إذا نخر الفساد في جسد أي مجتمع من المجتمعات فقل عليه وعلى أهله السلام، فالفساد ظاهرة خطيرة تحول دون تقدم الأمم ونهضتها ونموها، وهو ظاهرة استشرت في كثير من الأمم ولم تعد عليها إلا بالخسران المبين؛ ذلك أن التساهل في مكافحتها هو من أخطر المسالك التي تؤدي إلى انهيار المجتمع والحاق أفدح الضرر باقتصادياته وبرامجه الاصلاحية ورغبته في النهوض والنمو. وقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين على القضاء على الفساد بمختلف أشكاله ومسمياته وأهدافه المخلة بأمن المجتمع وايقاف مسيرته التنموية، وازاء ذلك نادت البرامج الاصلاحية إلى الخلاص من هذه الآفة داخل المجتمع السعودي، وهي مناداة تحولت إلى برامج عمل لملاحقة أي مفسد والحيلولة دون نشر وبائه داخل المجتمع. وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية على تصديهما لتلك الظاهرة الخطيرة والعمل على استئصالها ومعاقبة من يتورط في مسالكها المشينة المخلة بسلامة المجتمع وطمأنينته ومحاسبة كل من يثبت تورطه في أي أمر مخالف للأنظمة والقوانين المرعية من شأنه تمرير تلك الظاهرة وممارستها. مكافحة الفساد الاداري وغيره من ألوان الفساد مهمة حرصت القيادة الرشيدة على الأخذ بها حتى يمكن القيام بأعباء النهضة بشكل صحيح وسليم، وهذا ما يجري على أرض الواقع، ولن تتهاون القيادة وكل مسؤول في الدولة عن ملاحقة هذه الظاهرة وايقاف من يحاول ممارستها عند حده ومحاسبته حسابا عسيرا على ما اقترفته يداه من أعمال مشينة تلحق الضرر بالمجتمع. ونحمد الله أن بلادنا بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة مهتمة بهذه المسألة الحيوية ومازالت تشدد العقاب ضد المفسدين ومن يحاول تمرير ألاعيبه بكل صورها، فالافلات من العقاب ليس مجديا، واكتشاف كل مفسد داخل مجتمعنا السعودي الآمن هو النتيجة الحتمية، وايقاف موجة تلك الظاهرة هو الأمر السائد بين كافة فئات مجتمعنا السعودي الذي يتوق دائما للأمن والطمأنينة والرخاء. الفساد آفة خطيرة حذرت ومازالت تحذر منها كافة الشعوب، فهي ان حلت بمجتمع من المجتمعات واستشرت فيه فانها نذير بتخلف هذا المجتمع وعدم تقدمه ونموه، فالفساد يعتبر من أدوات الهدم والتحطيم لكل نية صادقة تتوق لنشر التنمية والنهضة والبناء، فالظاهرة تعد معول هدم لكل النوايا الصادقة التي تستهدف الوصول إلى أقصى درجات الرخاء والرفاهية والأمن. وستظل قيادتنا الرشيدة ضاربة بيد من حديد على كل مفسد يحاول تمرير هذه الظاهرة الشريرة في المجتمع، فالاصلاحات الادارية التي أخذت بها القيادة الرشيدة حرصت أشد الحرص على احتواء هذه الظاهرة والقضاء عليها وعدم ظهور رؤوسها البغيضة داخل المجتمع، وهذا ما يحدث على أرض الواقع في بلادنا بحمد الله وفضله.