تشديد رئيس اتحاد البرلمان العربي في حوار أجرته (اليوم) معه ونشر في عددها الصادر أمس، على دور المملكة المحوري في المحافظة على أمن واستقرار العالم العربي، يستند إلى مجموعة من الأسس الحيوية، لعل على رأسها العمل الدؤوب على خدمة قضايا الأمة العربية، والسعي لمواجهة التحديات التي تحدق بها، من خلال إفشالها لمخططات التنظيمات الإرهابية وابعادها عن ظاهرة الإرهاب. وقد نادت المملكة دائما بأهمية تضافر الجهود؛ لمواجهة خطر الإرهاب واحتوائه وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا من خلال إنشاء الإستراتيجيات الدولية الموحدة؛ لاستئصال تلك الظاهرة الشريرة من جذورها، وإزاء ذلك فإنها ترجمت هذا التوجه عمليا بإنشائها للتحالف الإسلامي العسكري؛ لمحاربة الإرهاب، الذي يضم 51 دولة عربية وإسلامية ودعت لاستضافة القمة الخليجية العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض لذات الهدف. ولمكافحة تلك الظاهرة الخبيثة، فإنها أنشأت مركز «اعتدال» وأنشأت التحالف العربي لاستعادة شرعية اليمن، وقد أعاد التحالف للأمة العربية هيبتها وكرامتها والوقوف ضد كل من يهدد أمنها واستقرارها ومقدرات شعوبها ومحاولة التدخل في شؤونها الداخلية كما هو الحال مع النظام الإرهابي في طهران. ومن المعروف أن أطماع إيران في المنطقة ليست جديدة في حد ذاتها فلها جذور تاريخية ممتدة، وما زالت تصدر ثورتها الدموية الى العديد من البلدان الخليجية والعربية، وقد وقفت المملكة بالمرصاد لتلك الأطماع وللتدخلات الإيرانية السافرة في شؤون المنطقة الداخلية، ورفضها القاطع لدعم الإرهابيين، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، ومساعي المملكة في هذا الصدد أدت إلى تحجيم الدور الإيراني المتسلط في المنطقة. وانسجاما مع هذا الأساس الحيوي الذي يعد محورا من محاور مكافحة الإرهاب فقد أعلنت الإدارة الأمريكية مؤخرا عن توجهها بتصنيف الحرس الإيراني منظمة إرهابية؛ لضلوعه بدعم الحركات الإرهابية في المنطقة العربية وغيرها من المناطق. والتدخلات الإيرانية السافرة في كثير من الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية أضحت غير خافية على أحد، فهاهي بين حين وآخر تحاول العبث بأمن البحرين واستقراره من خلال بث سمومها عبر عملائها للقيام بممارسات تخريبية وتدميرية، وهاهي تمد الإرهابيين الحوثيين في اليمن بالصواريخ البلاستية وغيرها من الأسلحة لشن اعتداءاتهم الغادرة على المدن اليمنية والحدود مع المملكة، وهاهي تنصب حزب الله الإرهابي ممثلا لها في المنطقة ليعيث فسادا وخرابا ونشرا للإرهاب. ما زالت المملكة تلعب دورا حيويا وهاما؛ لاستئصال ظاهرة الإرهاب في أي مكان، بالتعاون المثمر مع كافة دول العالم المحبة للأمن والاستقرار والسيادة، وما زالت تحبط سلسلة من الأعمال الإرهابية داخل حدودها وخارجها، تمشيا مع سياستها الواضحة والمعلنة بنشر الأمن والاستقرار في كل أصقاع المعمورة، والعمل مع المنظمات الدولية لاحتواء تلك الظاهرة الشريرة.