انسحاب 40 مستشارا عسكريا إيرانيا من مدينة الحديدة يشير الى بداية نهاية النظام الايراني في اليمن، وبالتالي فانه يشير الى فشل التدخل السافر في شؤون دول المنطقة كلها، فالمشهد السياسي العسكري برمته يشهد تغييرا ملحوظا بعد مقتل الرئيس اليمني السابق، وبعد تعرية الميليشيات الحوثية الارهابية في أعقاب زوال الغطاء الذي كان يوفره حزب المؤتمر الشعبي العام. هذا الانسحاب المشهود من ميناء الحديدة يعكس الانتصار الساحق الذي حققه الجيش اليمني المدعوم من قبل المقاومة الشعبية من جانب ودعم التحالف العربي من جانب آخر حيث أسفر عن استعادة الساحل الغربي لليمن، كما أن الانسحاب ترافق أيضا مع اجلاء طهران لموظفي سفارتها في صنعاء في ضوء ما تشهده العاصمة اليمنية من معارك لاستعادتها من براثن الحوثيين. ومقاومة الميليشيات الانقلابية في مدينة الحديدة تظهر من خلال التقدم الميداني الملحوظ والمتسارع للجيش الوطني اليمني المدعوم باسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة، وهذا يعني أن المناهضة الشعبية ضد الحوثيين أخذت تسيطر على المدينة، وأن الهزيمة النهائية المرتقبة التي ستمنى بها الميليشيات الحوثية مرتبطة بعامل زمني قصير، فهزائمها المتعاقبة في سائر المدن اليمنية ظاهرة للعيان. لقد استكمل الجيش اليمني سيطرته على مدن الخوخة وحيس وزبيدة، وبدأت الانتفاضة الشعبية العارمة بالظهور ضد الميليشيات الحوثية التي بدأت تشعر بخوف وهلع كبيرين في أعقاب التقدم المستمر الذي يحرزه الجيش اليمني في عدد من المدن اليمنية بما فيها الحديدة، فالشارع اليمني آخذ في الغليان تحت أرجل الميليشيات الحوثية الارهابية التي لم تعد قادرة على مواجهة ارادة الشعب اليمني المتصاعدة ضد بطشها وجبروتها وتسلطها على مقدرات اليمنيين. الانتهاكات الحوثية التي تمحورت في محاولات اغتيال بحق أنصار الرئيس صالح بعيدا عن وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية، بعد حجب مواقع الاتصال الاجتماعي في اليمن للحيلولة دون اكتشاف تلك الانتهاكات لم تمنع الاحتجاجات الشعبية الهائلة التي احتدمت في الشارع اليمني للاعلان عن شجبها واستنكارها ورفضها لكل العمليات الانقلابية الجائرة ضد ارادة الشعب القوية وضد حرية اليمنيين وكرامتهم ومطالبتهم بعودة الشرعية المنتخبة الى بلدهم. وتلك الخسائر الكبرى للميليشيات الحوثية تزامنت مع انسحاب المستشارين العسكريين الايرانيين من مدينة الحديدة، وتزامنت كذلك مع سحب الموظفين من السفارة الايرانية بطهران، فأصبح المشهد واضحا أمام أعين اليمنيين وأعين العالم بأسره، فالارهاب الممثل من قبل أولئك الانقلابيين والممثل من قبل أذنابهم وأعوانهم في طهران آخذ في الانحسار، فالهزائم تظهر بجلاء من خلال انكسار تلك الميليشيات وانكسار النظام الايراني، والمنتصر في نهاية الأمر هي ارادة الشعب اليمني التي حاول أولئك الارهابيون القفز عليها وتهميشها من خلال سيطرتهم على مفاصل الجسد اليمني الذي انتفض في وجوه أولئك الطغاة ليعلن الشعب اليمني عن انتصار حقوقه المشروعة وعودة الشرعية اليه.