تعيش 218 أسرة في معاناة كبيرة وسط مساكن من الصفيح على طريق الشمال الدولي غرب محافظة حفر الباطن، حيث يتحول المسكن الذي يؤويهم الى ثلاجات أثناء انخفاض درجات الحرارة وبرودة الطقس، بالاضافة الى المعاناة التي يعيشون فيها بسبب هذه الظروف السيئة التى تحيط بهم. انتقلت "اليوم" الى المواطنين الذين يعيشون في هذه الأماكن للوقوف على معاناتهم وسط الظروف القاسية التى يتعرضون لها. في البداية التقينا مع علي رمضان الذي يحتضن 10 أفراد من أسرته داخل الصناديق الخشبية التي يعيشون بداخلها التي لا تتجاوز ثلاثة امتار، وأكد لنا أنه اشترى مدفأة تعمل بالغاز لمواجهة البرودة، مشيراً الى أن كافة أفراد أسرته يلتفون حولها أثناء اشتداد البرد حولهم. أما ملهي لايق البالغ من العمر 60 عاماً الذي يعول أسرة مكونة من 12 فرداً فيقول: أسكن في منازل الصفيح منذ أكثر من عشرين عاما وقد اعتدت على الأجواء الباردة والحارة، لكن هناك من أبنائنا الصغار من لا يستطيعون مقاومة الأجواء الباردة، لذلك فانني أقوم حين يداهمنا البرد ببناء بيت شعر متواضع بالقرب من منازلنا الصفيح من أجل اشعال النيران مستخدمين الأخشاب والحطب للتدفئة. يشتكي فرحان محمد من استغلال تجار الحطب الذين يرفعون الأسعار في هذه الأوقات، مؤكداً أنه يذهب مع بعض أبنائه لجمع الأخشاب من مخلفات المباني والأماكن التي ترمي بها ثم يحضرونها ويقومون بايقاد النار فيها ويشتكي فرحان محمد من استغلال تجار الحطب الذين يرفعون الأسعار في هذه الاوقات، مؤكداً أنه يذهب مع بعض أبنائه لجمع الأخشاب من مخلفات المباني والأماكن التي ترمي بها ثم يحضرونها ويقومون بايقاد النار فيها خلال موجات البرد القارسة. غريب الشمري أحد سكان هذه المساكن يشير الى سوء أوضاعه المعيشية وأنه يعاني الأمرين هذه الأيام مع برودة الطقس هو وزوجته وابناءه الصغار مطالباً جمعية البر بالحاقة ضمن المستفيدين من خدماتها، حيث إنه لا يزال خارج تلك المنظومة، مؤكداً أن ذلك حتماً سيخفف الكثير من معاناته، وحينما تكون تلك الصناديق مأوى لنساء فقط بالتأكيد أن المأساة تكون أكبر وهذا هو حال تماثيل إبراهيم هذه العجوز المسنة التى تسكن في مسكن من الصفيح هي وابنتين لها لا يوجد من يعولهما ولا يؤمن لهما مايحتاجانه من معيشتهما اليومية، وتقول تماثيل إنها تواجه البرد بايقاد النيران في المساء والأغطية العادية التي لا تكاد تؤدي الغرض، لكنها حين النوم تجتمع مع بناتها في فراش واحد ويضعون عددا من الأغطية فوقهن للوقاية من البرد القارس. من جهته أكد مساعد مدير جمعية البر بمحافظة حفر الباطن عاود صغير العنزي أن خدمات الجمعية تشمل ما يقارب 168 أسرة في حين أن الأسر المتبقية غير مستحقة للمساعدة باعتبار أنها غير محتاجة حسب المتابعة والتدقيق لأحوالهم من قبل المختصين بالجمعية، وأكد العنزي أن الجمعية أودعت 500 ريال في حساب كافة المستفيدين ، اضافة الى صرف بطانيات وبعض المستلزمات ضمن مؤونة الشتاء لهذا العام.