كان سيزيف أحد أكثر الشخصيات مكراً بحسب الميثولوجيا الإغريقية، مما أغضب قائده زيوس فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح سيزيف رمز العذاب الأبدي، وتوصف الأنشطة عديمة الهدف أو اللامتناهية بأنها سيزيفية. يكمن عذاب التحدي السيزيفي في مقاومته لقوة الجاذبية، وسر أية قوة هو أنه ليس ثمة مقاومة لها، فقد حاول سيزيف دحرجة الصخرة عكس قوة الجاذبية، وإن حركة الصخرة هي الفرق القابل للحساب رياضيا بين الكمية التصاعدية للقوة العضلية والكمية التنازلية للجاذبية، واذا تغلبت القوة الأولى على الثانية سوف تتحرك الصخرة لأعلى التل، واذا تم العكس ستتدحرج الصخرة للأسفل. يكمن سر النجاح في فهم الفرق بين مفهوم القوة الداخلية وإكراه القوى الخارجية، والتيقن من مفهوم خسارة الإكراه في مواجهة القوة، وأن السبب الأول للنجاح هو القوة الموجودة في داخلنا، وما نراه في الخارج ما هو الا نتيجة تلقائية لا يمكن لها ان تسير إلا تبعا للقوانين الكونية، ومحاولة تسلق سلم النجاح والوصول للذروة من خلال تقليد نتائج الآخرين او اصطناع العوامل الخارجية فقط شبيهة بمعاناة سيزيف الابدية، فلا تأتي القوة من امتلاك أي شيء هناك في الخارج، بل من الموقف الداخلي نحو الهدف. تكمن الصعوبة في أن الناس تخلط بين «هناك في الخارج» و«هنا في الداخل»، فما يعتمد عليه الأغلبية هو أسلوب الإكراه، حيث يعتقدون بأن المال والنجاح والشهرة هي أسباب، بينما في الحقيقة هي نتائج القوة الداخلية من البركة واليسر والاتزان وحسن الظن واليقين، وما أن تتواجد حتى تتدحرج كرة الثلج تلقائيا للأسفل وتكبر وتكبر بدون الحاجة لبذل الجهد، ونخطئ كثيرا حين نقلد النتائج الخارجية للنجاح دون التعرف بعمق على الجوهر الداخلي للتجربة. وإن كل ما نفعله انطلاقا من ميدان يقين المعرفة الداخلية سوف يكون نجاحه مؤكدا حتى قبل أن يحدث.