أجمعت الدول الخليجية والعربية والاسلامية في القمة التي عقدت في الرياض مؤخرا وشارك فيها الرئيس الأمريكي الذي اختار الرياض لتكون المحطة الأولى لزياراته الرسمية بعد دخوله البيت الأبيض على أن ايران تشكل رأس حربة في عدائها للاسلام والعرب، وقد كان واضحا في الكلمتين الضافيتين في افتتاح القمة لخادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس الأمريكي أن إيران على رأس قائمة الارهاب في العالم. هذا الاجماع كان متوقعا من زعماء الدول العربية والاسلامية التي حضرت القمة وعددها أكثر من 55 دولة بدعوات من القيادة السعودية الرشيدة، غير أن دولة قطر كعادتها خرجت عن هذا الاجماع وأبت الا أن تخالفه بتأييدها المطلق والواضح للنظام الايراني الذي عرف منذ عهد الخميني حتى اليوم بمعاداته الواضحة للعقيدة الاسلامية السمحة، وضلوعه الواضح مع التنظيمات الارهابية لزعزعة استقرار وأمن دول المنطقة. هذا الخروج يشكل في حد ذاته وصمة عار في جبين السياسة القطرية ولا يخدم بأي شكل من الأشكال وحدة الصف العربي ولا يخدم فكرة التضامن الاسلامي المنشود التي طالما نادت به قطر في وسائل اعلامها، وهذا الخروج يدعو للأسف فعلا، ذلك أن المملكة وسائر الدول العربية والاسلامية مازالت تواجه الخطط الايرانية الساعية للتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وبث الارهاب داخل صفوفها. وقطر بهذا الخروج وهذا التأييد المطلق للنظام الايراني الارهابي تخرج عن التوجه العام لارادة الدول العربية والاسلامية، وقد استنكرته كافة دول العالم بما فيها الدول العربية والاسلامية التي شاركت في قمة الرياض الأخيرة، ويمثل هذا الخروج خرقا للاجماع العربي الشامل، ولن تستفيد منه قطر بأي حال من الأحوال فهو يمثل التأييد الواضح لايران، ومن ثم التأييد الواضح لكل التنظيمات الارهابية. لقد حاولت ايران ومازالت تحاول العبث بأمن واستقرار دول المنطقة من خلال تدخلاتها السافرة في الشأن السوري والعراقي واليمني، بل انها وراء كل العمليات الارهابية التي حدثت في دول المنطقة مثل المملكة والبحرين والكويت، فهي ضالعة في الارهاب ومؤيدة له، وتأييد قطر لهذا التوجه الايراني المرفوض عربيا واسلاميا ودوليا يعني بصريح العبارة تورطها المكشوف مع سائر التنظيمات الاجرامية التي مازالت تعيث فسادا وخرابا في عدة دول. وما استنكار دول العالم قاطبة لهذا التأييد القطري للتوجهات الايرانية المرفوضة الا حالة طبيعية كان لا بد أن تطفو على السطح ويدركها العالم كله ويقف على تداعياتها الخطيرة، فهو استنكار طبيعي يأتي في أعقاب مؤتمر عربي اسلامي أمريكي ندد بالتوجهات الايرانية الاجرامية لزعزعة استقرار وأمن الدول الخليجية والعربية، وكان لا بد من اعلانه أمام كافة وسائل الاعلام لما له من خطورة بالغة على الاجماعين العربي والاسلامي وعلى الاجماع الدولي أيضا. ولا ندري الى أين تسير السياسة القطرية في المستقبل، فهي بهذه الخطوة الموغلة في الخطأ تنم عن عدائها للأمتين العربية والاسلامية وخروجها الواضح عن الاجماع العربي والاسلامي والدولي، وهو خروج لا مبرر له، ولا يمكن تفسيره الا بضلوع قطر الواضح مع ايران لزعزعة أمن المنطقة وسلامتها واستقرارها وسيادتها.