أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أن المملكة تُجري مُحادثاتٍ مع أكبر الشركات في العالم لتطوير تقنياتٍ من شأنها أن تُعزِّز سبل العيش في «نيوم» المدينة التي سيتم بناؤها على البحر الأحمر، وتبلغ تكلفتها 500 مليار دولار. وأضاف سموه ل «بلومبرغ» أمس الأول في الرياض: نحنُ نريد أن تكون «نيوم» نفسها، هي أول وأهم روبوت في «نيوم»، نريدها أن تكون الروبوت رقم واحد. كل شيء سيكون مُتصّلا بالذكاء الاصطناعي، كل شيء متصلا بالإنترنت. وأوضح سموه أن هناك شركات تعتبر من بين أهم الشركات في العالم، تريد أن تقوم بمشاريعها الجديدة في «نيوم»، وسنسمع الكثير من الأمور في عام 2018، وربما في 2017. وقال سموه: أعتقد أن المدينة سيتم افتتاحها في عام 2025. مؤكدا انه سوف تكون القوانين السيادية ضمن إطار القانون السعودي، مثل الدفاع، والأمن الوطني، ومكافحة الإرهاب والتهديدات المماثلة، والسياسة الخارجية، والقوانين التجارية وغيرها ستخضع لإطار قوانين خاصة ب«نيوم» نفسها. وتاليا نص المقابلة مع الأمير محمد بن سلمان: «بلومبرغ»: هناك العديد من الأسئلة حول المُسمى، حيث كان اسمها Pulse (نبض) في بداية الأمر ؟ ولي العهد:كان اسم نبض في الوثائق فقط. وللمضي في الإجراءات، احتجنا إلى وضع اسم مؤقت. لذا اخترنا هذا الاسم عشوائياً. وبعد ذلك، كنا نعمل على الاسم النهائي. كانت هناك أفكارٌ عدة، وكان هناك عدم موافقة من البعض. لم نُرد تسمية المشروع باسم عربي أو لاتيني أو أي اسم من أي لغة أخرى، لأن المشروع يُمثل قفزةً حضارية للإنسانية. لذا يجب ألا يكون الاسم من أي حضارة محددة. كانت هناك أسماء لاتينية وعربية مناسبة، فكان القرار صعباً. أقمنا ورشة عملٍ وقررنا أخذ الحروف الأولى من الأسماء المُقترحة والحروف الأولى من القطاعات الرئيسية ومحاولة وضعها في عبارة ملائمة. فتوصلنا إلى «نيو- مستقبل». «نيو» كلمة لاتينية تعني «جديد» ومستقبل من اللغة العربية لتصبح «نيوم». ولكن الحروف تُمثل أيضًا جميع القطاعات والأسماء. فكلمة «نيو» تعني جديد، ولكن على سبيل المثال الحرف E يُشير إلى كلمة ترفيه، وحرف M يرمز إلى الحركة، وحرف L يرمز إلى قابلية العيش. ولكن عبارة مستقبل-جديد «نيو-مستقبل» هي عبارة طويلة أيضًا، لذا اختصرناها إلى «نيوم». كانت هُنالك أمثلة. ولكننا لم نكن نُريد أن نخرج بشيء ليس ذا معنى. وباختصار، كلمة «نيوم»، تُعطيك إحساسًا بأنها تحمل اسما للمستقبل. وتشعر أن «نيوم» هي اسم من الفضاء الخارجي. «بلومبيرغ»: هل لك أن تشرح لنا الجدول الزمني للمشروع من حيث متى تتوقع اكتمال المرحلة الأولى أو متى ستباشرون بالبناء؟ ولي العهد: لقد بدأنا بالتخطيط، حيث طرحت الفكرة في عام 2015م في أول اجتماعٍ مع فريقي الجديد، وذلك أننا نحتاج إلى عاصمةٍ تجارية واقتصادية. ولقد خطر في ذهني أننا نملك موقعًا مميزًا في شمال غرب السعودية، وذلك للأسباب التي ذكرتها. ومن ثم، دخلنا في نقاشاتٍ حتى الأشهر الأولى من العام 2016م، عندما شكلنا مجلسا تأسيسيا تحت رئاستي، وأنشأنا مكتبا تأسيسيا. وهو إدارة عمليات التنمية. وكان المقصد من هذا المكتب أن يتحول إلى الإدارة بحد ذاتها. عملنا في فترة عام 2016 من أجل تأسيس هذا المكتب وبناء الاستراتيجيات، والرؤى، والأهداف، وبدأنا في طرح الأفكار. ما هي الخسائر وما هي التسريبات التي نعانيها في اقتصادنا وكيف لنا أن نعيدها؟ وكيف ننافس؟ وأخيرًا، توصلنا إلى تسعة قطاعات، بعضها كانت تقليدية والبعض الآخر قطاعات جديدة. ولكن حتى القطاعات التقليدية، كُنا نريد أن نُقدمها بطريقة تبين أنها ثورية وجديدة. على سبيل المثال الترفيه، ستكون هُنالك أفكار استثنائية تمامًا. اليوم نحنُ نتحدّث مع الكثير من شركائنا الخُبراء لتطبيق هذا على أرض الواقع. وحقيقة هذا أمر استثنائي سيُغيّر مِنْ قطاع الترفيه، ونفس الأمر ينطبق على طريقة العيش. هُنالِك فرص لا تُحصى في مجالات النقل والصحة والتموين. وعلى سبيل المثال، لن يكون هنالك أسواق سوبرماركت، أبدًا. لن يذهب الناس لشراء المنتجات لمنازلهم، فكل شيء سيأتيك في منزلك باستخدام التكنولوجيا. وسيكون التسوّق للترفيه، لن يكون لمجرّد شراء المنتجات. وسيكون للحياة وسائل عديدة، وسائل متعلقة بالصحة والتموين والتعليم والنقل والأراضي الخضراء والتصميم، والكثير من الوسائل. نحنُ نريد أن تكون «نيوم» نفسها، هي أول وأهم روبوت في «نيوم»، نريدها أن تكون الروبوت رقم واحد. كل شيء سيكون مُتصّلا بالذكاء الاصطناعي، كل شيء متصلا بالإنترنت. وسيكون ملفك الطبي متصلاً بجهازك المنزلي وسيارتك ومرتبطا بعائلتك وملفاتك الأخرى. وسيطوّر النظام نفسه في كيفية توفير أفضل الأشياء لك. اليوم نجد أن كل خدمات التخزين السحابي المتاحة مُنفصلة عن بعضها البعض، ففي السيارة هي قائمة بذاتها، وساعة آبل قائمة بذاتها، كل شيء قائم بحد ذاته. في «نيوم» كل شيء سيكون متصلًا بالآخر. ولذلك لن يكون بمقدور أحد العيش في «نيوم» أو زيارتها دون الحصول على تطبيق «نيوم» الذي سيكون لدينا في ذلك الوقت. ولذلك سيكون أول روبوت في «نيوم» هي «نيوم» نفسها. وهنالك الكثير من الأمور المتعلقة بقابلية العيش، يُمكن لأي شخص أن يجلس ويتخيّل. وهناك العديد من الشركات الهائلة، تعتبر من بين أهم الشركات في العالم، التي تريد أن تقوم بمشاريعها الجديدة في «نيوم» للاستفادة من هذه الفرصة. وتلك التي كانت على منصة المسرح بالأمس ما هي إلا مثال بسيط جدا. سنسمع الكثير من الأمور في عام 2018، وربما في 2017. الترفيه لن يكون اعتياديًا والمعيشة لن تكون اعتيادية أيضًا. وما نحاول تحقيقه فيما يتعلق بالنقل، على سبيل المثال، هو إيصال الحاويات الموجودة في المصانع إلى الميناء وإلى السفن دون الحاجة إلى أي تدخل بشري. ولكن كيف يمكنك تصميم مدن صناعية بحاوياتٍ بإمكانها الوصول إلى السفن ومن ثم نقلها إلى المستودعات وخلق الامدادات وخفض التكاليف، سيكون الأمر أشبه بما هو مطبّق في المطارات. وهناك ما يكفي من حركة المرور وما يكفي من المال. نحن نحاول ان نحدث تغييرات.. ولقد قمنا بهذه الاختيارات بعناية فائقة للتأكد من الحصول على حصة قوية فيها وإحداث فارق. ولم نكن لنعلن عنها لو لم يكن لدينا المال.. الطلب والشركاء.. وسيكون هناك العديد من المفاجآت. «بلومبرغ»: هل يمكنك أن تعطينها فكرة عن الشركات التي تتحدث عنها؟ نحن نعلم جميعًا ما الشركات الأكثر ابتكارًا في العالم. ما الشركة التي ستكون ممثلًا ل«نيوم»؟ ولي العهد: هل تقصد كفريق واحد؟ «بلومبرغ»: ما الشركات التي نتحدث عنها. من الذي سيقوم بعمليات التوصيل إلى السكن؟ من الذي يملك القدرة على تصميم وسائل نقل لا متناهية؟ من الذي يملك القدرة على إنشاء مجتمع قائم على تطبيقات الكترونية؟ ولي العهد: نحن نتفاوض مع الجميع. ونتفاوض مع شركة «أمازون»، فأعضاء الشركة مُنخرطون معنا في العمل، ولكننا لم نصل بعد إلى اتفاقٍ نهائي. ونتفاوض أيضًا مع مجموعة شركة «علي بابا»، وهم مُنخرطون أيضًا في العمل، ولدى كلتا الشركتين أفكار عظيمة من شأنها أن تجعل من مشروع «نيوم» مُختلفًا. وليس بإمكانهم سوى تطبيقها على مشروع «نيوم» وذلك لأنهم يرغبون بوضع بصمتهم على المشروع. وأما فيما يخص التنقلات، فإن لدينا ارتباطا وثيقا مع شركة «إيرباص» وغيرها من الشركات الأخرى. ولذلك فإن لدينا «سيرًا ذاتية» للعديد من الأشخاص البارزين حول العالم والمنُخرطين في هذا المشروع والمُهتمين بإنجاز الأمور. لدينا فريق رائع وكبير. ولدينا الآن الرئيس التنفيذي المسؤول عن الحوكمة، وهو كلاوس، ولدينا فريقً تملؤهُ الكوادر يعمل تحت إدارته. البعض منهم قُمنا بتعيينه قبل ستة أشهر أو عامٍ واحد، وهم من الطراز العالمي. والآن يضم مجلس الإدارة لدينا اشخاصًا مُحترفين وجيدين. وأقوم أنا بقيادة هذا المجلس. ولدينا أيضًا المجلس الاستشاري. إذ يضم المجلس الاستشاري هذا الآن أكثر من مائة شخص. ولدينا أسماءٌ بارزةٌ أيضًا، بل وبارزة جدًا، والعديد منهم حاضرون معنا اليوم هاهُنا. وسنحاول أن نرفع عدد أعضاء المجلس الاستشاري ليصل إلى 300 شخص بكفاءات عالية جدًا في تلك القطاعات التسعة. «بلومبيرغ»: ولمجرد العودة إلى الجدول الزمني، هل سيتم وضع حجر الأساس في عام 2019 أم في عامٍ آخر؟ متى سيتم وضع حجر الأساس ومتى ستكون المرحلة الأولى والمرحلة الثانية للمشروع؟ ولي العهد: أعتقد أن الناس سيذهبون إلى هناك في عام 2020. سيجدون فنادق وأماكن، في عامي 2020 و2021. ولكنني أعتقد أن المدينة -والتي تُعد المشروع الرئيس- سيتم افتتاحها في عام 2025. فعلى سبيل المثال، نعمل حاليًا بوتيرةٍ سريعةٍ على أمرٍ نُسميه «خليج نيوم». لا يتمثل ذلك الأمر في المدينة، بل في الخليج المجاور لها، لكي نسمح للمكاتب والأماكن لمزاولة العمل في الموقع. ولكن عندما تكتمل أعمال المدينة، سيصبح خليج «نيوم» كبلدة هامبتونز في نيويورك في وقت لاحق. لذلك، أنا أعتقد أن خليج نيوم سيكون جاهزًا في عام 2021، ونأمل أن يكون جاهزًا قبل حلول ذلك الوقت. وفي واقع الأمر، هنالك مطارٌ بالفعل. مطارٌ مهيأٌ للأعمال فقط. «بلومبرغ»: المطار في منطقة تبوك؟ ولي العهد: في تبوك. وفي الحقيقة، اكتمل المطار خلال هذا الشهر، إنه مطارٌ جديد، ولكنه مخصصٌ فقط لموظفي «نيوم». وأنا أعتقد أننا سنبدأ بتطويره ليكون متاحًا للناس في العام المقبل، 2019. ولكنه لا يُعدّ المطار الرئيسي ل«نيوم». إذ سننشئ المطار الرئيسي ل«نيوم» بعد عام 2020. «بلومبرغ»: لقد ذكرت أن أهداف الحكومة السعودية كانت وما زالت تكمن في إحداث وظائف للمواطنين السعوديين، الأمر الذي يُعتبر هدفًا رئيسيًا بالنسبة للحكومة. كيف ترى مدى قابلية المواطنين للانخراط في مدينةٍ كمدينة «نيوم» إذا ما كانت قائمةً على الروبوتات؟، ومن وجهة نظرك، كيف سيتم توظيفهم؟ وكم عدد الذين سيتوظفون فيها؟ وحينما تنظر إلى السعودية، فستجد أن هنالك أمثلة أخرى ليست طموحةً بهذا القدر، مثل مركز الملك عبدالله المالي ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة جازان الاقتصادية، وجميعها تم الإعلان عنها في جوٍّ احتفالي كبير، ومع ذلك عانت وتعثّرت. لماذا تعتقد أن هذا المشروع سيكون ناجحًا ومختلفًا؟ ولي العهد: علينا أن نحافظ على الفصل بين واجبات المؤسسات الحكومية. لذلك فإن دور صندوق الاستثمارات العامة يكمن في توليد المال. ولذا فعندما بدأ الصندوق بالعمل وإنشاء «نيوم» فإنه قد نظر إليه من جانب التنمية والدخل. لذلك وبطبيعة الحال، سوف تقوم «نيوم» بتوليد الكثير من الأموال لصندوق الاستثمارات العامة، وهو ما سيساعد على زيادة إجمالي الناتج المحلي لدينا بشكل كبير. نحن نتحدث عن زيادة تقدر بمائة مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030م في إجمالي الناتج المحلي. وأعتقد أننا سوف نحقق أعلى من هذه الزيادة بكثير، ولكن فريقي يريد مني أن أعلن أرقامًا أكثر تحفظًا، لذا فإن الزيادة ستكون كبيرة. وبطبيعة الحال، فإنه سيتم خلق الكثير من فرص العمل. وبطبيعة الحال، سوف يجد السعوديون الكثير من فرص العمل هناك. ولكن ليس من واجب «نيوم» خلق فرص عمل للسعوديين فقط بل إن من واجبها هو أن تكون مركزًا عالميًا للجميع في العالم بأسره. لذلك فإنها ستخلق فرص عمل للسعوديين وستخلق فرص عمل للكثير من الناس في جميع أنحاء العالم. لكنها ستولد المال لصندوق الاستثمارات العامة، وسوف تذهب هذه الأموال من الصندوق إلى الحكومة السعودية، وسوف تساعد الحكومة السعودية بشكل كبير على البدء في الكثير من المشاريع وخلق أنواع مختلفة من الوظائف. لقد كان صندوق المؤسسة العامة للتقاعد يعمل على مركز الملك عبدالله المالي في الرياض لفترة معينة من الزمن. وكانت المشكلة أن مساحة المكاتب أعلى بكثير من احتياجات الرياض. فما الذي فعلناه نحن في رؤية 2030م؟ لقد جاءنا وقمنا بإعادة هيكلة المركز المالي بأكمله. وقمنا بتقليل عدد المكاتب وزيادة عدد الوحدات السكنية. لذلك فالمشروع لم يفشل. وسوف يكون المحرك الرئيسي لمدينة الرياض. وستعقد قمة الدول العشرين في عام 2020م في المركز المالي. وفي عام 2018 سوف نقوم بافتتاح المرحلة الأولى منه. لذلك فالأمر لا يشكل أي قلق بالنسبة لنا. أما بالنسبة لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فالحكومة لم تستثمر فيها. لقد تم الاستثمار فيها من قبل القطاع الخاص السعودي وعدة شركات أخرى خارج المملكة العربية السعودية. ولذلك فنحن لا نتحمل المسؤولية عن أي فشل في ذلك المشروع لأنه لا يوجد هناك أي التزامات على الحكومة تجاه ذلك المشروع. ومع ذلك، فالمشروع لم يفشل. إذ إن الميناء يعمل. وقد استأجرت المدينة الصناعية العديد من الوحدات وافتتحت عددًا من الفنادق. وأهل جدة يطلقون عليها «جدة الجديدة». وقد بدأ معظمهم بالانتقال إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ولذا فهي ليست مدينة أشباح، إنها مدينة تنمو ويوجد بها عشرات الآلاف من فرص العمل الآن. اليوم، نحن في الحكومة نتحدث مع شركة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية حول كيفية المساعدة في تنمية المدينة بطريقة أفضل. إن لديهم 45 برنامجًا نعمل عليها معهم دون أن تدفع الحكومة ريالًا واحدًا. وهذه الأهداف الخمسة والأربعين ستساعد على خلق وتيرة جديدة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. إن مدينة جازان الاقتصادية لديها مشاريع هائلة تابعة لأرامكو اليوم، ومشاريع هائلة تابعة للصينيين. ففي الزيارة الأخيرة مع الصينيين، وقع الملك سلمان بعض الاتفاقيات المتعلقة بهذا الصدد. أنا أضمن لكم أنه إذا ما ذهبتم إلى هناك بعد ثلاث سنوات، فإنكم قد تجدون أن عدد الصينيين أكثر من السعوديين. إن هذه المشاريع لم تفشل. تعتبر «نيوم» أمرا مختلفا تمامًا. فهنالك التزام من الحكومة، نحن نضع اسماءنا في السطر الأول. وقد وضع صندوق الاستثمارات العامة مئات المليارات من الدولارات في هذا المشروع. وكذلك وضع بعض المستثمرين نفس المبالغ. هنالك طلبات ضخمة وتسريبات مالية عالية نسعى إلى استعادتها. موقع مميز. وكذلك المناخ. بالإضافة إلى الوصول إلى مناطق العالم. كما تمتلك مواقع تاريخيةً. هذا المكان لا يكاد يكون موجودًا حتى في الاحلام. «بلومبرغ»: هل تشعر دبي بالقلق؟ ولي العهد: أعتقد أننا ننشئ طلبًا جديدًا، وهذا سوف يساعد دبي وكذلك المواقع المحورية الأخرى في الشرق الأوسط. لا أعتقد أن هونغ كونغ أضرت بسنغافورة أو سنغافورة أضرت بهونغ كونغ. إنهم يخلقون طلبًا جديدًا جيدًا لبعضهم البعض. هذه المنطقة، سوف تخلق طلبًا جديدًا، وليس نفس طلب دبي. هذه المنطقة سوف تساعد دبي، والبحرين، وخصوصًا الكويت. إذ سوف تصدر الكويت إلى أوروبا بشكل أسرع وأرخص من الآن وذلك عبر انابيب وسكك منطقة «نيوم» إلى مصر، شمال سيناء، ثم إلى أوروبا. إذا كنت تتذكر قبل سنة ونصف، وقع الملك سلمان مع الرئيس المصري اتفاقية بشأن منطقة حرة شمال سيناء. إن الهدف وراء توقيع اتفاقية هذه المنطقة الحرة شمال سيناء هو من أجل ربطها ب«نيوم». إذ ستحظى «نيوم» بالكثير من المنافذ، بعضها في السعودية وبعضها في مصر. ولذلك، سوف تستفيد دبي، والبحرين، والكويت، ومصر والأردن وكذلك دول البحر الأحمر والكثير من الأماكن في العالم بنفس الطريقة أو بطريقة أخرى. «بلومبرغ»: هل ستخضع هذه المدينة إلى أنظمة ومعايير مختلفة؟ ولي العهد: سوف تكون القوانين السيادية ضمن إطار القانون السعودي، مثل الدفاع، والأمن الوطني، ومكافحة الإرهاب والتهديدات المماثلة، والسياسة الخارجية. هذه الأمور ستبقى ضمن إطار القوانين الحكومية. ولكن القوانين التجارية وغيرها ستخضع تحت إطار قوانين خاصة ب«نيوم» نفسها. سوف يمنحون الحق في تنظيم كل هذه التفاصيل بالطريقة التي تخدم أهداف «نيوم». هذا شيء رائع. وعندما تنظر إلى أي مدينة حول العالم، على سبيل المثال نيويورك فسوف تجد قوانين تخدم الجميع، سواءً شركات أو أفراد، ولذلك فهم يسعون إلى وضع الأمور بالطريقة التي تُفيد الجميع. ولكن «نيوم» لا يوجد مثيل لها، فالتشريعات سوف تكون وفقًا لحاجة الشركات والمستثمرين. ولذلك سوف يأتي الناس إلى «نيوم» لثلاثة أسباب: إذا كان مستثمرا، أو يعمل في أحد المشاريع، أو سائحا، أما إذا لم يكن من ضمن هذه الأصناف الثلاثة؛ فلن يكون في «نيوم». ولذلك سوف تكون الأنظمة والتشريعات معدة بالطريقة التي تجعل النمو سريعا للغاية. تخيل معي لو كنت محافظ نيويورك وليس لديك الكثير من المطالب الشعبية، فما الذي سوف تقدمه للشركات والقطاع الخاص. «بلومبرغ»: هل يعني ذلك أن السعوديين سيتمكنون من الوصول إلى مشروع «نيوم» بكل يسرٍ وسهولة؟ ولي العهد: لن يذهبوا إلى «نيوم» وينامون على الطرقات. إذا ذهبوا إلى «نيوم»، فعليهم أن يقوموا بحجز غرفة في فندق أو أن يكون لديهم منزل أو شقة في «نيوم». «بلومبرغ»: هل بإمكانهم أن يتملكوا شقة ولو لم يكن لديهم عمل في «نيوم»؟ ولي العهد: بالطبع، ونحن نسمي هذا الأمر بالاستثمار. «بلومبرغ»: لو كنت سعودياً أو أجنبياً وأريد أن أعيش في «نيوم»؟ ولي العهد: أهلا بك وسهلاً. «بلومبرغ»: ولكن علي أن أشتري سكناً هناك؟ ولي العهد: نعم عليك أن تشتري. وذلك يعني أنك ستقوم باستهلاك الطاقة وبإنفاق المال على سلع التجزئة وعلى الترفيه. بالتالي أنت مستثمر وسائح في ذات الوقت. «بلومبرغ»: هل بإمكاني أن أستأجر في «نيوم»، أم هل بإمكاني أن أذهب للعيش هناك؟ ولي العهد: بالطبع. سيكون هنالك قوانين مختلفة. على سبيل المثال، سيتسنى لنا أن نطبق ما نسبته 98% من المعايير المُطبقة في المدن المشابهة، ولكن لن يكون بوسعنا تطبيق نسبة 2% المتبقية مثل المشروبات الكحولية. وإذا رغب الأجنبي في تناول المشروبات الكحولية، فيمكنه الذهاب إلى مصر أو الأردن. مصر على سبيل المثال، تبعد عن جزيرة تيران 3.5 كيلومتر، وتبعد عن رأس الشيخ حميد على ما أعتقد 15 كيلومتراً. إذا كنت على الجانب الأقرب لمصر، فستستغرق من الوقت دقيقتين اثنتين بالسيارة. وإن كنت في الجانب الأبعد من المدينة فستستغرق 20 دقيقة بالسيارة تقريباً. لذلك أعتقد بأن المشروع سيلبي كافة احتياجات المستثمر الأجنبي والسائح الأجنبي دون خرق أي قوانين. «بلومبرغ»: هل لك أن تخبرنا عن آخر المستجدات حول توقيت ومكان طرح الاكتتاب الأولي لأرامكو؟ ولي العهد: لقد قلناها أكثر من مرة يوم أمس، نحن على المسار الصحيح. وسيتم الطرح في 2018. وعلى ما أعتقد بأن الطرح سيكون في النصف الثاني من 2018. لا نواجه أي مشاكل. لدينا عمل كثير ولدينا قرارات كثيرة وهنالك الكثير من الأمور التي سيتم الإعلان عنها. «بلومبرغ»: هل سترغب في تمديد اتفاقية منظمة أوبك مع روسيا الدولة غير العضو في منظمة أوبك؟ ولي العهد: الكل مستفيد، سواء الدول الأعضاء في منظمة أوبك أم الدول غير الأعضاء. هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بعمل اتفاقية للمنظمة مع دولٍ من غير المنظمة فيما يتعلق بالمحافظة على استقرار سوق النفط. يزداد إيمان الكثيرين بهذه الاتفاقية يوماً بعد يوم. لأنهم رأوا النتائج بأم عينهم. لذا، فإن الجميع مهتمون باستمرار المحافظة على هذه الاتفاقية. «بلومبرغ»: إلى أي مدى تودّ تمديد هذه الاتفاقية؟ ولي العهد: مسألة التمديد، لا يمكنني الحديث عنها. لن نتحدث بشكلٍ فردي. «بلومبرغ»: ولكنكم تريدون تمديدها إلى ما بعد شهر مارس؟ ولي العهد: بالطبع. نحن في حاجة إلى مواصلة المحافظة على استقرار السوق النفطي. أعتقد بأن السوق قد تمكن من احتواء امدادات النفط الصخري الجديدة. لقد تم احتواؤها. لقد أصبحت الآن جزءًا من الواردات. نحن متوجهون الآن نحو عصرٍ جديد.