منذ أن أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، كحدث فريد، أحدث ثورة وفتح أبواب المستقبل على رؤى وأفكار ومشروعات حلم بها ليس أبناء المنطقة ولكن العالم، «نيوم» الذي أضحى حديث العالم، شغل الجميع من أبناء هذا الوطن وكان للمثقفين والمبدعين رؤيتهم وأملهم وتوقعاتهم في أن يكون للثقافة والإبداع مساحة في هذا الحدث الكبير والحلم الذي انطلق ليتحقق. عن «نيوم» كحدث ثقافي وإبداعي تحققه النهضة الصناعية والتقنية والسياحية، كانت تلك الآراء لمجموعة من مثقفي المملكة، شاركوا برؤيتهم وأملهم في نيوم المستقبل: مزايا سياحية يرى القاص جمعان الكرت أنه بحسب التفاصيل التي قدمت عن مشروع نيوم يتضح أن هذا المشروع يأخذ أبعادا اقتصادية وصناعية وحضارية واجتماعية وإعلامية وثقافية، إذ أن موقعه يؤهله لربط ثلاث قارات، آسيا وإفريقيا واللتين عليهما ينفذ، وقريبا من القارة الأوروبية بمعنى أن تواجده في هذا المكان سيحقق التقارب الثقافي بين مختلف الأجناس والأديان والثقافات واللغات، كما يضم المكان مواقع أثرية ضاربة في القدم أي ستكون مزارا سياحيا وثقافيا للتعرف على الحضارات القديمة جدا ويزيد من أهمية المكان المزايا السياحية سواء في الشواطئ أم الجزر أم الجبال والسياحة في نظر الكثيرين نافذة ثقافية يطلع الزوار خلالها على الثقافات ومما شمله الشرح أيضا صناعة الإعلام من خلال التعريف بالنهضة التي تشهدها بلادنا في كافة الجوانب «نيوم» مشروع المستقبل الذي ننتظر أن ندخل من خلاله إلى العالم المتقدم وخصوصا في الاستثمارات الصناعية بأحدث التقنيات. العالم الجديد ويضيف الأكاديمي والشاعر أحمد قران قائلا: كل الذين يتطلعون إلى المستقبل بكل فئاتهم وتخصصاتهم وتوجهاتهم ينظرون إلى هذا المشروع العملاق بروح التفاؤل والفرح، ذلك لأن هذا المشروع لن يقتصر على بناء اسمنتني بل سيكون بناء الإنسان أولوية لهذا المشرع الذي سينقل السعودية إلى مراحل جديدة وحياة جديدة، ولن يكون اقتصاديا بحتا ولا ترفيهيا بحتا بل سيكون فضاء ثقافيا وفنيا وتقنيا يحول العادات والتقاليد السعودية إلى ثقافة عالمية.. سيكون المثقف بكل تخصصاته جزءا من بنية هذا المشروع الذي لن يقتصر على شريحة دون أخرى، وسيعطينا حضورا عالميا ومشاركة عالمية في بناء الإنسان والمساهمة في حضارة العالم الجديد وعمارة الأرض. الفن والفلسفة ويقول الكاتب والمترجم بندر الحربي: بمجرد أن سمعت بمشروع «نيوم» تذكرت سمات الإبداع الإنساني الثلاث التي وجدها مؤلف كتاب «جغرافيا العبقرية» فقد اكتشف هذا الباحث التاريخي أن ما يميز مناطق مثل: أثينا، وهانغتشو، وفلوررنسا، وادنبرة، وكلكتا، وفينا، ووادي السليكون، التي قدمت الفن، والفلسفة والاكتشافات العلمية في عصور تاريخية مختلفة كان الاندماج والتنوع والتميز في السكان والمكان. وفي تلك البقعة شمال غرب المملكة والأردن ومصر، حيث ثراء الأرض والتاريخ يظهر مشروع «نيوم» الذي أعلن عنه الأمير محمد بن سلمان، مكتنفا هذه السمات الثلاث، ومعها رابعة، وهي إرادة القرار. فمنبع الإبداع هنا لم يفتش عنه باحث في التاريخ، بل يصنعه علماء حالمون في مجال الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وغيرها من فروع العلم والمعرفة، وأعتقد أن الثقافة ستكون نسيجا مهما في قطاعات مشروع «نيوم» التسعة، كون الطبيعة الثقافية متأصلة في الفطرة الإنسانية وتزدهر بإبداعه، كما أن المشروع سيطبق أعلى المعايير العالمية في الجوانب الثقافية، والفنون والتعليم، ويشمل ذلك تطوير المحتوى الثقافي وبناء منشآته، ودورنا الآن أن نستعد لهذه النقلة في بلادنا ونحلق معها. الفنون الجميلة وعن المشروع، يقول الخبير السياحي أحمد الجعيد: مشروع «نيوم» يرتكز على خمسة جوانب أساسية وهي: التكنولوجيا والاتصالات والطاقة والبيئة والفنون، ولعل الفنون تشكل جزءا مهما في هذا المشروع لتداخلها مع جميع الجوانب السابقة، وهذا سيساهم في إحداث نقلة نوعية في الحركة الفنية والثقافية وازدهارها، سيدعم المشروع أحدث التقنيات المتطورة والنظريات الفنية ويساهم في انتشار أكبر للمجالات الفنية الحديثة، المشهد الثقافي سيتأثر ويتطور بمجارة ازدهار العلوم والصناعة وتنتشر الفنون الجميلة باستخدام تقنيات متطورة وتتشارك مع العالم في أفق ثقافي يتوافق مع أحدث المستجدات في الجانب الثقافي والفني. مشروع ريادي فيما يرى الشاعر جاسم الصحيح، أن مشروع «نيوم» الذي أطلقه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، هو مشروع ريادي عظيم على مستوى العالم، وهو يمثل انطلاقة المملكة العصرية باتجاه عصر جديد من الحداثة والتقنية على كل الأصعدة الاقتصادية والتكنولوجية والمعلوماتية والاتصالات وعموم الإبداع تمكن المملكة ليس من مواكبة العالم المتحضر فقط، وإنما كي تتمكن من الدخول في المسابقة على اختطاف قصب السبق في السباق الحضاري الطويل. ولا شك أن هذا المشروع الحضاري العملاق يعتمد على الخيال البشري الجامح والثقافة الإبداعية التي تعيد خلق الإنسان إلى ماهو أجمل على صعيد الوعي والفلسفة والجمال، لذلك فإن كل مواطن سعودي مرتبط ارتباطا وثيقا بهذا الحلم الإنساني الكبير الذي يعدنا جميعا بوطن حديث عبر نقلة حضارية شامخة. ##مشروع كالحلم ويقول الدكتور المترجم عبدالله الطيب: مشروع كالحلم، فالشعب والقيادة سيصيغون هذا الحلم ويشكلونه ويعيشونه واقعهم المستقبلي. ستتناقله الأجيال القادمة كالأساطير، كالروائع، والعجائب التي هي أقرب للخيال منها إلى الحقيقة من حسنها وجودتها. سيكون للمبدع نافذة مشرعة للإبداع في جو كريم، لا لغو فيه، فقط تشجيع ولقاءات مع مفكرين ومبدعين من أصقاع الأرض، يأتون ليعيشوا حلمهم الخاص داخل الحلم الكبير، «نيوم» المدينة. لا نزال نذكر البيت الشهير الذي قاله ذلك الشاعر البدوي الجاف في لغته، علي بن الجهم، عندما زار العراق وبهر بها فقال: عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري هكذا سيكون حال المبدع الذي يزور المشروع الحلم، نيوم! سيبدع الشاعر في قصائده، وسيغزر إنتاج القاص، وستضرب ريش الرسم على اللوحات في ايقاعات موسيقية تخرج لوحات، رأيناها فقط في المتاحف، ستجري اللحون في القلوب وستشدو بها حناجر سئمت تكرار قديمها وجديدها. «نيوم» ستغدو للمبدع وكأنها إرم التي سمع عنها ولم يرها، فتثير إبداعه وتحركه بين جوانحه، فتحلق بها أجنحته. نيوم للإبداع د. سلطان القحطاني بدوره أكد على أننا نبدي تفاؤلاتنا بانفتاح جديد على العالمية، وبداية نبذ الفكر المعلب إلى فكر حر حديث كما هو حال العالم المتقدم من حولنا، والأيام حبلى، ننتظر مولودها، وأضاف: نتفاءل خيرا بإذن الله. ومن المعلوم أن كل الأفعال تبدأ بأحلام، وليس من الضروري أن يتحول كل حلم إلى فعل، لسبب أو لآخر، ونحن في زمن الأفعال، مع إيماننا أن الأفعال لن تتحقق بدون سابق أحلام تتحول إلى حقائق، والعكس غير صحيح. مشروع تاريخي القاصتان بدور سعيد وريم سعيد اتفقتا على أن نيوم مشروع تاريخي عظيم سيجمع الشرق بالغرب. وسيكون مشروعا رياديا عالميا ينفتح على مختلف الآفاق الصناعية والعمرانية الاقتصادية العالمية. وإن «نيوم» سيقوم على أساس قوي وعلى مبدأ تكافؤ الفرص الاستثمارية المتاحة أمام المستثمرين الأجانب والسعوديين سوف يكون نقلة نوعية كبيرة على جميع الأصعدة، وأملتا أن يكون نيوم النافذة لمستقبل واعد لبلادنا. خدمة الإنسان القاص ظافر الجبيري قال: اليوم تعود المنطقة الواقعة بين مدينتي تبوك وحقل إلى الواجهة، ليس لفترة وجيزة، بل سيكون هذا لوقت طويل وسوف تستقطب ليس الإعلام فقط بل الاستثمارات في مجالات عدة، منها: السياحة والمعرفة والخدمات الطبية والرقمية وحلول عديدة في مجالات الطاقة ومستقبل الغذاء والعلوم والتقنية الرقمية والإعلام والإنتاج الإعلامي والطاقة الشمسية.. وسوف تكون وجهة المملكة في سنوات التحول والرؤية نحو هذا المشروع الضخم الذي سيجعل من شمال غرب المملكة وجهة عالمية يسهل الوصول إليها والاستثمار فيها والتردد عليها انتجاعا وسكنى وتطبيبا.. ومن الوجهة الثقافية فإن كل ما يحرك عجلة الإنتاج والمعرفة ويحرك الطاقات ويطور الموارد ويوجد بيئيات حيوية للعمل والتفاعل الإنساني فإنه ولا شك سينعكس على مجالات الثقافة والإبداع وخدمة الإنسان وإيجاد بيئة عمل خلاقة تتلاقح فيها الأفكار والرؤى وتنطلق بالإنسان إلى الأمام. دور إيجابي الكاتبة والمترجمة تهاني إبراهيم قالت: سيكون لمشروع «نيوم» دور إيجابي في الحياة الثقافية والأدبية، حيث سيسهم في الانفتاح على ثقافات أكثر والتعمق فيها بشكل أوسع وسيسهم في إيجاد رؤى جديدة تثري الساحة الثقافية والأدبية، وستسهم الترجمة وتكون إحدى الركائز الميسرة لتناقل الخبرات بكل اللغات التي ستتواجد مع هذا المشروع.