لا شك أن رعاية وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة لتلك الاحتفالات التي نظمت بمناسبة مرور الذكرى السابعة والثمانين لليوم الوطني المجيد، تمثل في حقيقتها تحفيزا ملحوظا للمواهب التي يمتلكها شباب المملكة، وقد أظهروا نبوغهم في مواهب متعددة بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع، وقد أجادوا بما قدموه من عطاءات ثرة تناولت مجد هذه المملكة في ماضيها وحاضرها والتطلع إلى مستقبلها المشرق. تلك الاحتفالات مثلت بكل معطياتها تحية محبة للكيان السعودي الشامخ في يومه المجيد، حيث استطاع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن- رحمه الله- توحيد ملك آبائه وأجداده على الكتاب والسنة زارعا منذ ذلك التاريخ بذور الأمن والأمان والاستقرار والخير في هذا البلد المقدس المعطاء، ولا تزال الأجيال الحاضرة بكل اعتزاز تحصد ثمار تلك البذور الطيبة. كما أن تلك الاحتفالات، من جانب آخر، فرصة سانحة لشباب المملكة لإظهار مواهبهم بهذه المناسبة، فكانت تلك الإرهاصات الفنية الفائقة الجودة والتي تنم بالفعل عن تمتع الشباب بكميات وافرة من المواهب، تمكنت الوزارة بتلك الاحتفالات من إظهارها وإبرازها، وقد أجاد المشاركون في كل ما قدموه من أعمال فنية وأدبية لإظهار أهمية تلك المناسبة العزيزة، والتعبيرعن مشاعرهم نحوها. وحلول تلك الذكرى العطرة والغالية على قلب كل مواطن، أدى إلى تحفيز الشباب لإبراز ما لديهم من مواهب، أكدوا من خلالها على الوفاء لهذا الوطن، والوفاء لمؤسسه جزاه الله كل خير لما أسداه من قيام دولة أعلت شأن الإسلام والمسلمين تحت راية التوحيد الخالدة، حيث تمكن أشباله الميامين حتى العهد الحاضر من إكمال مسيرته المظفرة الكبرى لبناء هذا الوطن ونهضته. مسابقات «موهبتي للسعودية» التي نظمتها الوزارة بهذه المناسبة، تمثل التفاعل الايجابي الكبير بين مواهب المملكة، خدمة لهذا الوطن وإبراز منجزاته الحضارية والنهضوية في كل مجال وميدان، ويحق للوطن أن يفخر بتلك المواهب الشابة التي أعطت الكثير من مواهبها الفذة لتبيان ما خلفه الأجداد للأجيال الحاضرة، فقد أرسى المؤسس ورجاله الأبطال لنهضة عظيمة تباهي المملكة بها ما وصلت إليه كبريات دول العالم من تقدم ونهضة. وقد عبرت تلك المواهب الشابة عن حب هذا الوطن وحب قيادته الرشيدة، من خلال ما قدموه من فنون مختلفة في مجال القصة القصيرة والأفلام والقصائد الفصحى والعامية واللوحات الفنية والأغاني الوطنية، بما يؤكد حسن التفاعل بين شباب الوطن وبين تلك المناسبة الوطنية، التي يعتز ويفخر بها الجميع، وهو تفاعل ظهر في أصدق صوره وأبهاها من خلال تلك الاحتفالات. سيظل أبناء هذا الوطن أوفياء لقيادتهم الرشيدة، وهي ترسم آفاق المستقبل مستلهمة من خلال تطلعاتها تلك الأدوار العظيمة، التي أرسى قواعدها الملك المؤسس لتقوم المملكة على أركانها القوية صانعة لحاضر مؤثر ومستشرفة لمستقبل زاهر، ظهر بوضوح من خلال رؤيتها الطموح 2030، وهي رؤية سوف تضع المملكة بكل طمأنينة وثقة في مكانها اللائق والمرموق بين الدول الصناعية الكبرى.