في ضوء استمرار الانتفاضة الايرانية العارمة في مختلف المدن والمحافظات ودخولها أسبوعها الثاني وتصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد المرشد وزبانيته وضد الحرس الثوري، حيث يمارس جنده أشد حالات العنف وأشرسها مع المتظاهرين، وفي ضوء خدعة النظام للرأي العام بزعمه أن الأزمة قد انتهت وأمكن حلها رغم تصريحات روحاني بأن الوضع متفاقم لاسيما بعد سقوط 50 قتيلا ومئات الجرحى و2500 معتقل، في ضوء تلك الاشارات الواضحة على أرض المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وجند النظام، يتبين أن انتشار الحرس الثوري في مختلف الأقاليم، كطهران واصفهان وشيراز وخراسان ولورستان وهمدان والأقاليم ذات الشعوب غير الفارسية، لاخماد ثورة الشعب الايراني المتصاعدة، يؤكد أن عجلة الانتفاضة لن تتوقف بالصورة التي يتخيلها النظام، وأنها لن تعود الى الوراء، وسوف تستمر الى أن تتهاوى صروح المرشد وأعوانه، رغم محاولة الحرس احتواء الثورة وإخمادها. وانضمام المناطق الجغرافية الثائرة الى الحركة الاحتجاجية التي بلغت ذروتها يدل دلالة واضحة على أن ألسنة نيران الثورة المندلعة لن تنطفئ طالما بقي المرشد على سدة الحكم فوق أرض تغلي تحت قدميه وأقدام الطغمة الفاسدة في ديار ضجت بممارسات موغلة في الظلم والتعسف والجبروت داخل ايران وخارجها، وحان وقت التخلص منها بشكل نهائي وجذري وحاسم. لقد نجح الثوار في تنظيم مسيراتهم المظفرة رغم لجوء الحرس الثوري لوقفها عبر استدعائه قواته النخبوية من سوريا والميليشيات الأفغانية التي دربها للقتال الى جوار النظام السوري واستدعائه ميليشيات من الحشد الشعبي العراقية والحوثيين في اليمن وسرايا تابعة لحزب الله الارهابي اللبناني، وكلها تنظيمات ارهابية لن تتمكن من اخماد ثورة الايرانيين الملتهبة. نجحت تلك المسيرات، رغم تلك الاستدعاءات ورغم مقتل العشرات وسقوط المزيد من الجرحى في صفوف الثوار الذين عقدوا العزم على التخلص من جلاديهم مهما تصاعدت التضحيات، فقد بدأ النظام يترنح بفعل ثورة الأحرار الايرانيين المتعطشين للحرية والأمن والاستقرار والتواقين الى عودة بلادهم الى حضنها الدولي والاسلامي بعد التخلص من طغاتها والمتسلطين على ارادتهم ومقدراتهم. الاحتجاجات الصاخبة من ثوار ايران ليست وحدها الرافضة لتصرفات النظام الايراني الرعناء، فدول العالم كلها ما زالت عند احتجاجاتها المعلنة ضد نظام أحمق استمرأ تصدير ثورته الدموية الارهابية الى كثير من أصقاع المعمورة، ولا يزال مصمما على تحديث وتطوير أسلحته التدميرية الشاملة ليهدد بها جيران ايران ودول العالم قاطبة، ولا يزال يمارس صنوف الارهاب داخل بلاده وخارجها. العالم كله يقف مع ثوار ايران وهم يسطرون بدمائهم أروع أمثلة التضحية والفداء للتخلص من جلاديهم الذين عاثوا فسادا وخرابا وتدميرا في الأرض، وما فتئوا يستهينون ويسخرون من كل المواثيق والأعراف والقرارات الدولية ذات الصلة بممارساتهم العبثية المناقضة لحقوق الانسان والمناقضة للحرية والعدل والسلام، فالتخلص من النظام الايراني يعني التخلص من طغمة حاقدة تحيك الدسائس والمؤامرات لسائر الدول وتناصب الأمن والسلام الدوليين العداء.