قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي: إن وزراء الخارجية العرب وافقوا في اجتماعات عقدت الخميس في منتجع شرم الشيخ على إنشاء قوة عسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها دول عربية. وعقدت أمس أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها ال26 العادية، وذلك برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومشاركة الوزراء العرب. ورأس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وفد المملكة العربية السعودية المشارك في الاجتماع. كما شارك خالد العطية وزير خارجية قطر لأول مرة في اجتماعات الجامعة العربية منذ أزمة سحب سيف البوعنين السفير القطري من مصر في فبراير الماضي، حيث شارك في الاجتماع التشاوري قبل بدء الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب. وقال نبيل العربي في مؤتمر صحفي أذيع تلفزيونيا في نهاية الاجتماعات: إن المشاركة في القوة اختيارية من الدول العربية. وأضاف: إن وزراء الخارجية وافقوا على "صيانة الأمن القومي العربي ومواجهة التهديدات بصورة شاملة... وزراء الخارجية وافقوا على مبدأ هام وهو إنشاء قوة لمواجهة هذه التهديدات". وأضاف: إن مهمة القوة العسكرية ستكون التدخل السريع لمواجهة أي تهديدات تتعرض لها أي دولة عربية. وقال وزير الخارجية المصري -بعد تسلمه الرئاسة الدورية لمجلس وزراء الخارجية العرب-: إن قرار إنشاء القوة العربية سيرفع إلى القمة العربية التي ستعقد يومي السبت والأحد في شرم الشيخ لمناقشته وإقراره. وأضاف: "استحوذ الأمر على اهتمام بالغ من قبل المجلس الوزاري". وجاءت الموافقة على إنشاء القوة في وقت تقول فيه الدول العربية إن تنظيم داعش الذي استولي الصيف على أجزاء كبيرة من العراقوسوريا يمثل تهديدا أمنيا بالغا لها. وكان التلفزيون المصري قال في وقت سابق: إن وزراء الخارجية العرب طلبوا من العربي دعوة فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة للدول الأعضاء للاجتماع خلال شهر من صدور القرار؛ لدراسة كافة جوانب الموضوع واقتراح الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية المشتركة وتشكيلها وعرض نتائج أعمالها في غضون ثلاثة شهور على اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها. القضية الأولى من جهة أخرى، قال وزير الخارجية المصري: إن القضية الفلسطينية لا تزال تشكل القضية المركزية في صدارة جدولِ أعمال القمة العربية. وقال شكري: إنها "ستظل في مقدمة اهتماماتنا وشواغلنا، حتى يتحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة، والذي سيكون نتيجة لتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد كامل حقوقه الثابتة في كل مقررات الشرعية الدولية". وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، قال وزير الخارجية المصرى: إنه "لا يمكننا الصمت إزاء تصاعد وتيرة الاقتتال، وما يرتبط به من استفحال للتنظيمات الإرهابية، في دولة جوار نشترك معها في حدود برية وبحرية". وتناول شكري الوضع في سوريا ووصفه ب"المأساوي"، وهو ما استقر الجميع عليه منذ تعمقت الأزمة السورية، مشيرا إلى أن مصر انخرطت عبر أدواتها الدبلوماسية في كلِ الجهود الرامية إلى التوصلِ لحل سياسي يسطر نهاية لهذه الأزمة، ويحفظ وحدة وسلامة سوريا ويحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة. مشاركة واسعة من جهة أخرى، قال السفير بدر عبدالعاطي -المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية-: إن جميع الدول العربية أكدت مشاركتها في القمة العربية التي ستعقد في شرم الشيخ السبت المقبل، مع الوضع في الاعتبار أن مقعد سوريا في الاجتماعات شاغر، مشيرا إلى أن أغلب الحضور العربي سيكون على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء، والبعض الآخر سيكون حضورهم على مستوى وزراء الخارجية لاعتبارات خاصة بهذه الدول. تأييد ل«عاصفة الحزم» وكان المجلس الوزاري العربي لجامعة الدول العربية قد أعلن عن مباركته وتأييده للعملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي يقوم بها "التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن"، الممثل بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعدد من الدول العربية والإسلامية بدعوة من الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية. وقال المجلس في بيان صدر عن الاجتماع الوزاري العربي التحضيري للقمة العربية: "انطلاقاً من حرص أعضاء المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية على وحدة اليمن واستقلاله وسيادته وعلى أمنه واستقراره، وبعد أن استنفذت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كل السبل السلمية الرامية لحل الأزمة اليمنية، واستناداً إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك في ميثاق جامعة الدول العربية وعلى المادة (51) من ميثاق الأممالمتحدة وانطلاقاً من مسؤولياتها في حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها وحفظ سيادتها واستقلالها، فإن المجلس الوزاري العربي يعرب عن مباركته وتأييده للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن، الممثل بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعدد من الدول العربية والإسلامية بدعوة من الرئيس عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية اليمنية". وأعرب المجلس عن أمله في أن تؤدي هذه العملية العسكرية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن في ظل قيادتها الدستورية الشرعية، والتصدي لكل محاولات ميليشيات الحوثي المدعومة من أطراف خارجية، والرامية إلى تهديد أمن اليمن والمنطقة والأمن القومي العربي، وتهديد السلم والأمن الدوليين، وذلك عبر مصادرة الإرادة اليمنية وإثارة الفتن في اليمن وتفكيك نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية.