سؤال يحير الهلال نفسه... قبل أن يحير نفوس عشاقه... ويحير عقول منافسيه الذين لا يفوتون الفرصة عندما تهتز قواه، ليتقاسموا الكعك ويخطفوا النقاط منه بسرعة قبل ان يستعيد عافيته، ينزف نقطة تلو الاخرى كما لو كان ينزف قطرة دم تلو الاخرى وتثقل كاهله الجراح، يعيش في أحرج واحلك ظروفه ولا يرضى لأحد ان يأخذ مكانه في القمة، كلما فرط في جولة لا تتجنبه الصدارة بل تتجه وترتمي مباشرة في أحضانه بالرغم من انه غير مكترث بها او غير مقتنع او غير دافئ بما فيه الكفاية للحفاظ عليها في هذا الشتاء القارص، ومع ذلك لا يزال يرتدي معطف المقدمة رغم كل ما يؤلمه، كبرياؤه في تناقضه وهو في أسوأ حال هو افضل من طال سلم الترتيب، لكنه مهدد بالنزول من برجه العاجي اذا لم يشبع غروره الأخاذ ويعالج ويجبر مصابه. لكن بالفعل ماذا أصابه؟ منذ إصابة ادواردو وهو لا يصيب الهدف بدقة بقدر ما يصيب عشاقه بالظنون والآهات والحيرة، الهلال الذي وصل في الموسم الماضي الى فورمة عالية بنفس الاسماء ونفس التكتيك يفقد نفسه وحسه من بعد حسرة وكسرة آسيا، سيناريو ودراما تكررت كثيرا عندما يخسر الفريق آسيا يسوء حاله من بعدها وكأنه عاشق متيم فقد عشيقته ليعيش العزاء والمواساة بكل تفاصيلها، ورغم كثرة الأسباب والمسببات لم اجد سببا مقنعا لتراجع وتغير مستوى ومحتوى ومحيا الهلال اكثر من هذا القناع والوجه الذي لا يليق به، الفريق بعدما كان يبحث عن الفوز في كل مباراة اصبح يبحث عن تجنب الخسارة وبإمكان اي فريق تعطيله! من مباراة لأخرى يعاني الامرين أمام أنظار الاب والابن دياز اللذين زادت معاناتهما وضاعت حلولهما بعد فقدان الحل والسهل الممتنع ادواردو، بعد غيابه تدور عجلة الفريق للوراء ودورهم في الحفاظ على منظومة وشكل وهوية الهلال عجزوا عنه، حتما لو فتشت في كراسة دياز وابنه ايميليانو وان كنت مبالغا في الوصف والتفتيش لن اجد في خططهم وتكتيكاتهم شيئا يذكر سوى ادواردو الذي كانت تبدأ به الخطة وتنتهي، ليس عيبا ان يعتمد الفريق على لاعب واحد لكن العيب كل العيب الفني ان يقف المدرب ولاعبوه مكتوفي الايدي، الاخطاء نفس الاخطاء والهوان ينهش الفريق من كل طرف وفي كل مركز باستثناء الحبسي الاستثنائي والجحفلي رجل المواقف الصعبة وأيقونة كل نهائي. في آخر خمس مواجهات تعادل الفريق في ثلاث وخسر واحدة وانتصر في واحدة! وفي واقع كرة القدم وحكمها المهني تعتبر سلسلة النتائج السلبية قصورا في عمل المدرب مهما كانت الاعذار، طبعا هذا لا يعفي اللاعبين لأنهم لا يقلون تقصيرا عن مدربهم، لست متحاملا على دياز وانتقاده لا يعني المطالبة برحيله بقدر ما يعني مطالبته هو بالعودة وبالاستفاقة والتصحيح في الحصص التدريبية بدلا من المعالجة في وسط الحصص والمباريات الرسمية! اضافة الى تعاقدات مؤثرة فالهلال تعب من التجارب وصفقات الصيف آخرها صفقة المغمور ماتياس التي بمثابة نقطة سوداء في مسيرة دياز التدريبية برمتها، لكن كل هذا فات ولن احمل الأمور اكثر مما تحتمل، الفريق متصدر حتى وان كان غير مطمئن وحتى وان قصمت ظهره الإصابات بإمكانه ترتيب اوراقه طالما هناك انتدابات واوراق جديدة وفترة توقف لأخذ الانفاس واسترداد عافيته من جديد.