ليس من الأسرار القول إن اليد الإيرانية الخبيثة كانت وراء اختطاف وقتل القاضي الشيخ محمد الجيراني، فقد خطف في شهر ديسمبر كانون الأول من العام المنفرط أمام منزله وقتل فيما بعد حيث عثر على جثته في مزرعة مهجورة بالعوامية، وتشير أصابع الاتهام الى النظام الايراني الذي دبر عملية الاختطاف والقتل عبر عملاء لهم صلة مباشرة ووثيقة بحادث الاختطاف والقتل وهم مدرجون على قائمة المشتبه بهم في هجمات إرهابية شرق المملكة. وبالرجوع الى سلسلة من العمليات الارهابية التي حدثت في الرياض والخبر وغيرهما من المدن والمناطق بالمملكة يتبين أن لايران يدا فيها من واقع التحقيقات التي جرت مع الارهابيين الذين نفذوا تلك العمليات الاجرامية، فالارهاب الايراني يقف وراء الحوادث الارهابية التي حدثت بالمملكة والبحرين والكويت، وتلك حقائق مكشوفة لا يمكن إنكارها وقد توثقت من خلال ما أدلى به الارهابيون الذين تم القبض عليهم والتحقيق معهم. النظام الإيراني لايزال يعبث باستقرار وأمن وسيادة الدول الخليجية والعربية، ومقتل الشيخ الجيراني خير دليل على استمرارية النظام في بث الرعب والفزع بين صفوف المسالمين الآمنين في كل مكان، والمملكة واحدة من الدول التي امتدت اليها يد الغدر الإيراني لتحاول زعزعة أمنها ضمن أجندة عدوانية لا تطال أراضي المملكة وحدها بل تمتد الى كثير من دول المنطقة، وتدخلات ايران السافرة في الشأن الخليجي والعربي أكبر دليل على استمراريتها في تصدير ثورتها الدموية الى كل مكان. الأصابع الإيرانية لا تزال وراء سلسلة من الجرائم الشنيعة التي حدثت بالمملكة وبعض الدول الخليجية الأخرى، وتلك الجرائم ما زالت تمارس في اليمن وسوريا والعراق وفي كل مكان يظهر فيه الارهاب بوجهه القبيح ليعيث أصحابه فسادا وتدميرا وتخريبا في الأرض، ولا يزال الحلم الأسطوري بإقامة الامبراطورية الفارسية يخيم على عقول حكام طهران ويريدون تحقيقه على أرض الواقع من خلال العمليات الإرهابية في المنطقة. لقد صنف المجتمع الدولي النظام الإيراني كراع أول للإرهاب في العالم، وإزاء ذلك فانه وراء مختلف العمليات الإرهابية التي دارت وتدور رحاها في كثير من أمصار وأقطار المعمورة اما بطريقة مباشرة أو عبر عملائه كما هو الحال مع اختطاف وقتل الشيخ الجيراني وغيره من الأبرياء الذين تلطخ النظام بدمائهم، ومازال يتلطخ بدماء العديد من الذين سقطوا ويسقطون في حروب أشعلها النظام في مدن عديدة. وإزاء العبث الإيراني المقيت فان المجتمع الدولي لا بد أن يتخذ من الخطوات العملية ما يلجم حكام طهران ويحول دون تمرير مؤامراتهم وتصديرها الى دول العالم، ولا بد من عقاب رادع لكل التجاوزات التي يمارسها النظام على حساب ارادة الشعوب الحرة وسيادتها وحرية أبنائها وكرامتهم، فقد وصل الاستهتار بالنظام الى ذروته وحان لدول العالم ان تتصدى لارهابه وجرائمه بمزيد من العقوبات وبمزيد من تضييق الخناق على استهتاره وتهاونه بالمواثيق والأعراف الدولية المرعية.