بعد لجوء النظام الإيراني إلى نشر قوات الحرس الثوري المسلحة في أقاليم البلاد في محاولة لإخماد الانتفاضة الشعبية ضد النظام، بدأ المتظاهرون يركزون على الخروج ليلا إلى الشوارع لضمان حشد أكبر وجعل عمليات القمع أكثر صعوبة. وقال مدير مركز الأحواز للإعلام والدراسات الاستراتيجية، حسن راضي، ل"سكاي نيوز عربية" إنه منذ بدء الانتفاضة كانت المظاهرات تخرج في الصباح ومنتصف اليوم والمساء، وفق جدول زمني يحدد أيضا أماكن التظاهر. وذكر أنه مع اشتداد القمع الأمني، بات المتظاهرون حاليا يركزون على الخروج ليلا وفق توزيع معين بمعرفة اللجان الشعبية، مؤكدا الأمن المسلح يواجه صعوبات في تفريق المظاهرات الليلية. وأضاف راضي أن المظاهرات الليلية مناسبة لحشد أكبر عدد من المحتجين، لكنه أشار، في الوقت نفسه، إلى أن ذلك لا يمنع خروج مظاهرات خلال اليوم في مختلف المدن. وأظهرت مقاطع مصورة نشرها ناشطون في الأحواز، مسيرات احتجاجية ليلا في شوارع الإقليم الذي تقطنه أغلبية عربية تعاني من الاضطهاد والتهميش. ونشر الحرس الثوري في إيران قوات في عدد من الأقاليم لإخماد اضطرابات مناهضة للحكومة، بعد أيام من الاحتجاجات التي أقلقت القيادة الدينية للبلاد. وفي مؤشر على مخاوف في الدوائر الرسمية من صمود الاحتجاجات لتلك المدة قال الميجر جنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري إنه أرسل قوات إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة "الفتنة الجديدة" بحسب تعبيره. أعلن قائد الجيش الإيراني اليوم الخميس أن اضطرابات مناهضة للحكومة أسفرت عن مقتل 21 شخصا لكنه قال إن قواته مستعدة للتدخل إذا لزم الأمر. وقتل أكثر من 21 شخصا من جراء قمع المظاهرات، سقط أغلبهم في تلك الأقاليم، ما أعاد إلى الذاكرة القمع الوحشي للأجهزة الأمنية وعلى رأسها الحرس الثوري، لانتفاضة 2009 التي قتل خلالها عشرات المتظاهرين. وتحولت الاحتجاجات، التي بدأت الأسبوع الماضي بسبب الإحباط من الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب والطبقة العاملة، إلى انتفاضة ضد السلطات والمزايا التي تتمتع بها النخبة خاصة المرشد علي خامنئي.