التحذير الذي وجهه التحالف العربي بقيادة المملكة حول أهمية ابتعاد المواطنين والمواطنات في اليمن عن مواقع الحوثيين وتجمعاتهم يستهدف المحافظة على أرواحهم، فأماكن تمركز الحوثيين هي أهداف مشروعة لغارات طائرات التحالف، والابتعاد عن تلك المراكز وعن منازل قيادات الميليشيات الانقلابية يجنب المدنيين أخطار الغارات الموجهة لمراكز وقيادات الحوثيين. وقد بلغ السقوط الأخلاقي لدى الميليشيات الحوثية الى أدنى مستوياته بارسال من يسمونهن «الزينبيات» بحثا عن المعارضين للتخلص منهم وهو تصرف يخرج تماما عن أعراف وتقاليد اليمنيين، ومازالت تلك الميليشيات تصف المعارضين بالخونة والمنافقين، ومازال الحوثيون يزجون بالأطفال في جبهات معاركهم الخاسرة، ومازالوا يحرضون النساء على اقتحام منازل المواطنين لاكتشاف المعارضين بغية اختطافهم وتصفيتهم. تلك تصرفات رعناء تمثل انتهاكا صارخا للحقوق المدنية في اليمن، فهي خارجة عن التقاليد اليمنية وخارجة عن كل الأعراف والمواثيق الدولية بما في ذلك ما أقدم ويقدم عليه الانقلابيون من نهب الممتلكات وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها وتهجير المئات من العائلات اليمنية واعتقال وخطف المدنيين وتعذيبهم وتصفيتهم، وهي تصرفات تمثل أعلى درجات الطغيان ولم يسبق لدولة أن مارستها من قبل مهما ارتفعت موجات المعارضة فيها. من جانب آخر فان الميليشيات الحوثية مازالت ترتكب أبشع الجرائم غير المسبوقة بحق المؤسسات الاعلامية والصحفيين الذين تريد منهم التطبيل والتزمير لارهابهم وممارساتهم اللاأخلاقية مع أبناء الشعب اليمني الحر، فالانتهاكات التي يمارسها أولئك الطغاة لم تصل اليها دولة من دول العالم مهما اشتدت صراعاتها الداخلية، فقد انكمشت أعداد الصحف والمجلات والقنوات التلفازية بشكل ملحوظ منذ تسلط الميليشيات الحوثية على المؤسسات الاعلامية. والتقارير التي ترد تباعا من اليمن مازالت ترصد انتهاكات الميليشيات الحوثية الفظيعة ضد الصحفيين والاعلاميين، وقد أدى ذلك الى مغادرة الناشطين اليمن خوفا من انتقام وبطش وطغيان تلك الطغمة الفاجرة، التي تمارس ضمن ما تمارسه من جبروت وظلم تكميم أقلام الصحفيين والاعلاميين وأفواههم، ومنعهم من نقل الحقائق التي تمورعلى أرض اليمن وتعارض إرهابهم وتصرفاتهم القمعية ضد أبناء اليمن المعارضين لكل الاجراءات الهمجية التي يمارسها أولئك الخارجون عن القانون والأديان والأعراف. حرية الكلمة أضحت مفقودة في سماء اليمن بفعل تصرفات أولئك الطغاة، فقد عمد الانقلابيون الى محاربة المؤسسات الاعلامية والصحف الناقلة للحقائق على أرض المعارك، ومازالت تلاحق الصحفيين والاعلاميين المعارضين لكل تصرفات الميليشيات الحوثية، التي لا تضمر الا الحقد والكراهية لكل اليمنيين الأحرار التواقين الى انتزاع حريتهم وكرامتهم وسيادة بلادهم من براثن تلك الطغمة الفاسدة التي لا تزال تعيث في الأرض اليمنية خرابا وتدميرا لتمرير مخططاتها الارهابية على اليمن وشعبه، والقفز على إرادة أبناء اليمن وهم يسعون لإعادة الشرعية المنتخبة الى وطنهم والعودة به الى مناخات الأمن والاستقرار.