الأفكار الخلاقة لها فاعلية المغناطيس في استدعاء العقول النابهة، واستقطاب الكفاءات المتميزة، ودفعها للانخراط في مشاريعها وتطلعاتها. والملكة رانيا عقيلة جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية شخصية فاعلة على الصعيد الثقافي والإنساني والإبداعي عالميًا، وهي إحدى أبرز الشخصيات النسائية المؤثرة دوليًا، وقد كانت لها كلمة فارقة لدى مشاركتها مؤخرًا في أحد ملتقيات منتدى (مسك العالمي) في العاصمة الرياض، عندما قالت: «سعيدة بوجودي معكم اليوم، وسماء المملكة مضاءة برؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، تلك الرؤية الجريئة التي تحمل تقديرًا ودعمًا للابتكار والعلوم، وفرصًا للشباب...»، وهي كلمة بالغة الدلالة والعمق، حيث تتحدث جلالتها عن سماء المملكة وليس أرضها، بمعنى أنها تنظر لهذه الرؤية على أساس أنها عملية إقلاع إلى فضاءات أوسع وأشمل، وأكثر انفتاحًا على عوالم التقنية والابتكارات، وربما تأتي أهمية هذه الكلمة التي ألقتها الملكة في المنتدى الذي يتفرغ كلية لرسم معالم الطريق الحضاري لهذه الرؤية، ويسخر كافة الطاقات والإمكانيات من أجل تحويلها إلى واقع، نقول: ربما تأتي أهميتها من أنها تعكس وجهة نظر إحدى أهم الشخصيات الاعتبارية في الأردن الشقيق، وهو الذي ترتبط معه الرؤية عبر تقاطعات عديدة، أقربها مشروع (نيوم) الذي يجمع المملكة بالأردن ومصر، لذلك عندما تأتي الحفاوة بالرؤية السعودية بهذا الحجم، فهذا يعني أن أصداء الرؤية العملية، وإرهاصاتها قد سجلت ما يكفي من الحضور عند الآخرين، وبالتحديد أولئك الذين عُرِفوا بدعمهم للأفكار الجديدة، التي تصعد إلى الأحلام، لتهبط بها وتخلق منها المشاريع الواعدة على أرض الواقع، وموقف الملكة هو موقف كل العرب الحالمين بالغد الأفضل الذين يثمنون عاليًا رؤية سمو ولي العهد الذي خرج من إطار الفكر التقليدي إلى فضاء الحلم القابل للتحقيق، إيمانا بمكتسبات شباب الأمة، والذين أثبتتْ التجارب أنهم يمتلكون كل أدوات الفكر الخلاق متى ما أتيحتْ لهم الفرصة بدليل نجاح كل من انصهر منهم في المؤسسات الغربية، وثبت أن كل ما ينقصهم لإبراز إبداعهم هو البيئة التحفيزية الحاضنة القادرة على تفجير ملكاتهم، وصوغها على هيئة عقود من المشاريع العملاقة، وهذا ما استدعى هذه الأصداء الإيجابية لرؤية سموه.