ما صرح به معالي وزير الثقافة والإعلام من أن النظام الإيراني نقل ظاهرة الإرهاب من عمل فردي إلى عمل مؤسسي هو تصريح صائب وسديد، ذلك أن أدلجة الدين الإسلامي واستخدامه كغطاء وذريعة لتمرير ممارسات النظام الإرهابية داخل إيران وخارجها يوحي للوهلة الأولى بأنه ماض لتسييس الإسلام تحقيقا لمكاسب سياسية تبدو واضحة للعيان تماما، فالنظام منذ نشأته وهو يرعى الإرهاب في كل مكان ويمده بكل دعم تحقيقا لتلك المكاسب وتحقيقا لبسط نفوذه على دول المنطقة. ويبدو أن النقل الذي أشار إليه معاليه يتوافق تماما مع تصدير الثورة الإيرانية الدموية إلى كل مكان لزعزعة أمن واستقرار وسيادة المجتمعات البشرية ونشر الدمار والخراب والفتن والحروب والطائفية داخل ربوعها، ولابد في هذه الحالة من تحرك عربي وإسلامي ودولي لكبح جماح الإرهاب الإيراني ووقفه عند حدوده في ضوء الخطط الاستراتيجية الدولية الموضوعة لمكافحة الإرهاب، ودور الإعلام في كشف تلك الظاهرة وكشف من يروج لها هو على غاية من الأهمية والحيوية. ولاشك أن الحرب على الإرهاب متعددة المسارات والاتجاهات والأهداف غير أنها في مجملها تحارب صناعة هذه الظاهرة، وليس بخاف ما يمارسه النظام الإيراني من متاجرة بالقضية الفلسطينية بما يستوجب المواجهة الإعلامية المضادة لهذا التوجه الشائن، كما أن الوصفة التي طرحها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لمواجهة الإرهاب والمتمحورة في التضامن العربي المنشود تمثل أهم الوصفات وأجداها، فالمواجهة الجماعية لا الفردية من جانب دول المنطقة تحديدا سوف تؤدي إلى احتواء شرور تلك الظاهرة الخبيثة والعمل على اجتثاثها من جذورها. وقد أشاد علماء الإسلام بأهمية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وتلك وسيلة ناجعة للخلاص من تلك الآفة التي عانت منها المجتمعات العربية والإسلامية والدولية الأمرين، فالتحالف المنسجم مع رؤية سمو ولي العهد للمواجهة هو أسلوب يمثل النهج الصائب لحلحلة تلك الظاهرة ومحاربة رموزها في كل مكان حفاظا على أمن واستقرار وسيادة دول العالم قاطبة. ما عاد العمل الفردي يجدي نفعا في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته وأهدافه الشريرة، فلابد للقضاء عليه من تضامن شامل يدفع دول العالم بأسرها لاتخاذ مواقف حازمة وشديدة لدحر هذه الظاهرة ووقف زحفها الأخطبوطي على كثير من دول وشعوب المعمورة، فالتضامن في هذه الحالة وسيلة من أهم الوسائل لملاحقة الإرهابيين واجتثاث ظاهرة الإرهاب أينما وجدت. الخلايا النائمة لتلك الظاهرة تظهر بين حين وحين لتفجر المساجد وتخرب المنجزات الحضارية وتقتل الأبرياء وتنشر الرعب والفزع والدمار بين البشر، وتلك خلايا لا يمكن احتواء أساليبها العدوانية إلا بالتضامن المنشود الذي طرحه سمو ولي العهد، وقد حان الوقت لاتخاذ مواقف جماعية من كافة شعوب العالم لمحاصرة تلك الآفة والخلاص منها انقاذا للبشرية من شرورها وويلاتها وخططها التدميرية.