علقت كثير من الصحف العالمية أمس الخميس على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك. وفي إطار جولة في هذه الصحف، ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية الشهيرة في عددها الصادر أمس: «إعلان دونالد ترامب لنقل السفارة واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل يمزق فصلا باليا في كتيب السياسة الخارجية الأمريكية». وأضافت الصحيفة: «وصف ترامب هذه الخطوة بأنها تأكيد طال انتظاره للواقع، وإن ذلك يمكن أن يدفع عملية السلام. وبالتأكيد سوف يغير هذا القرار قواعد اللعبة في العملية المتجمدة، ولكن هناك أهمية أكبر لعاملين آخرين وراء هذه الخطوة؛ فمن خلال هذه الخطوة الخطيرة ينفذ ترامب وعدا انتخابيا ويصدر إشارة في الوقت ذاته بأن العلاقة مع اسرائيل أكثر أهمية بالنسبة له من التوصل إلى اتفاق للسلام في الشرق الأوسط». وذكرت صحيفة «إل باييس» الإسبانية في عددها الصادر أمس: «الرئيس دونالد ترامب تخلى مجددا عن أي حذر وقرر الهجوم مجددا من خلال إيماءة موجهة لمعظم ناخبيه الراديكاليين». وتابعت الصحيفة الإسبانية: «دون الإنصات إلى التماسات ونداءات زعماء سياسيين ودينيين من كل أنحاء العالم، يستفز ترامب المجتمع الفلسطيني على هذا النحو علانية، وبذلك يستفز كل العالم العربي في الشرق الأوسط». من جانبها، قيّمت صحيفة «لا مونتان» الفرنسية في عددها الصادر الخميس النهج الفردي لترامب بأنه يهدد السلام، وكتبت الصحيفة: «إنه نصر حقيقي للمتشددين في واشنطن». وأضافت: «ترامب يلعب لعبته في طريق فردي، ويمارس سياسة الأحادية التي تعد علامة مميزة لفترة رئاسته. ويضيف ترامب علامة استفهام ضخمة أمام مساعي السلام في الشرق الأوسط، التي كانت في وضع سيئ للغاية». وحذرت صحيفة «افتونبلاديت» السويدية من خطر المزيد من العنف بعد قرار ترامب، وذكرت: «في أسوأ الأحوال يمكن أن يؤدي اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى المزيد من العنف. ويعني ذلك على أي حال أن الأمل الصغير نحو تحقيق السلام الذي كان لا يزال هناك، بات أضعف حاليا». وأبانت الصحيفة: «ستفقد الولاياتالمتحدةالأمريكية نفوذها بالمنطقة. وستدفع الولاياتالمتحدة ثمنا باهظا مقابل الوعد الانتخابي لترامب، ولكن الثمن بالنسبة للشرق الأوسط أكبر». وفي هذا السياق، أشارت صحيفة «كوميرسانت» الروسية في عددها الصادر أمس: «هذه الخطوة الجديدة لترامب التي لم يجرؤ على اتخاذها أي رئيس في التاريخ الأمريكي، يمكن أن تستتبعها عواقب وخيمة لصورته وسياسته في العالمين العربي والإسلامي. يمكن أن يعني ذلك أيضا الإخفاق النهائي لعملية السلام في الشرق الأوسط». وأكدت الصحيفة: «وفي الوقت ذاته يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقوية إيران، التي ترى فرصة جديدة في ذلك لتعتبر نفسها الحامي الرئيسي للفلسطينيين». وتناولت صحيفة «ماجر إيدوك» المجرية إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل بمحاولة للتوصل لمنطق وراء ذلك، وكتبت الصحيفة في عددها الصادر الخميس: «غالبا ما يكون من الصعب للغاية التوصل لمنطق وراء قرارات ترامب، ولكن دعونا نقوم بمحاولة: الرئيس الأمريكي يقف بلا شرط إلى جانب إسرائيل، وهو على الأقل غير منافق ولا يدعي مدى تعاطفه مع الفلسطينيين -فهو لا يشعر بأي شيء تجاههم على الإطلاق- ولا يلعب دور النزيه -هو ليس كذلك- ولا يتصرف أيضا وكأنه سانتا كلوز الذي لديه اتفاق سلام في حقيبته- عفوا، فهو ليس لديه أطفال». وأوضحت الصحيفة المجرية: «السلام ليس ممكنا -نستمر في اتباع المنطق ذاته- لأنه حتى في المسائل الجوهرية لا يوجد حل. الحل هو أنه لن يكون هناك حل». ورأت صحيفة «بوليتيكن» الدنماركية أن قرار الرئيس الأمريكي خطير، وذكرت في عددها أمس: «قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يفتقد العقلانية والمنطق، ترامب يسهم مجددا في إقامة عالم يفتقد الاستقرار بشكل أكبر».