حرصت المملكة دائما على دعم التضامن الإسلامي بكل صوره وأساليبه وأهدافه السامية المتمحورة في العمل من أجل رفع شأن المسلمين وتوحيد كلمتهم وصفهم لمواجهة التحديات التي تحاك ضد الأمة الإسلامية من أعدائها، وفي ضوء ذلك فانها نادت في كل محفل بأهمية احتواء ظاهرة الإرهاب والحد من تفاقمها والحيلولة دون سريان أخطبوطها داخل المجتمعات البشرية. وقد هددت إيران بانسحابها من اجتماعات الدول الإسلامية التي عقدت مؤخرا في كراتشي بحجج واهية وغير منطقية وكان الرد بأنها تستبعد انضواء أي كيان تحت لوائها إذا ما استمر في دعم الإرهاب ودعم تنظيماته في كل مكان، وإيران متهمة بضلوعها في ارتكاب مجازر إرهابية وقد صنفها المجتمع الدولي بأنها الراعية الأولى للإرهاب في العالم، وليس من المنطق أن تكون عضوًا فاعلًا في أي اجتماع إسلامي. والتحركات الإيرانية في المنطقة لا تعتريها الشبهة فهي واضحة تماما وتتجلى في دعم النظام الإيراني لحزب الله الإرهابي في لبنان حيث عينه ممثلا له في المنطقة، ودعمه للميليشيات الحوثية في اليمن من خلال تزويدها بالصواريخ الباليستية لتعتدي بها على أراضي المملكة والمدن اليمنية، وتدخله السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وكلها تحركات تجعل الشكوك تحوم من قبل كافة الدول الإسلامية عن جدوى نصرة إيران لأي عمل تضامني إسلامي. وتلك تحركات يعلن النظام من خلالها عن استمراريته في دعم ظاهرة الإرهاب في كل مكان، ويعلن من خلالها عن تصديره لثورته الدموية إلى دول المنطقة وغيرها من الدول، وقد رأى النظام في الأجواء القطرية ما يدفعه لحشر أنفه في الشأن القطري وفي شؤون الدول الخليجية، والتعاون القطري الإيراني يشكل خطرًا داهمًا على دول مجلس التعاون الخليجي ويشكل خطرًا أيضا على بقية دول المنطقة. وقد وقفت المملكة بحزم وعزم تجاه تلك التحركات الواضحة ونادت بأهمية احتواء الخطر الإيراني الذي لا يهدد دول المنطقة فحسب، بل يهدد الأمن والسلم الدوليين من خلال تصعيده لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ورفضه الاستجابة لكل القرارات الأممية ذات الصلة بهذا الشأن وبغيره من الشؤون التي تدل على انتهاكه لحقوق الإنسان وانتهاكه لحق الدول في الأمن والاستقرار والسيادة. إن من الخطأ الذريع أن يتمسح النظام الإيراني بالإسلام لتمرير جرائمه الفظيعة ضد كثير من الدول، فهو يدعم الإرهاب في وقت يتشدق فيه بدفاعه عن القضايا الإسلامية، وتلك مناورة سياسية مكشوفة، فتسييس الإسلام من أجل الحصول على مكاسب سياسية لن يجدي النظام الإيراني، فأسلوبه المشين هذا أصبح واضحًا للعيان، وهو مرفوض من كافة دول العالم قاطبة. التضامن الإسلامي المنشود الذي تعمل الأمة الإسلامية لتحقيقه على أرض الواقع لمواجهة التحديات المحدقة بها لا يمكن أن يقبل بعضو إرهابي بين صفوفه، وقد أعلنت الدول الإسلامية بوضوح من خلال محفلها الأخير رفض أساليب النظام الإيراني الغارق في بؤر الإرهاب والذي مازال عن سابق اصرار وترصد يدعم كل أشكال الإرهاب ومسمياته وتنظيماته المنتشرة في أنحاء متفرقة من دول الشرق والغرب.