ليلة الثلاثاء الماضي استطاع شاعرا الحلقة الخامسة الشاعر السعودي متعب الشراري والإماراتي علي سالم الهاملي كسب الجمهور إلى صفهما، حيث حصل الشراري على أعلى درجات التصويت التي وصلت إلى 66%، كذلك الأمر بالنسبة للإماراتي علي سالم الهاملي الذي حصل على ثاني أعلى الدرجات 57%، لينتقلا بذلك إلى المرحلة الثانية من مراحل «شاعر المليون» وينضما إلى زميلهما الشاعر عبدالله الطائي من سوريا، والذي سبقهما في التأهل إلى ثاني مراحل المنافسة في الحلقة الماضية حين حصل على بطاقة لجنة التحكيم. جاء ذلك في بداية أحداث الحلقة السادسة من حلقات «شاعر المليون» التي انطلقت في تمام الساعة العاشرة بحضور الدكتور علي بن تميم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعضوي اللجنة الاستشارية للبرنامج الشاعرين والكاتبين بدر صفوق وتركي المريخي، وضيفة الحلقة الشاعرة زينب البلوشي التي تميّزت في الدورة الماضية من البرنامج وحلّت سادسة فيها، بالإضافة إلى مجموعة من الإعلاميين، وجمهور الشعر حضر مشجعًا للشعر الجزل الجميل. ثم اجتمع ستة نجوم آخرين على خشبة مسرح «شاطئ الراحة» معلنًا كل من حسين العامري وأسمهان النقبي عن بدء المنافسة الشعرية فيما بينهم، وهم: ياسر الزلباني من الأردن، حسن علي المعمري من سلطنة عمان، حمد الجودان العازمي من الكويت، راشد بن قطيما وعكّاش العتيبي من السعودية، وسالم بن كدح الراشدي من الإمارات. فقدّموا باقة قصائد انحاز أكثرها نحو الوطن، وغلب عليها الفخر والمجد بالجنود الأبطال الذين يقاتلون في اليمن الشقيق لإبعاد الشر عنه، وألقوا على المسرح على الهواء مباشرة عبر قناتي بينونة والإمارات قصائد جزلة تحمل في طياتها تصاوير شعرية لافتة، ومعاني بعضها مباشر وبعضها الآخر رمزي. غير أن بطاقة التأهل كانت من نصيب الشاعر العُماني حسن علي المعمري الذي تمكّن من كسب بطاقة لجنة التحكيم ممثلة بالدكتور غسان الحسن، والناقد والكاتب سلطان العميمي، والشاعر والإعلامي حمد السعيد، إذ منحوه 49 درجة. أما بقية الشعراء فلم يكن عليهم سوى بدء رحلة الانتظار أسبوعًا كاملًا حتى تظهر نتيجة تصويت الجمهور، ويتأهّل اثنان منهم. بعد أن منحت اللجنة راشد بن قطيما 45 درجة، كما منحت ثلاثة متنافسين ذات الدرجة 43، وهم ياسر الزلباني وحمد العازمي وسالم بن كدح الراشدي الذي حصل على أعلى تصويت من جمهور المسرح، فحاز على 48%، أما عكاش العتيبي فحصل على 42 درجة. زايد وجولة في المرزوم تضمنت حلقة ليلة أمس تقريرَين موضوعهما التراث والبيئة، أولهما تقرير استعاد أقوال المغفور له «بإذن الله» الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عن التراث، ودعوته للتمسك به والحفاظ عليه، خاصة أنه يعتبر جزءًا أساسيًا في تاريخ دولة الإمارات، وتكوينًا هامًا في هوية أبناء دولة الإمارات. ثم قدّم البرنامج تقريرًا مصورًا عن زيارة الشعراء المشاركين في الحلقة السادسة إلى محمية مرزوم التي تأسست بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بين زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله». وفي المحمية رحب أحمد بن هياي المنصوري مدير المحمية بالشعراء الذين عاشوا تجربة فريدة في ركوب الإبل وصيد الصقور، وإبداع الشعر في رحاب الصحراء المترامية. شيهانة الشعر وفي مسرح «شاطئ الراحة» حلت ضيفة على الحلقة الشاعرة زينب البلوشي، والتي كان قد أطلق عليها الإعلامي حمد السعيد لقب «شيهانة الشعر». وبحديثها عن الألقاب؛ قالت إنها إضافة جميلة في مسيرة أي شاعر، لكن يبقى الشعر وما يقدمه الشاعر من إبداع هو الأهم. وفي ردها على سؤال حسين العامري حول الدعم الذي تحصل عليه الشاعرات الإماراتيات، أكدت أن جميع الجهات المعنية تمنح الدعم للشاعرات، غير أن المطلوب منهن الإبداع في نتاجهن الشعري. تناص مع المتنبي «زايرة ليلي» كانت فاتحة المسابقة بين الشعراء، والتي ألقاها الشاعر ياسر الزلباني، د. غسان الحسن قدّم أولى القراءات النقدية للقصيدة، ومما قال للشاعر: كانت مسيرتك في المراحل الأخيرة من المسابقة وقبل حلقات البث المباشر جميلة جدًا، ووصلت إلى أرقى الدرجات في جميع جولات واختبارات ال100. طير حر ونص مدهش «الفجر الأخير» عنوان القصيدة التي ألقاها الشاعر حسن علي المعمري، وتأهّل بسببها، سلطان العميمي أشار إلى إبداع حسن في القصيدة وفي تصوير العلاقة مع والده، خاصة في تصوير مشاهد من حياة الأب، إلى جانب مشهد وفاته الذي يحمل ألمًا كبيرًا. ولفت انتباه السعيد موضوع القصيدة عن الأب، والذي سبق للشاعرين سيف المنصوري وعايض الظفيري الكتابة عنه، فقدّما قصائد لا تُمحى من الذاكرة عن والديهما. تصويرات وخيال شعري ثالث شعراء الأمسية كان حمد الجودان العازمي، حمد السعيد من جهته وجد مدخل القصيدة التي تليق بالمسابقة والمضمار في غاية الروعة، وكأن الشاعر أشرع باب الشعر هذا المساء، والأرض لم تعُد تتسع لمشاعره. تميّز لغوي مشروع النص الذي ألقاه راشد بن قطيما كان محمّلا بالرمزية المغلّفة، والتي لا يستعصي فهمها على المتلقين بما حملت من رموز ودلالات تتحدث عن راهننا، وأشار د. غسان الحسن بداية إلى أن موضوع النص سياسي راهن، وأن الشاعر ذهب فيه إلى الرمز اللغوي الذي ظهر في مفردة (مطر) التي تتقارب مع مفردة أخرى، وهو عادة من أكثر الرموز شفافية، فلا يبتعد بالذهن كثيرًا، إنما يكشف بسرعة عما يريد الشاعر أن يكون مكشوفًا. صور جميلة نص «الحزم التليد» الذي ألقاه الشاعر سالم الراشدي ينتمي إلى الشعر السهل الممتنع، بما فيه من دلالات شعرية، رأى الناقد سلطان العميمي أن القصيدة جميلة رغم تقليدية موضوعها، ومليئة كلها بالصور الشعرية، وكان انتقال الشاعر من مطلعها إلى موضوعها سلسًا جدا، وفيها سهولة ممتنعة تجعلها تصل إلى المتلقي. بين المباشرة والشاعرية عكّاش العتيبي كان آخر الشعراء، وحسب د. غسان الحسن فإن بعض أبيات الشاعر وصلت إلى حد عالٍ من الشاعرية، وقد أوضح د. غسان الحسن أن موضوع النص دار حول ما يشغل الأمة والناس من أحداث وخطوب تعتبر مصدر إلهام. غير أن ذاك النص تراوح بين المباشرة والشاعرية، فاتضحت المباشرة في عدة أبيات ليس فيها من الشعر شيء. شعراء الحلقة السابعة ومع ستة نجوم آخرين سيكون للجمهور موعد في الحلقة السابعة من البرنامج، ليلقي الشعراء على مسرح «شاطئ الراحة» قصائدهم التي سيتنافسون من خلالها، لينتقل ثلاثة منهم إلى المرحلة التالية، وهم: بتول آل علي من الإمارات، حذيفة العمارين من الأردن، صالح العنزي ونجم بن جزاع الأسلمي من السعودية، وعبدالله البدري من العراق، ومبارك بن غاطي من الكويت. حسن بن علي المعمري المتأهل بقرار اللجنة شعراء الحلقة السادسة