إنجاز إسلامي جديد يسجل في تاريخ المملكة العربية السعودية ومسيرتها لخدمة الشريعة الاسلامية ومصدريها الأساسيين، هذا الإنجاز الذي أمر ببنائه خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبدالعزيز) في المدينةالمنورة في السابع والعشرين من شهر الله المحرم 1439ه الموافق 17 أكتوبر 2017 م، وهو(مجمع الملك سلمان لطباعة الحديث الشريف) ومهمته طباعة الحديث النبوي وإيجاد جهة متخصصة تعنى بخدمة الحديث وعلومه جمعاً وتصنيفاً وتحقيقًا ودراسة، وهذا المجمع سيكون نواة لحفظ الأحاديث النبوية الشريفة ومنع الكثير من التلاعب بالأدلة النبوية من خلال مواقع التواصل. بالإضافة إلى الاسهام في نشر الفكر المعتدل بين الشباب وتحصينهم من الغلو والأفكار المتطرفة، وأخيراً تصحيح صورة الإسلام المشوهة ونشر تعاليم الدين الصحيح، علاوة على دوره الاساسي في إحياء السنة النبوية الشريفة والدفاع عنها أمام هجمات الأعداء من داخل وخارج البلاد، وبالتأكيد سيعزز من دور المملكة في ريادة العالم الاسلامي الحق. وهذا الاهتمام الكريم والعناية المخلصة لسنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وما في ذلك من نشر للخير والبر وهدايات الإسلام ليس جديداً على المملكة العربية السعودية أو مستحدثاً على حكامها وقادتها وأولياء أمورها، وإنما هو امتداد لنهج الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله» وأبنائه من بعده، والذين عملوا جاهدين على تعظيم كتاب الله وتحكيمه وعلى خدمة السنة المطهرة بهذه العناية البالغة والتي توجت بهذا الأمر الكريم. ووضع مقره بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم (المدينة المنوّرة) والتي تضم أقدم ثلاثة مساجد في العالم، وأهمها عند المسلمين، المسجد النبوي الشريف، ومسجد قباء؛ أول مسجد بُني في الإسلام، وثاني القبلتيْن، والعديد من المساجد التاريخية والمعالم الإسلامية التي تملأ أرجاءها، وبها الجامعة الإسلامية، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وجامعة طيبة. واليوم بقرار تاريخي تحتضن معلماً إسلامياً جديداً بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظة الله - بإنشاء هذا الصرح الإسلامي الكبير والذي سيكون بجانب مجمع الملك فهد (رحمه الله) لطباعة المصحف الشريف. هذان الأمران هما اللذان أوصى بهما سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه بالتمسك بهما حتى لا تضل خطانا في هذه الدنيا الكبيرة ويكون لنا عز ورفعة. وأخيراً.. اقولها وبكل فخر كانت (المملكة العربية السعودية) ومازالت هي قلب العالم الإسلامي وقبلة المسلمين بحمد الله وفضله، وهي منارة هدى في الكتاب والسنة كما هو منهجها ودستورها وستظل. دمتِ بخير يا بلادي.