدام الخطط الخلاقة، حتى وإن كان النجاح بنسبة قليلة، فالاستمرار بالانفصال بين الواعي والعقل هو من أسس النجاح. لذلك.. تنازل عن عقلك!! وبالتأكيد، إن العقل اللا واعي يحتوي على جميع ذكرياتك وبرامجك منذ أن كنت صغيرا، أي أن العقل يقوم بتخزين جميع مراحلك العمرية، والتي من خلالها تبني عقلك سواء للإيجابية أو للسلبية، فهنا تبدأ المرحلة بتحريك العقل بأفكاره وأحلامه، ولكن يجب علينا أن نقوم بمحو وإلغاء جميع البرامج والأحاديث والذكريات السيئة والسلبية؛ لأنها أساس توقف نجاح الأفكار، فلا نلوم الناس بما يحصل لنا بتحطيم أفكارنا بل نلوم عقولنا إذا لم نشغلها بالطريقة الصحيحة والأفكار الناجحة، فإن لم تستطع ذلك.. فتنازل عن عقلك!! فما هو الفرق بيننا وبين المخترعين والمؤلفين والناجحين والذين وضعوا بصمة رمزية جوهرية في العالم.. فلديهم عقول مثلنا وأوقاتهم كأوقاتنا فلا يميزهم إلا شيء واحد وهو خلق التميز في عقولهم وقدرتهم على صناعة أفكارهم وأحلامهم؛ لذلك لا تتنازل عن عقلك إن رغبت بتحقيق أحلامك وأفكارك.