بلغت حالات الطلاق في المملكة أكثر من 40 بالمائة مقارنة مع حالات الزواج خلال شهر جمادى الأولى الماضي بواقع 11882 حالة عقد، فيما بلغت حالات الطلاق 4858 حالة طلاق، واحتلت المنطقة الشرقية المرتبة الثالثة في حالات الزواج والطلاق على مستوى المملكة بواقع 1674 حالة زواج يقابلها 662 حالة طلاق لطرفين - أو أحدهما - سعوديين، فيما احتلت منطقة مكةالمكرمة المرتبة الأولى في حالات الزواج والطلاق بواقع 2753 عقد زواج و1445صك طلاق، وجاءت الرياض في المركز الثاني 2575 حالة زواج و914 حالة طلاق، فيما كانت منطقة الباحة الأقل بواقع 128 حالة زواج و75 حالة طلاق. وقالت إيمان العمر الأخصائية الاجتماعية وعضو هيئة التدريس في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، إن ارتفاع نسبة الطلاق أمر يستحق الوقوف أمامه؛ لمعرفة الأسباب المؤدية لهذا الارتفاع؛ لتقديم حلول لها نحو حياة أسرية مستقرة وسعيدة، حيث إن مفاهيم الزواج اختلفت، وعلينا تصحيح أفكار الشباب والشابات وفق منظومة القيم، إضافة إلى اختلاف الفكر والشخصية والطباع وعدم القدرة على التوافق مع الآخر، ومحاولة سيطرة كل طرف على الآخر. وأضافت العمر: «الحلول الناجعة للحد من ارتفاع نسبة الطلاق تكمن في عدة أمور، من أهمها: التفاهم قبل الزواج بين الشريكين على رغباتهم، وتوثيق ذلك إن أمكن في عقد الزواج، وتأهيل الشباب والشابات، ورفع الوعي لديهم بمفهوم الأسرة له الدور الكبير للقيام بأدوارهم في أسرهم، بما يضمن لهم تخطي العقبات والخلافات وقبول الاختلافات، والتوعية بثقافة بناء الأسرة، ولا يغفل علينا أهمية دور الأخصائيين الاجتماعيين في المحاكم؛ لأنهم الأجدر في فهم القضية الأسرية من عدة نواحٍ اجتماعية ونفسية واقتصادية وصحية، وبالتالي فإن لهم دورا وسيطا بين الطرفين؛ لتخفيف نسبة الطلاق والإصلاح بين الطرفين». وقالت الباحثة الاجتماعية والمستشارة الأسرية نسرين أبو طه: «من أساسيات النجاح والاستمرار في الزواج مستوى التوافق الزواجي بين الطرفين، التعرف على الفروق بينهما، ومعايير اختيار شريك الحياة بدقة، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الجمعيات بحثت المشكلة ووضعت الحلول وقدمت الدورات والبرامج والأنشطة التوعوية والتثقيفية من خلال مدربين ومدربات من الكفاءة العالية والمستوى المتميز لحماية المجتمع من مخاطر الطلاق». فيما أوضح الأخصائي الاجتماعي عبدالله اليامي أن الطلاق ظاهرة سلبية تترك آثارا ضارة على أفراد المجتمع، خاصة الأطفال والنساء، وبالنظر للأرقام الصادرة من وزارة العدل نجد أن نسبة الطلاق تشكل أكثر من 40% من نسبة الزواج، وهذه نسبة كبيرة جدا وخطيرة على المجتمع، لان هذا يعني أن أكثر من ربع حالات الزواج التي تتم في طريقها للطلاق، وهذا مؤشر خطير يضر بوحدة وسلامة المجتمع، وعلينا أن ننشر الوعي والثقافة الزوجية والأسرية، وبحث أسباب انتشار ظاهرة الطلاق؛ لنستطيع علاجها.