وقع الكاتب الاستاذ أيمن رجاءالطبعة الثانية لكتابه "السماء لا تمطر ذهباً" ضمن فعاليات يوم المكتبة 2011 في أرامكو السعودية. وتعتبر الطبعة الثانية وهي من نشر دار الكفاح للنشر والتوزيع بالدمام مزيدة عن الطبعة الأولى بثلاثة أضعاف من جهة المحتوى والأفكار المطروحة, والكتاب متوفر في المكتبات العامة. ويتحدث الكاتب عن أن مفتاح تغيير ضروف الإنسان إلى الأحسن تنبثق من أسلوبَه في التفكير. إن الأفكار التي تدور في ذهن الإنسان هي التي تحكم تصرفاته وسلوكياته. ولكن هذه الأفكار تحكمها القيم التي في قلب المرء. فالقيم التي في قلب الإنسان هي التي توجه عقله للتفكير في الأشياء التي يرى أنها أكثر أهمية. فالقيم والأفكار هي ما يصنع تصرفات الإنسان والتي بدورها ترسم حياته وواقعه الخارجي. وإذا استطاع الإنسان أن يملك القدرة على صناعة قيمَه وقراراته, فإن باستطاعته أن يصنع التغيير في العالم. الكتاب يتدرج من أسلوب التفكير للإنسان وكيفية إدارته لذاته, ثم ينطلق إلى الحركة الفعّالة والأعمال الناجحة, إلى أن يصل إلى كيفية صناعة الرسالة للإنسان والتي هي بمثابة خارطة الطريق لحياة أفض. فيكون جزءاً فاعلاً في صناعة حياته ونجاحه وليس كالقشة تأخذه الأمواج كيف ما تشاء. وكذلك يتناول الكتاب محاور وأساليب تطوير المشاريع الصغيرة الناجحة, والتي يرى الكاتب أنها لابد أن تنبثق من مهارات الإنسان ورغباته. فعندما يعمل الإنسان في ما يحب, فلن تكون أمامه أية عوائق. بل إن المشاكل الوعوائق التي سيواجهها سوف تشكّل متعةً له, وأدوات لصقل موهبته وتنميتها. إن ثروة الإنسان تنطلق من قدرته على استثمار مواهبه وخبراته.قد يظن البعض أن المشروع التجاري هو رأس المال الذي ينفقه فيعود عليه بالأرباح. ولكن المشروع هو عملية مستمرة وليس مال تنفقه لمرة واحدة, فهناك تكاليف الإيجار وتكاليف التسويق والإعلان, وتكاليف التشغيل وتوظيف العماله والصيانة إذا احتاج الأمر. بالإضافة إلى أهمية الإدارة المالية للمشروع, وإدارة الموردين لكي تستطيع قيادة السوق. ولذلك فإن كثير من المشاريع تخسر وتغلق بعد عام على الأكثر من بدء المشروع لأن المؤسس لم يؤمّن العمليات الأربعة اللازمة لاستمرارية المشروع. فالعامل الرئيسي لنجاح المشاريع هو الإنسان نفسه وقدرته على العمل والحركة والإنتاجية ومعالجة المشاكل وقيادة الأعمال. ثم يتتابع الطرح في الكتاب إلى أن يصل إلى تعاون الناجحين والفاعلين في الحياة, وتكامل طاقاتهم لخلق الأحلام والآمال العظيمة لتطور البشرية. فالشعوب التي تكتشف مواهبها وتعمل على تطويرها, وتستثمر في قدراتها, فهي بذلك تفتح أسباب التطور والرزق لأبنائها. وفي المقابل هناك شعوب لا تكتشف هذه الطاقات والمواهب فلا تستثمر فيها على الوجه المطلوب والكافي. أو أنها لا تجتهد وتهدر طاقاتها في مالا فائدة فيه.إن الإنتصار والقوة والنجاح هو منوط بالقيم الصحيحة التي يحملها ذلك الفرد أو المجتمع. وإن الخذلان والفقر والتقهقر عن ركب التطور وعن الإيمان هو نتيجة لانتشار القيم السيئة في مجتمعٍ ما. وإن الأفراد الذين يطمحون إلى النجاح أو المجتمعات التي تريد أن تتقدم عليها أن تعزّز احترام القيم الصحيحة والنبيلة. وإن الشعوب التي لا تتنازل عن القيم السيئة لابد وأن تهلك وتنضوي. وهنا يشرح الكاتب ما هي القيم التي تتقدم بالإنسان وبالمجتمعات, وأهمية الحفاظ عليها. وأخيراً يتناول الكتاب مرحلة الإصلاح في الأرض, وتوفير الفرص الوظيفية والقيادية للشباب لنرسم الأمل في الأجيال القادمة.