دقت تقارير المنظمات الدولية ووكالات الأممالمتحدة ناقوس الخطر الذي يمثله مزيج أزمة الغذاء والتراجع الاقتصادي العالمي على الحياة البشرية في كوكب الأرض إذ دفع أكثر من مليار شخص للجوع في عام 2009م ليؤكد التوقعات السابقة لتقرير منظمة الأممالمتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) بأنه بحلول عام 2050م سيكون هناك 2.3 مليار شخص يحتاجون للغذاء مما يتطلب زيادة بنسبة 70% من انتاج الغذاء العالمي حيث قدرت منظمة (الفاو) حينها عدد سكان العالم عام 2050م ب9.1 مليار نسمة بزيادة بواقع الثلث في الافواه التي تطلب الغذاء وشدد التقرير على أن التحديات المستقبلية التي تواجه زعماء العالم تشمل ضمان توفير الأمن الغذائي من خلال مكافحة الجوع والفقر والحد من التفاوت الجغرافي ورفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه والتكيف مع تغير المناخ. ورغم المخاوف التي تجتاح العديد من دول العالم النامي نتيجة لارتفاع أسعار الغذاء مع انخفاض دخل الفرد وفقد الكثيرين لوظائفهم بسبب الأزمة الاقتصادية إلا أن الاحساس بمخاطر الجوع والفقر يبدو ضعيفاً لدى الدول المتقدمة صناعياً وتقنياً حيث تعهدت دول مجموعة الثماني في يوليو الماضي بمبلغ 20 مليار دولار أمريكي خلال ثلاث سنوات لمساعدة الدول الفقيرة على اطعام نفسها في تلميح إلى التركيز على الاستثمار في التنمية الزراعية طويلة المدى. وينبغي على الدول العربية والإسلامية أخذ تحذيرات منظمة الأممالمتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي على محمل الجد لاسيما بعد موجة غلاء السلع الغذائية التي اجتاحت العالم وذلك بالعمل على توظيف الموارد المادية والبشرية في الاستثمار الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ولعل في مبادرة المملكة في الاستثمار الزراعي الخارجي خير مثال لاستشعار مخاطر نقص الغذاء وارتفاع أسعاره.