في الوقت الذي ينشغل فيه قادة العالم من سياسيين واقتصاديين بزيادة الناتج العالمي وزيادة الثروات المادية والتركيز على الاستثمار في القطاع الصناعي والخدمي، من نقل واتصالات وترفيه، وكل جوانب الحياة العصرية التي تتطلع لها البشرية لزيادة الرفاهية. وفي خضم هذه المتطلبات الحديثة تُفاجئنا منظمة الأغذية والزراعة في الأممالمتحدة (FAO) بتقرير يحذر العالم بأن مستقبل الأمن الغذائي في العالم مُهدّد، وهو لن يكفي البشر خلال السنوات القادمة، وسيشهد العالم، خصوصًا مناطق النزاعات والدول الفقيرة، مجاعات ستؤثر على سكان العالم الذي يتوقع أن يبلغ تعداده خلال الثلاثين سنة القادمة حوالي 10 مليارات نسمة. وسيلمس العالم بوادر هذه المجاعة بداية من سنة 2030، حيث تقول منظمة الفاو إن النمو في إنتاج المحاصيل الرئيسية خلال الثلاثين سنة الماضية لم يتعدَ 1% أو ما يقارب ذلك. ولكن الزيادة البشرية تعدّت ذلك بكثير، حيث تفوق نسبة الزيادة البشرية نسبة الزيادة في إنتاج الغذاء، خصوصًا في دول العالم الثالث. وإن تقرير منظمة الفاو يدقّ ناقوس الخطر على أمننا الغذائي، حيث إننا نعتمد في سلوكنا الغذائي على ما نستورده من الغذاء من دول العالم، وبذلك هي مَن تتحكّم في أسعار الغذاء. ولو تابعنا أسعار المواد الغذائية خلال السنوات الماضية فسنلاحظ الارتفاع الكبير في الأسعار، وقد تصل في المستقبل القريب الى أسعار يصعب على الكثير تأمينها خصوصًا أننا من أكثر الدول زيادة في نسبة السكان، واستهلاكًا للمواد الغذائية. ولتفادي هذه المخاطر، من المهم عمل الخطط والاحتياطات من الآن لما سنواجهه خلال العشرين سنة القادمة. وتعمل وزارة الزراعة، وهي المسؤولة الأولى عن تأمين قوت البلاد خلال العقود القادمة، على وضع خُطط عملية لتأمين الغذاء للأجيال القادمة وفقًا لأولويات رؤية 2030.