ليس أجمل من الخروج في هذه الأيام، وما هي عليه من أجواء جميلة في «رحلة برية» شيقة مع مجموعة من الأصدقاء الذين يجعلون لها جمالًا آخر، وراحة نفسية أكبر، ومتعة لا تُعوّض، وذكرى جميلة لا تُنسى، وأحاديث تروَى بين وقتٍ وآخر. تجد أغلب الناس مغرمين ب «الرحلات البرية»، وينتظرون هذه الأوقات من كل سنة التي تتمتع بدرجات حرارة منخفضة وأجواء ممطرة، ليخرجوا جماعات ويستمتعوا بالطبيعة الجميلة والأجواء الشتوية، وممارسة هواية الصيد، وطبخ الكبسات، وما يتخلله من إبداع «ذكوري» وخبرة «مفاجئة» في فنون الطبخ، وأيضًا تفاصيل صغيرة لا تظهر للعلن إلا في هذا المكان والتوقيت بالذات، و«شبّة الضو» و«شاي الجمر أو الحطب» ليلًا، بعيدًا عن صخب المدينة وزحامها، ومتاعب العمل. وسط اجتماع جميل لا يفوّت، وأحاديث شيقة وقصص وقصائد وشلات تزين تلك المساءات الجميلة، ناهيك عن الرعب اللذيذ الذي قد يتسبب فيه أحدهم بسرد قصص خيالية بعيدة عن الواقع، ربما تكون من نسج خياله، تجعل من الذهاب إلى النوم في تلك الليلة مهمة مستحيلة.. يقول الشاعر الكبير سعد بن جدلان، رحمه الله، في إحدى أجمل قصائده: يا زين المشي في الروض الخضر لا شعشع المخضار يا زين الديرة اللي من حقوق الوسم ممطوره يريح البال سجٍ في الفياض الخضر والمسيار سعادة للقلوب اللي من السلوان مسروره متى عيني تشوف اللي على قلبي ربيع ودار أشاهد للسعادة في حياة المجتمع صوره ليا هلت مزونٍ فوقهن تنعومتين اصغار على ذيك اللباب اللي من الريضان مغموره لا منه اصحى سما غر المزون وشعشع النوار ودجاه أدلى اسدوله والقمر متجلٍ نوره أشاهد لي بروقٍ دونها ربانها تندار تقول أكباس غازٍ من ورى شلال نافوره سبح ماهر خيالي في الخباري والبرَد والنار وأشوف الجمر فوقه دلة الرسلان منحوره هذاك المنظر اللي ما تشووفه في الحياة امرار على شوفه سبابيح الخيال اتموت مقهوره