انطلقت على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، مساء الثلاثاء الماضي، أولى الحلقات المباشرة للبرنامج الشعري الأول في العالم العربي «شاعر المليون»، وسط أجواء تنافسية كبيرة، إذ شهدت هذه الدورة ازديادًا ملحوظًا في أعداد الشعراء المتقدمين للمسابقة، طمعًا في الوصول إلى قاعدة جماهيرية هي الأوسع في تاريخ الشعر، حيث يُعدّ «شاعر المليون» البرنامج الأكثر متابعة بعدما حقق نسب مشاهدة عالية جدًّا، فاقت جميع التوقعات، منذ انطلاقة موسمه الأول. أوبريت زايد الخير البداية كانت مع ظهور الفنان النجم خالد عبدالرحمن في أوبريت غنائي ضخم بعنوان «زايد الخير» من كلمات باني الدار المغفور له «بإذن الله» الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، وتفاعل معه الجمهور الذي ملأ المسرح، وهو عمل قام بتلحينه الفنان النجم فايز السعيد الذي كان حاضرًا في أمسية افتتاح الموسم الثامن. ومن ثم انضمت الإعلامية المتميزة أسمهان النقبي إلى الإعلامي حسين العامري؛ لتقديم هذا الموسم من برنامج «شاعر المليون»، وشكّلا معًا ثنائيًا إعلاميًا ناجحًا ومميزًا، وقد تناوب المقدّمان على قراءة بيتين: باسم زايد نخط رحلة أمانينا وبروح زايد يشرق الخير فينا وعلى نهج زايد مستمرة خطاوينا قصيد وإنجاز وبيرق فخر يروينا كما رحّبا بأعضاء لجنة التحكيم الذين أطلوا على خشبة المسرح، وهم المستشار الثقافي والتراثي في أكاديمية الشعر الدكتور غسان الحسن، والشاعر الإعلامي حمد السعيد رئيس تحرير مجلة وضوح، والشاعر والأديب الباحث سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي. وقال الدكتور غسان الحسن: أبارك للجميع هذا الموسم الجديد وهذه الخطوة الجديدة المتواصلة وأحب أن أتذكر عندما ابتدأ هذا المشروع كفكرة في ذهن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كنت أعجب كيف لهذا الشعر أن يكون موضوعًا لمهرجان أو برنامجًا طويل المدى، ولكن الحقيقة أن سموه كان يتمتع برؤية بعيدة جدًّا، حيث وصلنا اليوم إلى الموسم الثامن والبرنامج لا يزال في قمة تألقه وفي أوسع انتشار على مستوى العالم. كما توجّه كذلك الشاعر حمد السعيد بكلمة شكر إلى الداعم الحقيقي للبرنامج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيرًا بعد ذلك إلى جهود الفقيد المغفور له محمد خلف المزروعي في خدمة هذا المشروع الكبير والارتقاء به. أما سلطان العميمي، فتقدّم كذلك بالشكر والعرفان لراعي البرنامج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي قدّم دعمًا متواصلًا منذ انطلاقته الأولى في موسمه الأول، وهو البرنامج الذي استطاع بفضل هذا الدعم والرعاية أن يغيّر مسيرة تاريخ الشعر الشعبي في المنطقة، مطالبًا الشعراء ال48 بأن يقدّموا مستويات عالية كالتي قدّموها في مراحل التأهل. شعراء ال48 تلي ذلك تقرير يعرّف بالشعراء الذين وصلوا إلى قائمة ال48 شاعرًا للموسم الثامن من البرنامج، وهم: علي سالم الهاملي من الإمارات، حذيفة العمري من الأردن، تهاني التميمي من السعودية، حمد المزروعي من الإمارات، عبدالله الطائي من سوريا، سالم المناعي من البحرين، فواز العنزي من السعودية، علي الغياث من الأردن، مانع الهميمي من اليمن، مهنى الشمري من سوريا، سالم الحازمي من السعودية، ياسر الزلباني من الأردن، محمد القرعاني من سوريا. وزايد التميمي من العراق، قادم القحطاني من السعودية، أحمد المطيري من الكويت، عبدالله البدري من العراق، مشعل العنزي من السعودية، نبهان الصلتي من سلطنة عمان، نواف الظفيري من السعودية، مروى الدوسري من السعودية، حسن المعمري من سلطنة عمان، طلق الدعجاني من السعودية، صالح الصخري من الأردن، محمد المطحي من البحرين، راشد بن قطيمة من السعودية، إسراء عيسى من الأردن، وفهد الأغبري من سلطنة عمان. وعبيد الكعبي من الإمارات، مبارك الرشيدي من الكويت، محمد سليمان من السعودية، بتول العلي من الإمارات، مساعد العجمي من الكويت، مشاري الرشيدي من السعودية، فهد عوض العازمي، عكاش العتيبي من السعودية، سالم الراشدي من الإمارات، نجم بن جزاع من السعودية، حمد العازمي من الكويت، فيصل العتيبي من الكويت، محمد الخالدي من الكويت، مبارك البرغاطي من الكويت، عبدالعزيز الدلح من الكويت، فريج المزيني من مصر، سبيكة الشحي من البحرين، صالح العنزي من السعودية، متعب الشراري من السعودية، وعايد الشلال من الكويت. معايير المنافسة وبعد أن أطلّ شعراء هذا الموسم أمام جمهور المسرح وشاشتي قناة الإمارات وقناة بينونة، تمّ بعد ذلك طرح المعايير المعتمدة في هذا الموسم للمنافسة على بيرق الشعر، حيث تنطلق رحلة المنافسة ب48 شاعرًا، سيخوضون عددًا من التحديات، حسب معايير وآليات مؤلفة من أربع مراحل رئيسية. وتتضمن المرحلة الأولى ثماني أمسيات، يتنافس في كل واحدة منها ستة شعراء، ويتأهل فيها ثلاثة فقط، واحد بقرار اللجنة، واثنان بتصويت الجمهور، أما المرحلة الثانية فيتنافس فيها 24 شاعرًا مقسمين إلى أربع حلقات، يتأهل في كل حلقة ثلاثة شعراء، منهم اثنان بالتصويت وواحد بقرار اللجنة، وفي المرحلة الثالثة سيتنافس 12 شاعرًا من خلال حلقتين، وفي كل واحدة يتأهل ثلاثة شعراء كذلك، اثنان بتصويت الجمهور وواحد عبر اللجنة. وفي الحلقة الختامية يتنافس 6 شعراء من خلال جمع نسب تصويت الجمهور ودرجات لجنة التحكيم التراكمية من المرحلة السابقة، ويتم ترتيبهم في خمسة مراكز أولى، يحصل الخامس على مليون درهم، والرابع على مليونين، والثالث على ثلاثة ملايين، والثاني على أربعة ملايين، والأول على خمسة ملايين درهم، بالإضافة إلى بيرق الشعر ولقب شاعر المليون في الموسم الثامن. عام زايد وقبل انطلاقة القراءات الشعرية لشعراء الحلقة الأولى، تمّ عرض تقرير عن شخصية المغفور له «بإذن الله» الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، مع تقرير مصور عن «عام زايد» الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، بمناسبة مرور 100 عام على ميلاد باني دولة الإمارات العربية المتحدة، وبوصفه رمزًا للخير والحكمة، وتسليط الضوء على مسيرته القيادية، كواحد من القادة العظماء في التاريخ. وفي مداخلة له قال عضو لجنة التحكيم سلطان العميمي إن زايد ترك لنا إرثًا كبيرًا من الإنجازات والأفعال، وكذلك الأقوال التي لا تزال حاضرة في حياتنا، والأيام تثبت أن ما كان يقوله الشيخ زايد «رحمه الله» صالح لكل الأجيال الحالية والقادمة. وأشار العميمي إلى أنه سيتم توظيف عدد كبير من مقولات الشيخ زايد في كل حلقة من حلقات البرنامج، عبر بيتين من الشعر لكل شاعر قبل قراءة القصيدة المشاركة. واختيرت لهذه الحلقة مقولة الشيخ زايد عن مجلس التعاون وبداية التحالف. بعد ذلك، ظهر شعراء الحلقة الأولى بمستوى يليق بحجم ومكانة «شاعر المليون» الذي يحلم كل شاعر بالوصول إليه والمنافسة على نيل لقبه، باعتبار البرنامج محطة أولى في طريق الشهرة، ورخصة نقدية للاعتراف بالتجربة الشعرية لكل متسابق. وانطلقت المنافسات مع أول المتسابقين، الشاعرة السعودية تهاني التميمي، ثاني شعراء الأمسية كان الشاعر الإماراتي عبيد بن خصيف الكعبي، ثم مع ثالث شعراء الأمسية الشاعر علي الغياث الذي حصل على البطاقة الذهبية الأخيرة في دولة الأردن، والشاعر الكويتي مساعد بن عريج، صاحب أول بطاقة ذهبية منحها له حمد السعيد في جولة الكويت، وخامس شعراء الأمسية الشاعر نبهان الصلتي من سلطنة عمان، ومسك الختام كان مع الشاعر نواف الظفيري. المتأهلون بقرار اللجنة وفي الجزء الأخير من الأمسية الأولى، وقبل الإعلان عن نتائج قرار لجنة التحكيم، أُتيحت الفرصة لجمهور مسرح شاطئ الراحة للتصويت لشاعرهم المفضل، علمًا بأن نتيجة التصويت هذه غير مؤثرة في النتائج النهائية المؤهّلة للمرحلة التالية، وقد حصل على أعلى نسبة تصويت من جمهور المسرح الشاعر الإماراتي عبيد الكعبي بنسبة 36%. وتم الإعلان عن اسم المتأهل للمرحلة الثانية بقرار لجنة التحكيم، وكانت المفاجأة هي اختيار اللجنة شاعرين اثنين بدلًا من شاعر واحد على غير ما جرت العادة، حيث نالت الشاعرة تهاني التميمي بطاقة التأهل بعد حصولها على نسبة 48%، ونال إلى جانبها البطاقة الشاعر الإماراتي عبيد الكعبي بحصوله أيضًا على النسبة ذاتها. فيما حصل الشاعر علي الغياث على نسبة 44%، والشاعر مساعد بن عريج على 44%، والشاعر نبهان الصلتي على 45%، ونواف الظفيري على نسبة 47% أي بفارق درجة واحدة عن علامة المتأهلين بقرار اللجنة. حضور كبير للحلقة الأولى