تنطلق الأعمال التحضيرية ل «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في منتجع سوتشي الروسي اليوم، على أن تنعقد جلسة عامة غداً الثلثاء، في ظل مقاطعة أميركية- فرنسية، فيما رفضت أبرز فصائل المعارضة السورية حضور المؤتمر، احتجاجاً على فشل روسيا في حمل النظام على تقديم تنازلات في مفاوضات جنيف ومحادثات فيينا الأخيرة، تسهّل مسار الحل السياسي للأزمة. أتى ذلك في وقت لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوصول العملية العسكرية إلى محافظة إدلب، فيما حققت القوات التركية وفصائل من «الجيش السوري الحرّ» تقدماً في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على جبل برصايا الاستراتيجي. وأبلغ مصدر فرنسي بارز «الحياة» أن باريس وواشنطن قررتا عدم تلبية دعوة موسكو لحضور المؤتمر، في ظلّ تعنّت حليفتها دمشق في مناقشة مسألتي الدستور والانتخابات خلال المحادثات. وأثنى على قرار «هيئة التفاوض» عدم المشاركة في المؤتمر ووصفته ب «الشجاع»، محذراً في الوقت ذاته من أن الأمر أثار استياء روسيا، ما قد ينعكس تصعيداً عسكرياً في الميدان السوري. وانضمّت «هيئة التنسيق الوطني» المعارضة إلى «هيئة التفاوض» معلنة رفضها المشاركة في سوتشي. وقال رئيس الهيئة حسن عبدالعظيم إن القرار يأتي «حرصاً على وحدة رؤية الهيئة التفاوضية ووحدة موقفها». وأشار في تصريح إلى وكالة «سبوتنيك» إلى أن عدداً كبيراً من المشاركين في المؤتمر هم من الموالين للنظام، إلى جانب بحث الحضور في مسألة الدستور وتشكيل هيئة لإعداده مع أن ذلك يتعلق بتنفيذ القرار 2254 والعملية السياسية التفاوضية بين وفدي المعارضة والنظام في جنيف تحت إشراف الأممالمتحدة والمبعوث الدولي، بدلاً من أن يكون المؤتمر دعماً للعملية السياسية. وأضاف: «كنا نطالب أن يضغط الاتحاد الروسي على النظام للانخراط في العملية التفاوضية، لكنه حضر ورفض البحث في العملية الدستورية». وفي ظلّ غياب أبرز فصائل المعارضة وأميركا وفرنسا، يشارك المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في المؤتمر مكلفاً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. ويتوقّع أن يحضر الاجتماع حوالى 1500 شخصية، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق. ويُرجح أن يدعو البيان الختامي للمؤتمر الشعب السوري إلى تقرير مستقبله ديموقراطياً في تصويت شعبي من دون أي ضغوط خارجية. وجدّدت «الإدارة الذاتية» التي أسسها الأكراد في مناطق شمال سورية وشرقها رفضها المشاركة في المؤتمر، في ظلّ الهجوم التركي على عفرين في شمال غربي سورية. وقالت فوزة اليوسف الرئيسة المشتركة ل «الهيئة التنفيذية لفيديرالية شمال سورية» إن «الإدارة الذاتية لن تشارك في مؤتمر سوتشي بسبب الوضع في عفرين»، موضحة أن «الضامنين في سوتشي هما روسيا وتركيا، والاثنتان اتفقتا على عفرين وهذا يتناقض مع مبدأ الحوار السياسي حين تنحاز الدول الضامنة إلى الخيار العسكري». واستأنفت القوات التركية أمس، قصفها المكثف على عفرين ومحيطها في محاولة لاختراق خطوط «وحدات حماية الشعب» الكردية ضمن عملية «غصن الزيتون» التي تشنها أنقرة وفصائل من «الجيش السوري الحر» ضد المقاتلين الأكراد، وحققت التقدم الأهم حتى الآن بعد سيطرتها على جبل برصايا الاستراتيجي. وأعلن أردوغان أن القوات التركية قد تواصل عملياتها في محافظة إدلب، بعد السيطرة على عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي. وقال في خطاب مساء السبت: «صغيري محمد يزحف إلى عفرين. بمشيئة الله سيزحف إلى إدلب»، مستخدماً عبارة محببة لدى الجنود الأتراك. وشهدت غوطة دمشقالشرقية أمس، قتالاً عنيفاً، إثر شنّ فصائل المعارضة هجوماً مفاجئاً على مواقع القوات النظامية في محيط إدارة المركبات في مدينة حرستا، وصعّد النظام قصفه المدفعي والجوي على مناطق الغوطة وقراها، ما أدّى إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل في مدينة دوما.