أثار سفير قطر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، سيف بن مقدم البوعينين، أزمة، أمس «الثلاثاء»، قبل انطلاق أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب فى دورته العادية رقم 148، إذ اعترض على عدم طرح بند رئيسي في الاجتماع لمناقشة الملف السوري على رغم أن الاجتماعات التحضيرية للاجتماع التي جرت وقائعها «الإثنين» لم تتطرق لهذا الموضوع، واي موضوع يتطلب مناقشة مسبقة قبل طرحه للتداول في الاجتماع. لكنه أقدم على إثارة الضوضاء بهدف المزايدة والتغطية على موضوعات أخرى لا يرغب المندوب القطري التطرق إليها وأهمها دعم قطر للإرهاب والفوضى في البلدان العربية. واعترض عدد من وفود الدول العربية، من بينها الوفد السعودي، على أسلوب حديث المندوب القطري، الذي رفع صوته بطريقة تخالف الأعراف الدبلوماسية، وشدد الأعضاء على أن الاجتماع لن يناقش أى ملف لم يدرج في الاجتماعات التحضيرية. من جهته، حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري من خطورة ما تشهده المنطقة من أوضاع سياسية وأمنية مؤلمة مع تصاعد الصراعات التي تمزق بعض الدول العربية، لافتا إلى أن هذه الأوضاع المشتعلة فتحت الباب لتدخلات إقليمية ودولية، تحاول رسم مستقبل الشعوب وحدود الوطن العربي، بالإضافة إلى ما أنتجته هذه الأزمات من مأساة غير مسبوقة في تاريخها المعاصر. وأشار شكري في كلمته باجتماع وزراء الخارجية العرب، إلى تفشي خطر التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، مطالبا بضرورة مواجهتها والتصدي لها. في سياق متصل، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إيران، بوقف تدخلاتها في الشؤون العربية للدول الأعضاء بمجلس الجامعة، مؤكدا ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية ومواجهة أى محاولات لتقسيم الدول العربية والحفاظ على سلامة أراضيها. وقال أبو الغيط، إن عالمنا العربى يمر بظروف استثنائية، تبعاته حاضرة على المستوى السياسي، وأن أزمات المشرق متداخلة بينما تعد الأزمة السورية جرحا غائرا في قلب الأمة العربية، وأن المرحلة الحالية من الأزمة السورية تتطلب إعادة تقييم الموقف ووضع مصلحة الشعب أولا، لافتا إلى أن الوضع في مناطق خفض التصعيد ليس مثاليا لكنه يسمح بإدخال المساعدات للسكان. وتابع: «لا مكان للميليشيات الأجنبية على أرض سوريا أو الجماعات المتطرفة، ولا ينبغى أن تكون الترتيبات الحالية بديلا عن حل الأزمة سياسيا بشكل كامل ولا يجب أن نقبل إلا بسوريا موحدة». وعن تطورات الموقف في العراق، قال أبو الغيط: إن ما يجري في العراق من دحر التنظيمات الإرهابية أمل جديد لعالمنا العربي.