برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله- ينعقد المؤتمر العلمي الثاني لطلاب وطالبات التعليم العالي في المملكة، في عروس البحر الأحمر (جدة)، في الفترة من الثالث والعشرين إلى السادس والعشرين من ربيع الآخر من عام 1432ه، وهذه الرعاية الأبوية الكريمة من لدنه -يحفظه الله- امتداد لرعايته لهذه المؤتمرات المتميزة، وغير المسبوقة التي ستعقد كل عام في إحدى مدن المملكة، بعد أن حقق المؤتمر الأول نجاحًا باهرًا ولله الحمد، وشاركت فيه جميع جامعات المملكة مشاركة فاعلة. وتقوم فكرة هذه المؤتمرات على شحذ مواهب الطلاب والطالبات، والنهوض بمهاراتهم وقدراتهم، والتركيز على قدراتهم القيادية لتأهيلهم لأن يتبوأوا المناصب المهمة في مستقبل أيامهم. فهم عماد المستقبل، وأمل الوطن. ومشاركات الطلاب والطالبات في فعاليات هذا المؤتمر تكون من خلال ثلاثة محاور: العلوم الإنسانية والاجتماعية، والعلوم الأساسية والهندسية، والعلوم الصحية، إضافة إلى النشاطات المصاحبة المتمثلة في الابتكارات، وبراءات الاختراع، ومشروعات ريادة الأعمال، والأفلام الوثائقية، والمسابقات الفنية، وقد كانت مشاركة الطلاب والطالبات لهذا العام بالآلاف، الذين وفدوا من جميع الجامعات السعودية الحكومية والخاصة، والجدير ذكره، وما لا يعرفه كثير من الناس أن هذه المؤتمرات- ومنها هذا المؤتمر بالطبع- يديرها نخبة من طلاب وطالبات الجامعات بالكامل، وتشرف عليها بشكل مباشر وزارة التعليم العالي، وذلك تحقيقًا لرسالة هذه المؤتمرات في تحفيز طلاب وطالبات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية للمساهمة في نهضة المملكة العلمية، من خلال توظيف حصيلتهم العلمية في مشاريع بحثية، وأعمال إبداعية في التخصصات المختلفة، مع إكساب الطلاب مجموعة من المهارات الأكاديمية والشخصية. والواقع أن التركيز على المهارات، والسعي لإكسابها للطلاب هو أهم ما يجب الالتفات إليه في هذا العصر، وما عاد التلقين وسيلة فاعلة لتأهيل طلاب وطالبات الجامعات اليوم، ومن أبرز ما يميّز هذا المؤتمر تركيزه على إكساب الطلاب مهارات التواصل والحوار والمهارات القيادية. وتشارك في المؤتمر هذا العام اثنتان وثلاثون جامعة ومؤسسة للتعليم العالي، وقد اختارت اللجنة العلمية للمؤتمر أكثر من (900) محكم لتقويم مشاركات الطلاب والطالبات في المحاور العلمية الثلاثة للمؤتمر، وريادة الأعمال والابتكارات والاختراعات، والأفلام الوثائقية، والمسابقات الفنية كما أسلفنا، وقد راعت اللجنة العلمية الجوانب التخصصية، والقدرات العلمية والعملية، والخبرة في اختيارها للمحكمين، فقد اختير المتميّزون من جميع جامعات ومؤسسات التعليم العالي في المملكة لتقويم المشاركات بشكل دقيق واحترافي، وعليه فإن جميع الجامعات، ومؤسسات التعليم العالي تتسابق بجدية عالية من خلال مشاركاتها في هذا المؤتمر تنافسًا شريفًا من أجل إبراز قدرات وإمكانات ومهارات طلابها وطالباتها، ولحصد أكبر عدد من جوائز المؤتمر، ما يجعل التحدّي على أشدّه بين تلك الجامعات والمؤسسات، وقد أصبح ذلك الشغل الشاغل لعمادات شؤون الطلاب في الجامعات على وجه الخصوص، وقد بيّن رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر سعادة الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الحبيب أن عدد المشاركات من الطلاب والطالبات تجاوز (2700) مشاركة، كما بيّن أن الأوراق العلمية بلغت (1765) ورقة، بنسبة تصل إلى أكثر من (60) بالمائة، وهي تمثل النسبة الأكبر من المشاركات، ووصلت المشاركات الفنية إلى (589) مشاركة، تلتها الابتكارات وبراءات الاختراع (162) مشاركة، وبلغت الأفلام الوثائقية (160) فيلمًا، ووصل عدد المشاركات في ريادات الأعمال إلى 25 مشاركة. واللافت أن جوائز المؤتمر تصل في مجموعها إلى مليون ونصف مليون ريال، وهي جوائز مجزية للغاية، ومن شأنها تحفيز أكبر عدد ممكن من الطلاب والطالبات على المشاركة في هذه الأعمال الإبداعية والابتكارية، وهو المقصود بالدرجة الأولى من خلال عقد هذه المؤتمرات، إذ يتناسب ذلك تمامًا مع رؤية هذا المؤتمر في «أن يصبح مؤتمر طلاب وطالبات التعليم العالي بالجامعات السعودية الملتقى السنوي الأول للطلاب والطالبات، وأن يكون مؤتمرًا منافسًا للمؤتمرات العالمية المثيلة من حيث جودة الأعمال وكثافتها»، وأحسب أن الجودة متحققة من خلال الشروط العلمية الصارمة، والكثافة كذلكم متحققة من خلال هذا الكم الهائل من المشاركات كما أوضح د. حبيب. ولقد أحسنت وزارة التعليم العالي، وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور خالد العنقري، بالحرص على إقامة هذه المؤتمرات بشكل دوري ومستمر، فهي وسيلة ناجعة للنهوض بمهارات وقدرات وإبداعات شبابنا وشاباتنا في كل الحقول والميادين، وضمان لإسهامهم الفاعل في دفع عجلة التنمية في بلادنا الحبيبة. «فرحة وطن» في جامعة المؤسس إن كنا في معرض الحديث عن التنافس الشريف في الإبداع والمهارات بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، فلابد من الإشادة بكثير من الفخر والاعتزاز بعمل فني مميز وغير مسبوق، هو أوبريت «فرحة الوطن» الذي قُدِّم على مسرح قاعة الملك فيصل للاحتفالات بجامعة الملك عبدالعزيز ليلة الأحد 22/4/1432ه على شرف معالي مدير الجامعة، وحضور جميع وكلاء الجامعة وعمدائها ومسؤوليها، وجمع غفير من أساتذتها وطلابها، وهو أوبريت يحكي باحترافية عالية ومستوى فني عالمي بكل المقاييس فرحة هذا الوطن العارمة بعودة مليكه وباني نهضته سليما معافى، ويُركِّز على فرحة الشباب خصوصاً بهذه العودة الميمونة، وشباب جامعة المؤسس «العزيزيين» بوجه أكثر خصوصية. وهذا العمل الفني الرائع بكل المقاييس واحد من إنجازات عمادة شؤون الطلاب في حقبتها الذهبية التي تعيشها منذ سنوات، وعلى رأسها عميدها القدير سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله مهرجي (الكاتب بهذه الجريدة ولا فخر) يؤازره فريق من الوكلاء والعاملين والفنيين، وبدعم وتشجيع كاملين من إدارة الجامعة. وجديرٌ الذكر أن هذا الأوبريت العالمي بكل مقوماته البشرية والفنية: (صُنع في جامعة المؤسس).