كشفت مواقع ووسائل اعلام أمريكية وغربية عن دفع قطر رشاوى مالية سخية وشراء أصوات مندوبين مقابل تأييدهم لمرشحها لمنصب مدير عام هيئة اليونيسكو، بجانب تعهد مرشح الدوحة بدفع تعويض 400 مليون دولار فقدتها اليونيسكو نتيجة لقرار وقف التمويل الأمريكي للأخيرة. وقال شيمون صامويل، مدير قسم العلاقات الدولية لدى مركز سيمون ويسنثال الأمريكى: إن قطر قامت بحملة ضغط شديدة من أجل فوز مرشحها، مشيرا إلى أن هذا الضغط اشتمل على حوافز مالية للدول الأخرى لكسب تأييدها. وذكر صامويل، في تصريحات لموقع «الجيماينر الإخبارى» الثلاثاء، أن قطر دفعت أموالا في كل مكان وخاصة في جميع أنحاء أفريقيا من أجل ضمان الأصوات لمرشحها حمد بن عبدالعزيز الكواري. وحصل حمد الكواري، وزير الثقافة القطرى السابق، على 19 صوتا في انتخابات منصب الأمين العام لمنظمة اليونيسكو. وجاءت بعده المرشحة الفرنسية أودرى أزولاى وزيرة الثقافة والإعلام السابقة ب 13 صوتا، وحلت السفيرة مشيرة خطاب المرشحة المصرية في المركز الثالث برصيد 11 صوتا. ويحتاج الفائز للحصول على أغلبية برصيد 30 صوتا من أصل 58 صوتا هم الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو. وأوضح «الجيماينر» أن منظمة اليونيسكو تعاني من أزمة نقدية منذ أن توقفت الولاياتالمتحدة عن تمويلها في 2011، بعد دخول دولة فلسطين كعضو، فيما أشار الكواري منذ وقت مبكر من حملته الانتخابية إلى أن بلاده قادرة على تعويض 400 مليون دولار فقدتها اليونيسكو نتيجة لقرار وقف الدعم الأمريكي. وفشلت دولة قطر في حسم المعركة الانتخابية لصالح الكواري في الجولة الأولى، على الرغم من الرشاوى المالية السخية وشراء أصوات مندوبي دول تحدثت عنها وسائل إعلام فرنسية، قبيل الانتخابات، قالت إن التقدم بالجولة الأولى في انتخابات اليونسكو لا يعني بالضرورة الفوز فيها. وفي السياق، أشارت وسائل إعلام فرنسية مرموقة إلى استقبال قطر عشرة مندوبين على الأقل من اليونيسكو قبل أسبوعين، وعن تلقيهم هدايا سخية. بحسب ما أوردته «العربية». وكشفت الوسائل الفرنسية قبل يومين عن شراء الدوحة ذمم مندوبين خلال لقاءات عقدت في مطعم قريب من مقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، بينهم اثنان من دول عربية، وعدد آخر من دول أفريقية ومن أمريكا اللاتينية. وتضمنت العروض القطرية السخية التي قدمها المرشح القطري لانتزاع المنصب عقد منتدى ثقافي دولي سنوي في باريس، وتقديم التمويل اللازم لإعادة تأهيل مقر المنظمة. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها وسائل إعلام فرنسية هذه الخفايا قبل نهاية المعترك الانتخابي، فيما لم يصدر حتى الآن أي رد فعل رسمي من اليونسكو. وإذا اقدمت الدوحة على شراء منصب الأمين العام لمرشحها، فإن ذلك لن يكون جديداً في الدبلوماسية القطرية، إذ تدور شبهات قوية على أن قطر قدمت رشى إلى مسئول الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لتنظيم بطولات كأس العالم عام 2022 في قطر. ويعتقد أن الاتحاد الدولي سوف يضطر لفحص الكيفية التي تأهلت قطر لهذه المناسبة، في وقت كانت شخصيات فسادة تسيطر على فيفا.