قصفت تركيا أهدافا في شمال سوريا أمس الاثنين، وقالت: إن عمليتها التي بدأت منذ ثلاثة أيام ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذين يسيطرون على منطقة عفرين ستستكمل قريبا. وبدأ الجيش التركي وحلفاؤه من المعارضة السورية عملية لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب من جيب في شمال غرب سوريا يوم السبت، الأمر الذي فتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية رغم دعوات بضبط النفس أطلقتها الولاياتالمتحدة التي سلحت الوحدات. وقال بروسك حسكة المتحدث باسم الوحدات: إن الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد وقوات تدعمها تركيا استمرت في اليوم الثالث من العملية. وأضاف أن القصف التركي أصاب مناطق مدنية شمال شرقي عفرين. من جانبه أعلن وزير خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد مباحثات بشأن الوضع في سوريا. مضيفا أن فرنسا ستدعو لتسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية. وكان لو دريان قال في وقت سابق إن فرنسا دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن سوريا، في أعقاب توغل تركي في منطقة عفرين بشمال سوريا. وعبر عن قلق بلاده الشديد بشأن «التدهور المفاجئ» في الوضع بسوريا، مطالبا باجتماع لمجلس الأمن من أجل «تقييم الوضع الإنساني». #قصف تركي# وشهد مصور من «رويترز» قرب هسا الواقعة على الجانب الآخر من الحدود مع عفرين قصفا تركيا صباح أمس. وقالت وكالة دوجان للأنباء إن مدافع الهاوتزر التركية أطلقت نيرانها على أهداف للوحدات في الواحدة صباحا بتوقيت جرينتش. وأضافت الوكالة أن طائرات حربية وقاذفات صواريخ تركية دمرت أيضا أهدافا للوحدات. وقال مسؤول تركي الأحد إن فصائل الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا سيطرت على قرية كردية دون مقاومة وتعمل على تطهيرها من الألغام. وقالت وحدات حماية الشعب الكردية إنها تصدت للقوات التركية. وكانت عملية (درع الفرات) التي بدأتها تركيا ضد تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية في أغسطس 2016 استمرت سبعة أشهر. وحتى الآن لا يوجد ما يدل على تحقيق القوات المدعومة من تركيا مكاسب كبيرة على الأرض في عفرين. دعم الائتلاف وفي السياق، أعلن الائتلاف السوري المعارض في بيان الأحد دعمه لعملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها تركيا السبت، متوغلة في الشمال السوري، لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين السورية. وقال بيان صادر عن الائتلاف: «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يعرب عن دعمه ومساندته للحملة التي يساهم فيها الجيش الوطني السوري في إشارة إلى الجيش الحر لتحرير عدد من مدن وبلدات الشمال السوري من سيطرة القوى الإرهابية، بالتعاون والتنسيق مع الدولة التركية، وبإسناد جوي منها». وأضاف البيان: «لقد سبق للائتلاف الوطني أن طالب المنظمات الإرهابية، ومنها تنظيم العمال الكردستاني «PKK» بسحب عناصرها من سوريا، والجلاء عن المدن والبلدات التي تحتلها وهجرت أهلها، والتوقف عن استخدام السوريين وقودا لحروبها». كما اعتبر الائتلاف أن تنظيم «PKK» والواجهات التي يستخدمها، ومنها حزب الاتحاد الديمقراطي «PYD» ووحدات حماية الشعب وغيرها من الأجهزة الأمنية والتسلطية، تعتبر منظمات إرهابية، قامت بالتنكيل بالسوريين بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم، ويقبع في سجونها عدد من المناضلين الكرد على وجه الخصوص، فيما قضى المئات تحت التعذيب أو عبر الاستهداف المباشر. المعارضة بموسكو من جانب آخر، أعلنت روسيا أمس انها وجهت دعوة الى ممثلين اكراد للمشاركة في مؤتمر حول سوريا في «سوتشي» على الرغم من الهجوم التركي ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن ممثلين أكرادا هم على لائحة السوريين المدعوين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي ينعقد في سوتشي. وفي زيارة تعد الأولى من نوعها إلى روسيا، تزور هيئة التفاوض المنبثقة من المعارضة السورية موسكو. وتهدف الزيارة بحسب المعارضة للوقوف على حقيقة الموقف الروسي تجاه العملية السياسية في سوريا. ومن المقرر أن تلتقي الهيئة وزيري الخارجية والدفاع ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي ولم تحسم هيئة التفاوض المعارضة، موقفها النهائي بعد من المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي تخشى أن يكون بمثابة التفاف على مسار جنيف برعاية الأممالمتحدة. وكان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في سوريا نصر الحريري أكد الأسبوع الماضي أن المعارضة السورية «لا تعلم شيئا» عن مؤتمر سوتشي الذي تعد له روسيا لحل الأزمة السورية. وتطرق الحريري للعلاقة الجدلية بين مؤتمر سوتشي ومسار «مؤتمر جنيف» الذي ترعاه الأممالمتحدة، نافيا أن تكون لدى وفد المعارضة أي معلومات عن المؤتمر. وأضاف: «إذا كانت أي دولة في العالم ترغب في الحل السياسي فهذا الحل يجب أن يكون مستندا إلى المرجعيات الدولية».